٣١ اغسطس ٢٠١٩
في عالم قائم على التناقضات ستجد أن وسائل الإعلام ومكاتب العلاقات العامة تتحدث عن الدول في آسيا بازدواجية غريبة عجيبة عالم المتناقضات تلك هناك نقاط محددة قد تكون ثورة لإنفجار أزمة سرعان ما قد تتحول لحرب شاملة فمن احد هذه النقاط على سبيل المثال منطقة بحر الصين ومنطقة كشمير ومضيق هرمز ومنابع النفط المترامية على شطي خليج العرب كل هذه المناطق قد تشكل أكثر من ٥٠% من رأس مال المعمورة،
وكون موضوعنا هذا يتناول مدينة #هونغ_كونغ الساحلية ذات ناطحات السحاب نقطة إلتقاء الشرق والغرب حيث جمعت ما بين عملية الغرب وسحر الشرق في الحقيقة فإن هونغ كونغ من المناطق المميزة في العالم لأنها قولبت نفسها لتكون مرنة مع احتلال بريطاني دام ٤٧ عام وبين تدخل جائر بربري من الحكومة الصينية لذلك تمتع أهل هونغ كونغ بمرونة عالية للاكتساب من التطور والحداثة والعدالة البريطانية ومن اكتساب الحضارة والثقافة الصينية الآسيوية لذلك فإن شعار المدينة الشرق يلتقي الغرب،
رغم أن تفكير البريطان لم يكن نمو وتضخم وتعملق هذه المدينة فقد كان احتلاها ثأرا من القوات اليابانية التي احتلتها بعد هزيمة بارجات البريطان ولكن أهل المدينة قاموا باستغلال البريطان اتم الاستغلال حيث قام شعب هونغ كونغ بفتح مدارس في ال ١٣ تقسيم اداري داخلها وجعلوا البريطان يعلموهم الإنجليزية ثم أن بعض التجار قاموا بفتح موانئ طالبين خبرات بريطانية للبناء عملوا على البنى التحتية مستغلين قدرة الحاكم الإداري البريطاني فكان العامل الأساسي والإرادة للتغيير من نفس سكان هونغ كونغ حيث رأى اهلها أن الاحتلال يأتي نتيجة ضعفنا ما نحتاجه ليس ثورة على الاحتلال بل ثورة على مجتمعنا وعقولنا وعاداتنا وتقاليدنا وفي يوم قوتنا سيكون المحتل خجلا جدا في البقاء وهذا ما حصل ابان خروج البريطان عام ٩٧ وفي حينها فرضت هونغ كونغ شروطها ليس على الجانب البريطاني وحسب بل على الحكومة أيضا حيث أخذت حكما ذاتيا باستثناء العسكرية والعلاقات الخارجية (تحت اطلاع الحاكم الإداري في المدينة)،
منذ ذلك الحين تحاول الصين منع اي تقدم وتطور في هونغ كونغ حيث استغلت عامل العوائل المشتركة بين اهل الصين والمدينة الثرية ورغم فرض السلطات في هونغ كونغ تأشيرات على من يدخلها من الصينيين واثباتات خالصة وبالرغم من ان التعداد السكاني لهونغ كونغ وبحسب اخر احصائية للبنك الدولي عام ٢٠١٧ فإن التعداد كان قرابة ٧.٥ مليون إنسان ولكن هذه المدينة الصغيرة لماذا الى كل هذا الحد تخيف بكين!!! وبعيدا عن قوتها الاقتصادية التي تحتاجها خزائن بكين ولكن لماذا كل هذا الهيجان بل أن بكين قامت باعتقال العشرات منذ الاحتجاجات وهل الاحتجاجات حقيقية أصلا؟! ولمن تحاول سلطات بكين إيصال رسالتها؟!،
في الحقيقة بالنظر لخريطة الصين وموقع هونغ كونغ فإن هونغ كونغ تقع على بحر الصين من ناحيته الجنوبية ومصاف دلتا نهر اللؤلؤة وجوارها سياسيا من منطقتين لطالما طالبا بالإنفصال التام عن بكين ألا وهما تايوان وماكاو والثلاث مناطق في صراع ليس محلي صيني او إقليمي وحسب بل دولي فنحن نتحدث عن منطقة بحر الصين التي تتصارع فيها واشنطن من خلال طوكيو ان تتواجد فيها وتنصهر موسكو بحميمية حذرة مع كل من الصين وكوريا الشمالية لتكون جزءا من اللعبة كما أن الصين نفسها قوة دولية لن تسمح بالعبث بالحديقة الخلفية التي تراها الصين منطقة "غرفة المعيشة" بالنسبة لها إضافة إلا أن نجاح هونغ كونغ من الخروج من براثن بكين او بقاء شكل حكمها كما هو سيحفز مناطق أخرى مجاورة وبعيدة تايوان ومكاو وربما التيبيت لذلك تستميت سلطة بكين لكي تسكت أي صوت يحاول التحدث بالصورة الغربية النمطية عن حقوق الإنسان هذا الناشط الماثل أمامكم اسمه #جوشا_وونغ تم اعتقاله من مدرسته عندما تم اعتقاله كتب بعض الطلبة القادمين من الصين "هذا ومن يشبهه عبد البريطان" استراتيجية بكين العسكرية التي اعتادها العالم اصبحت مقيتة للغاية فمحاولة السيطرة على مدينة تتفوق حضاريا بعشرات السنين في تجربة الحكم عن الصين التي ما زالت تحت قبضة أمنية رغم العدد المهول في الصين تجعل فكرة الخراب تلوح في الأفق،
الأزمة قائمة ولن تستطيع مؤسسات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الدولية التدخل بشراسة لأننا نتحدث عن ثاني أكبر قوة اقتصادية دولية ومسألة تأزيم الصراع قرابة بحر الصين يعني حرب دولية شاملة ولكن الأسلوب الصيني سيكون اكثر كارثية من ذي قبل فتحذيرات الصين التي تترامى هنا وهناك وتحديدا تجاه تايوان تجعل الأمور اصعب تجاه الإنسان أولا وأخيرا،
لربما نعي و نتعلم يوما.
🇭🇰🇭🇰🇭🇰🇨🇳🇨🇳🇨🇳