Tuesday 8 December 2020

ضروس العقل مؤلمة (بين مطرقة اليسار وسندان الليبراليين وقع الحزب الديمقراطي ضحية للكراهية)

٦ ديسمبر ٢٠٢٠

يقول الأديب الروسي #أنطون_تشيخوف: "الحب والصداقة والاحترام لا توحد الناس مثلما تفعل كراهية شيء ما" ويقول الفيلسوف الألماني #كارل_ماركس: "أفكار الطبقة الحاكمة في كل عصر هي الأفكار المهيمنه الطبقة الحاكمة التي تملك القوة المادية للمجتمع هو في الوقت نفسه القوة الفكرية" اجتمع الديمقراطيين بكافة جذورهم الأيديولوجية على كراهية شديدة تجاه الرئيس الأمريكي #دونالد_ترمب ولكنهم لم يبحثوا عن جذور وسراج شمعة رجل الأعمال ترمب ولم يفكروا كثيرا كيف كانت أفكار ترمب ممكنة؟! وبطبيعة الحال النتيجة أن أفكارهم لم تتوحد إلا على إزاحة ترمب بأي شكل كان ولكنهم لم يفكروا كيف ستكون مهمتهم ممكنة ما بعد ترمب؟! وهذا جاء على لسان أحد أهم ممولي الحزب الديمقراطي #جورج_سورس عندما قال ان فوز ترمب في رئاسة #البيت_الأبيض كان خطأ فادح وجب تصحيحه!!!،

‏من يراقب الحوار الداخلي في الحزب الديمقراطي عن كثب لا يمكنه ان يغفل عن الصراع الذي يزداد حده بين اليساريين من جهة وبين الليبراليين والمعتدلين من جهة أخرى الجمهوريون خاضوا صراعا مماثلا في السنوات التي تلت فوز الرئيس الأمريكي السابق #باراك_أوباما عام ٢٠٠٩ برئاسة المكتب البيضاوي تحديدا منذ ٢٠١٠ عندما استعادوا اغلبية مجلس النواب الصراع ‏الجمهوري انتهى بانتصار المتشددين حيث انهم تمكنوا من منع الحزب من اتخاذ اي خطوة او قرار يتعارض مع اجندتهم وهذا ادى الى شلل في الكونغرس طوال الفتره الماضية في فترة أوباما وترمب على التوالي حتى عندما سيطر الجمهوريين علي مجلسي الكونغرس ومعهما البيت الابيض في سنوات ٢٠١٧ - ٢٠١٨ فشل الحزب في تمرير كثير من بنود اجندته ‏فلم يصدر قوانين جديدة تتعلق بالهجرة والرعاية الصحية ولم يمول الجدار الجنوبي وبقيت نقطة التخفيض الضريبي هو النجاح التشريعي الوحيد للجمهوريين فهل سيتكرر نفس الامر مع الديموقراطيين؟؟، 

البعض يستخدم تعبيرات الليبراليين واليساريين بالتبادل وهذا خطأ فبالرغم من وجود تداخل بين اليساريين والليبراليين ‏من جهه وبين الليبراليين والمعتدلين من الجهة الأخرى الا انهم فئات مختلفه تكون في مجملها الغالبية الساحقة للحزب الديمقراطي تاريخيا كان الليبراليون يتعاطفون مع اليساريين اكثر مما يتعاطفون مع المعتدلين لانهم يرون ان الحزب الديموقراطي ذهب لليمين اكثر من اللازم لكن الفترة الاخيرة ‏شهدت ميل الليبراليين -والذين يمكن المجادله بأنهم الفئة الاكبر في الحزب نسبيا- نحو المعتدلين حيث انهم يرون ان اليساريين تطرفوا اكثر من اللازم وان هذا اضر برسالة الحزب وقدرتها على الوصول للقواعد واقناعها بدعم الحزب هم يهاجمون اطروحات معينه على رأسها ثقافة الالغاء (cancel culture) والدعوة ‏لايقاف تمويل الشرطة (defund the police) وقبل كل ذلك رفع شعار الاشتراكية الديموقراطية حتى فكرة التأمين الطبي للجميع (Medcare) يرون انها برغم جاذبيتها الا انها غير قابله للتطبيق في الوقت الحالي لانه ببساطه لايوجد دعم شعبي كافي لها عدى عن انهم غير مقتنعين بمبدأ الغاء التأمين التجاري بالكامل التي ‏تؤدي لها هذه الفكرة بكل تأكيد لا شئ من هذه الافكار سيطبق او حتى سيطرح بشكل جدي خلال الدورة التشريعية القائمة فالرئيس المفترض #جو_بايدن معارض لكل هذه الافكار ولم يضع اي منها في اجندته التي انتخب على اساسها، 

لكن هذا لا ينفي السؤال القائم حول مدى تأثير هذا الصراع الديموقراطي الداخلي على قدرة ‏الحزب على العمل ككتله واحده وتمرير بعض بنود اجندته الهامه سواء كانت على مستوى الاصلاح الاقتصادي او اصلاح قوانين الضرائب والهجرة والرعاية الصحية او حتى اطلاق برنامج بايدن الطموح نحو اعادة بناء البنية التحتيه واطلاق مشاريع التحول نحو الطاقه البديلة هذه كلها بنود يمكن ‏للديموقراطيين الاتفاق حولها ومن ثم العمل على تمرير بعضها او كلها من الكونغرس سواء بالتزام كامل اعضاء الحزب اذا مافازوا بولاية #جورجيا او باستمالة بعض الشيوخ الجمهوريين المعتدلين باقامة صفقات معهم حول بعض بنود الاجنده تجعلهم يصوتون لصالح تمريرها اذا ماخسروا جورجيا لكن هذا كله مرتبط ‏اولا باتفاق الديموقراطيين داخليا وتمكن الليبراليين من تحييد تصلب اليساريين الاكثر تطرفا #انتخابات_الرئاسة_٢٠٢٠ اظهرت ان هذا ممكن فاليسار عمل بطاقته مع الوسط لانجاح بايدن لكن في ٢٠٢٠ كان هناك هدف مشترك هام وهو اسقاط ترمب عداوة الليبراليين واليساريين -كل على حدا- لترمب اشد كثيرا من ‏اي خلافات داخليه بين اجنحة الحزب لذا فمن الطبيعي ان نتشكك في كون تحالف ٢٠٢٠ مازال قائما وان الاجنحه ستتمكن فعلا من الاتفاق بايدن وبيلوسي سيكونان اللاعبين الابرز في ايجاد هذا الاجماع وقد اثبت كل الاثنان في ما مضى انهم قادرين على جمع الاصوات وتحقيق التوافق داخل الكونغرس مما يجعل ‏امكانية نجاحهم في ذلك مجددا وارده ولكنها ليست مؤكده ابدا فاليسار لم يكن في اي يوم اقوى مما كان عليه في الفتره ٢٠١٩-٢٠٢٠ ورغم الفشل في تحقيق نتائج مرضية في انتخابات الكونغرس الاخيرة وتحميل الكثيرين هذا له الا انه مازال قويا ومازالت قاعدة (التشدد لا ينتج الا تشددا اكبر منه ‏لانه وراء كل مزايد من يزايد عليه) قائمة وصحيحة وتلقي بظلال الشك على نجاح الديموقراطيين في فعل كل او حتى بعض ما يريدون فعله خلال السنتين القادمتين.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...