٨ أغسطس ٢٠١٨
لو ننظر لعالمنا قبل الثورة الصناعية لم يكن أحد يتخيل بأننا وفي غضون مئة عام سوف نتحول من نطاق زراعي إلى نطاق صناعي متقدم وبعدها احتاج العالم مئة عام تقريبا لتحول إلى نظاق جديد وهو نطاق معتمد في نظريته و تطبيقه الحالي على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات تنتهي هذه الحقبة تقريبا في عام ٢٠٥٠ و سيبدأ حينها بروز علم الذكاء الاصطناعي فهل العالم العربي جاهزا له؟!
حقيقة كمفهوم فلسفي لذكاء فهو مفهوم موسع غير معرف لأنه متجدد ومتطور بشكل متسارع لذلك سأقوم بتعريف الذكاء الاصطناعي بشكل نسبي حيث اقيم اول بحث علمي في هذا الصدد في كلية دارتموث في بريطانيا في منتصف الخمسينات بقيادة العالم جون مكارثي حيث عرف الذكاء الاصطناعي بانها مجموعة من الخصائص والسلوكيات التي تتسم بها البرامج الحاسوبية والتي تجعلها تحاكي القدرة الذهنية بشرية كانت او غير بشرية و انماط عملها من اهم هذه الخصائص و السمات التعلم، الإستنتاج وردة الفعل وهي اوضاع لم تبرمج على الآلة من قبل في حينها،
كون البعض مشغول بإنشغالاته العقائدية والعاطفية وبالتالي سيفقدوا حسية التحليل والاستنتاج ولن يكون هناك إلا لردة فعل عاطفية اما معتمدة على الموروثات سواء المجتمعية او العقائدية من هذه النقطة لو ننظر إلى بعض الإنتجات السينمائية سنجد الكثير منها في عالمنا اليوم قد يكون ابرزها فيلم (Interstellar) و الذي انتج في عام ٢٠١٤ و فيلم (Ex Machina) و الذي انتج في عام ٢٠١٥ تحدثت هذه الأفلام عن كيفية عمل الآلة و محاولة استقراء لما ستقدمه هذه العلوم للبشرية من تطور،
قبل عامين قامت جامعات عدة ابرزها جامعة أوكسفورد البريطانية ووييل الامريكية بدراسات عن آلية و مدة تطور علم الآلة او الذكاء الإصطناعي حيث اوضحت الباحثة والعالمة كاتيا جريس رئيسة البحث العلمي في مجال مستقبل البشرية في جامعة أوكسفورد "أنه في غضون ٤٥ عام سيكتمل شكل معطيات الذكاء الإصطناعي و في غضون ١٢٠ سنة سيكون علم الذكاء الاصطناعي مكتمل النصاب مما سيأسس لنظام بشري جديد على كافة الأصعدة حيث في عام ٢٠٢٤ اي بعد ما يقارب ٦ سنوات ستكون الآلة قادرة بشكل احترافي على الترجمة و بالتالي سيضعف الإقبال على تخصصات اللغة في الترجمة تحديدا و في عام ٢٠٢٦ ستكون الآلة قادرة على كتابة المقالات المتنوعة مما سيؤدي الى الاتجاه الى علم الآلة بالضرورة بشكل متسارع و في عام ٢٠٢٧ ستكون الآلة قادرة على قيادة الشاحنات و بعدها بعام سيبرز العمل في التجارة الجزئية من خلال الآلة و بعدها باقل من ١٠ سنوات ستكون الآلة قادرة على كتابة الكتب و البحوث المختلفة من ثم ستكون الآلة قادرة بالضرورة التغلغل في عدة مجالات،
في يومنا الحالي الآلة استطاعت الوصول للفضاء و علومه و ايضا الدخول في العالم الطبي من خلال البحوث و اجراء العمليات الجراحية ولو جزئيا،
فهل لدينا الاساس للعلوم المؤسسة لهذه العلوم الحديثة؟ بالنظر للخريطة العالمية سنجد أن معظم بقاع العالم تعمل لهذه الحقبة فأبرز الرائدين في هذا المجال الدول الاسكندنافية والتي حولت نظامها التعليمي من نظام يعتمد على نظام تدريس المواد الى نظام تدريس المواضيع اليابان كوريا الجنوبية روسيا الهند الصين استراليا كندا المكسيك اميركا بريطانيا باكستان ماليزيا تايلند الإمارات العربية المتحدة المملكة العربية السعودية وألمانيا كثيرة هي الدول التي بدأت بالإهتمام بهذه العلوم ومن الشئ المبعث لتفاؤول ان الأردن تعمل من خلال جامعات ومدارس كثيرة ابرزها الجامعة الالمانية الاردنية وجامعة الاميرة سمية ومركز جائزة الملك عبدالله الثاني لتميز وفي مصر من خلال جامعة القاهرة والجامعة الامريكية والجامعة الالمانية في موقف طريف محزن حصل في مصر انه حينما اقامت مايكروسوفت لجنة حوارية عن الذكاء الإصطناعي ووجهت اللجنة الحوارية بأسئلة غاية في السذاجة حينما تم سؤال هل يجوز شرعا جماع الآلة!!!،
بالعودة لمؤتمر الأمن في ميونخ لعام ٢٠٠٨ قال في حينها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان من سيمتلك آليات علم الذكاء الاصطناعي سيستطيع السيطرة على العالم من نواحي متعددة في النظام البشري الجديد و شددت مؤتمرات دافوس في عام ٢٠١٨ و مؤتمر ميونخ للامن في عام ٢٠١٧ على ضرورة دعم العلم و انتشاره حتى يكون العالم قادرا على مواكبة العالم البشري الحديث،
في ضوء ما تقدم هل نحن جاهزون لنظام البشري الجديد؟!
No comments:
Post a Comment