Tuesday 18 June 2019

يبدو لي أن باب النبوة ما زال قابلا للحوار هكذا ارادها مرتادوا مكتب الإرشاد بشق الإخوان المسلمين!!!

في البداية و بلغة الإنسانية التي نفتقدها كثيرا أن أنعى السيد محمد مرسي العياط الرئيس المصري المعزول لروحه الرحمة وعليها السلام،

بعد وفاة الرئيس المصري السابق #جمال_عبدالناصر كتب الراحل العظيم #محمد_حسنين_هيكل مقالا بعد الأربعين يفند فيه تلك الشخصية التي خلدها التاريخ كان فحوى المقالة إزالة الهالة و القدسية عن تلك الشخصية التي صنع منها الفلاح المصري أسطورة وكنت قد كتبت مقالا عن الأبطال الورقيين ربما أشرت في مقالي عن الرئيس الفنزويلي شافيز ولينين وحتى أنني أشرت إلى زعيم المافيا الإيطالية الذي يعتبره الإيطاليين من افضل من مر على بلدهم!!! هكذا هي الأولوية لدى الجمع الغير منظم والمخدر تحت شريعة العاطفة،

الدين والسياسة يشكلان ثنائية متنافرة إلا أن التوظيف السياسي للإسلام على يد الأنظمة السلطوية أو الحركات الإسلامية ألحق أضرارا بالغة بالدولة والمجتمع والإسلام معاً، وأنشأ صراعاً سياسياً واجتماعياً على الدين والشرعية على حساب القيم التي تنظم علاقة الدولة بالمجتمع بل حتى بين معايير العقد المجتمعي نفسه هذا التوظيف يساعد النخب السياسية والدينية في الشرق الأوسط في الحفاظ على هياكل سلطوية تضمن بقاءها،

ممارسة السياسة ضمن الإطار الديني من المرجح أن تتسبب بضعف الدولة فبينما توظيف الشعارات الدينية في الخطاب السياسي يمكن له أن يعزز من فرص الوصول إلى نتائج ايجابية كتجنب الانفجارات الخطيرة من العنف في ظل الأنظمة الاستبدادية لكنه ايضاً يمكن أن يعطي مساحة أوسع للنخب السياسية والدينية في استغلال الدين لمصالحهم الخاصة،

الاستغلال السياسي للإسلام يعني أن الإسلام يقدم أداة للوصول إلى هدف سياسي أو أنه متعلق بدور الإسلام كدين كأداة لغاية سياسية مثلما تنظر الماركسية إلى الدولة والمنظمات المجتمعية على أنها أدوات مُستغلة من الطبقة الحاكمة أو الأفراد لتحقيق مكاسبهم الخاصة يبدو أن الإسلام أصبح بمثابة أداة بيد النخب الحاكمة أو الأفراد لتحقيق مكاسبهم الخاصة،

مثل هذه الأنماط من الاستغلال هي الأكثر شيوعاً في الشرق الأوسط لا سيما أن الدين السائد هو الدين الإسلامي الذي يتمتع باللامركزية الوظيفية ولنا مثالا في تركيا الدولة على وجه التحديد لم تخدم الإسلام بل أن العكس هو الصحيح بعد إنهيار السلطنة وعلمنة النظم القانونية والتعليمية أوجدت الحكومة التركية ما سمي برئاسة الشؤون الدينية (Diyanet Işleri Bakanlɪğɪ) في العام ١٩٢٨ التي بموجبها بات الدين يُدار رسمياً عبر مؤسسات الدولة احتكار الدولة للممارسات الدينية بات واضحا حيث أن أي تثقيف للأئمة أو تعاليم دينية أو وعظ توجب تشريعه من خلال القنوات الحكومية وصولاً إلى عام ١٩٤١ حيث وزعت الإدارة المركزية لرئاسة الشؤون الدينية على جميع خطباء المساجد مضمون خطبة يوم الجمعة في كل أنحاء تركيا،

بعد ما رأيت من هرج ومرج على موت السيد محمد مرسي وإلباسه هالة القدسية النبوية وصل الحد في البعض أن يسميه شهيدا وكونني لا اؤمن بأن الله يصبو لكل هذا الهراء على أية حال ثلاث نقاط لابد أن نتكلم فيها اليوم بعد وفاة السيد مرسي الأولى: هل كان الرئيس مرسي فعليا الرئيس الاول منتخبا أو بمعنى آخر (هل كان انتخاب السيد مرسي شرعيا من حيث النظرية والتطبيق (وبكل شفافية)؟! النقطة الثانية: هل كان الرئيس مرسي يحكم كليا أم جزئيا أم كان جزء من مجموعة أرادت تحويل الحكم من شخص لمجموعة إرشاد؟! النقطة الثالثة: هل كان يجب السماح للعسكرية البقاء في قصر الإتحادية؟!،

هل كان مرسي منتخبا شرعيا؟! منذ المرشد الثاني لجماعة الإخوان المسلمين السيد #حسن_الهضيبي والذي دام في رأس هرم الجماعة قرابة ربع قرن وربما كل أحداث ومفكري الإخوان في تلك الفترة كانت الجملة الشهيرة للهضيبي طالما أن الدور الذي رسمته العسكرية هو البطش بنا وأخذ كراسي المناصب فإننا سنصنع قاعدتنا فمن يمعن النظر في المجتمعات العربية ستجد أن النسبة العظمى قاعديا تنتمي للإخوان المسلمين وهناك فئة ليبرالية مهمشة وفئة منتمية للسلطة في الظاهر هي متحكمة بالواقع شكلا ومضمونا الاعتماد على دفة الإخوان ولكن هل يعني امتلاك الإخوان نسبة مجتمعية عالية نسبيا أن انتخابها في البرلمان أو الرئاسة أنها شرعية بالطبع لا فشروط الشرعية تستند للقانون وليس للصناديق الصناديق تعطي مؤشرا هل كان تطبيق القانون سليم وفي العادة ينتمي لمن يوجه دفة عاطفة المجتمع،

هل كان الرئيس مرسي يحكم لوحده ام أنه كان جزءا من مجموعة أم انه كان عبدا يؤمر اي انه متحدث باسم مجموعة تتحدث باسمه من وراءه؟! في شهادة السفيرة الأمريكية في #القاهرة السيدة #آن_باتيرسون أثناء فترة الرئيس مرسي قالت في الصحف عندما كنا نذهب للإتحادية كنا نرى ارتباكا رهيبا لدخول المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حيث قالت بالتحديد "٦ أشخاص كانوا يحكمون مصر السيد مرسي لم يكن واحدا منهم" وكان من الواضح من الطريقة الخطابية التي استخدمها الرئيس مرسي ان مكتب الارشاد يطبع بصمته بشكل واضح حتى أن هناك نكتة ظهرت بعد فترة من حكم الإخوان على غرار صلاة إخوتنا في الإنسانية المسيحيين عندما يقولوا "آبنا الذي في السموات" تحولت إلى حالة تندر في مصر في قصاصة ورق بسيطة عندما نقول "آبنا الذي في مكتب الإرشاد" هذا في ما يخص الناحية السياسية بعض الأمور الاقتصادية كانت ترجأ لشخصية تعتبر من رؤوس الأموال في الجماعة وهو السيد خيرت الشاطر حتى قيل في فترة أن بعض الشركات الكبرى التجارية تسأل هل نذهب للإتحادية ام نتوجه للبرلمان في توقيع أي صفقة قال السيد عبدالمنعم ابو الفتوح أن الامر كله كان يدار من مكتب السيد الشاطر في التجمع الخامس و حتى نفهم رسم العرض للجماعة ابو الفتوح نفسه قال أن الجماعة الحاكمة اليوم هي جماعة "القطبية" (الأكثر تشددا) في داخل الجماعة حسب تعبير السيد أبو الفتوح،

السؤال الآخير هل كان يجب السماح للعسكرية في البقاء في حكم قصر الإتحادية بعد عزل الرئيس عن طريق دستور الإخوان نفسه؟! في الحقيقة الرئيس #عبدالفتاح_السيسي عندما كان وزير الدفاع وقدم ليحي رئيس الجمهورية آنذاك كان الرئيس المصري هو السيد مرسي حياه بكامل التحية نعم وعندما سئل الرئيس السيسي لماذا حييت الرئيس بهذه التحية رغم أنكم على خلاف قال "أنا أحيي رئيس الجمهورية العربية المصرية" وهذه مصر لكن في ناحية أخرى سواء ثورة يناير التي لم تحترم دستورا وحتى تلك السلطة المنتخبة على الورق فقط ولا عودة العسكرية للمشهد أدى لما شعر به المصريين وارادوا تغييره،

نقطة أخيرة ربما فتحت شهيتي لتساؤل لقيادات الإخوان وكون الرئيس مرسي قد تم نعيه بأبيات الراحل القباني "قتلناك يا آخر الأنبياء ..." هل ما زال باب النبوة موصودا أم أنكم تشرعون بفتحه كلما حان وقت استغلال المنصب النبوي!!!،

لربما نعي و نتعلم يوما.

🇪🇬🇪🇬🇪🇬

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...