كثر الحديث مؤخرا عن السيدة #حليمة_يعقوب الرئيسة المسلمة الأولى لدولة #سينغافورة والتي تنحدر من أصل إندونيسي بطريقة فيها قليل من المصداقية في الطرح وكثير من المغالطات المعرفية اليوم في عالم المعلومات التكنولوجي تستطيع الدخول لموقع #صندوق_النقد أو #البنك_الدولي أو مواقع #مراكز_الدراسات_الدولية المختلفة ومواقع كموقع #الأمم_المتحدة و #مجلس_الأمن_الدولي والحصول على معلومات شاملة عن دولة سينغافورة سواء السياسية أو القضائية أو الاقتصادية أو الإجتماعية أو العسكرية ... الخ تبقى التجربة المعيشية هي من أفضل أنواع المعرفة في أي دولة وخصوصا تلك المعرفة التي تتعلق بالتوقيت الكافي للمعرفة فالمعرفة لا تفصل على مقاس معين ظرفي سواء زماني أو مكاني أو متعلق بأشخاص بعض الطروحات المتواضعة كتبت الآتي "دولة سينغافورة تعدادها السكاني قرابة ٦ مليون شخص دخلها السنوي ٣٠٠ مليار دولار الدخل السنوي للفرد من الناتج القومي حوالي ٦٥ ألف دولار سنويا رئيستها مسلمة السيدة حليمة يعقوب تتمتع بحريات وديمقراطية (مطلقة) أفضل جواز سفر بالعالم أفضل مطار بالعالم ليتنا نحذو حذوها" هذا الطرح الساذج نسبيا جعلني أفكر كليا وأطرح الآتي:
يقال في الأثر "المكتوب يقرأ من عنوانه" هذا المثل يعتبر سيفا ذو حدين من جهة عادة تقرأ نجاح سياسة الدول والأنظمة من خلال المؤشرات الأولى فمثلا قياس نظام التعليم في دولة ما فإننا ننظر لنتيجة لكي ندلل على مؤشر بسيط لكيفية نجاح سياسة التعليم في هذه الدولة إنما لكي نستطيع تقييم أي نظام أو سياسة فإننا لابد من التبحر في تفاصيلها حتى يكون التقييم علمي وموضوعي ونستطيع تفنيد سلبياته قبل إيجابيته وأي سلوك أو سياسة لا يمكن أن تكون مثالية ولا يعتبر الخضوع لشروط دولية سببا في النجاح فكل دولة ومؤسسة وحالة لها خصوصيتها وظروف نجاحها المواتية،
يقول الفيلسوف الصيني #صن_تزو "تتجسد القيادة في تحويل ما هو محنة الى مكاسب" بالمناسبة سنغافورة والتي انفصلت عن ماليزيا عام ٦٥ لم يأتيها سوى ٣ رؤساء وزراء #لي_كيوان_يو والذي حكم لقرابة ٣١ عام عمد لي كيوان إلى بناء قاعدة هرمية في نظام شبه مدينة معزولة واستطاع تحويل محن الدولة الكثيرة إلى مكاسب ليست آنية بل مستقبلية ضخمة ففي مساحة لا تتجاوز ٨٠٠ كم٢ لي كيوان قدم للعالم الغربي المحتل السابق لسنغافورة نموذجا لا نستطيع أن نقول في العلم الفلسفي للوصف السياسي أن يحتمل الديمقراطية (المطلقة) ولا نستطيع وصفه بالشمولي أو الدكتاتوري حتى النسبي هو أشبه بالإشتراكية الديمقراطية التي قدمت نموذجا نسبيا ضخما في ألمانيا مثالا لذلك لا تستطيع منظمة الشفافية الدولية أن تقول بأن سنغافورة دولة تشوبها شائبة فهي من أقل الدول في العالم فسادا نعم هناك عوامل تساعد تتمثل بأحد أهمها التعداد السكاني القليل والمساحة الجغرافي القليلة ومصادر الدخل التي تعتمد السيولة والحركة والمرونة لا تعتمد على مصادر خام بشكل عام فهي تعتمد على النطاق الخدمي التكنولوجي المعلوماتي النظام السنغافوري السياسي في طياته يكفل كوصف أن لا يكون ديمقراطي كامل كيف وسنشرحها هنا شرحا بسيطا دقيقا،
يقول #لاري_بيج أحد مؤسسين ومالكين شركة Google "عملي كرئيس هو التأكد من أن الجميع في الشركة لديهم فرص كبيرة وأنهم يشعرون ان وجودهم له أثر ملموس و يعود بالخير على المجتمع" هناك خطوط مفصلية بين ما تفكر به المجتمعات وبين ما تريده من نتائج بمعنى وسنعطي مثالا هنا يذهب العربي إلى دول عدة من دول العالم الأول ويحلم أن يكون وطنه كمثل هذه الأوطان ولكنه في نفس الوقت يحاول أن ينكر بأن مشاهد الحريات كإجازة قانون المثليين وترخيص بيوت الدعارة وحرية المعتقد كوجود الكنائس والجوامع والكنيس والمعابد سواء الهندوسية أو البوذية في تلك المجتمعات هي قاعدة رئيسية من ضمن قواعد كثيرة أخرى لا نقول أنها صحيحة ولا نقول أنها طبيعة ولا ننفي صحتها وأيضا طبيعتها وليست هي الشرط الأساسي لبناء المجتمعات ولكنها بالضرورة من ضمن الشروط سنغافورة تبيح وجود وترخيص بيوت الدعارة وتوضع قانونا بإجازة المثليين وتمنحهم الحريات والحقوق والواجبات شأنهم شأن غيرهم ولذلك القانون والدستور الذي فكر به لي كيوان هو أشبه بإعطاء كافة الصلاحيات للبرلمان بشقه النيابي (حتى يكون مسؤولا فيحاسب) ولكن هناك سياسات مبعدية سواء داخلية وخارجية لا يستطيع البرلمان المنتخب انجازها فالمنتخب قد لا يكون بالضرورة متعلم مثقف ذو خبرة لإدارة شؤون قيادية أعلى من التنفيذية لذلك سيتعين على لي كيوان ان ينجز مجلسا سمي لاحقا بالشيوخ (ليكون اكثر حكمة في القيادة وهو اصعب بمراحل من الإدارة)،
المغالطات في المعرفة التي وضعها الطرح الذي استفزني لكتابة طرحي هذا هو أنه من قمة السذاجة مقاربة واطلاق حكم على دولة دون توغل بالتفاصيل فجواز السفر السينغافوري هو الجواز رقم ٢ في العالم رفقة الجواز الكوري الجنوبي حيث يسمح لسنغافوري بدخول ١٨٩ دولة دون تأشيرة او تأشيرة عند الوصول اسباب ذلك لا تعود لأن الخارجية السينغافورية تعمل بشكل مهني وحسب بل لأن مؤشر احصاىيات سينغافورة كدولة مثلا في عامل الإرهاب قارب الصفر % وهذا العامل اليوم من أهم ما يسهل لسينغافوريين دخولهم لدول دون تأشيرة او تأشيرة عن الوصول العامل الثاني مستوى العيش داخل سينغافورة بحيث ان السينغافورة لا يحتاج لاثبات مادي وعلمي وما إلى ذلك لزيارة دولة ففي دولته ما يكفيه المغالطة الثانية التي وقع فيها الطرح أعلاه هو الإشارة لكون الرئيسة يعقوب مسلمة وكأن الطرح ضمنيا يقارب بين ديانة شخص الرئيس بمستوى تقدم وتحضر الدولة وهذا خطأ جسيم لأن سنغافورة دولة العرقيات الكثيرة ففيها المالاويين والهنود والآسيويين ثم أن الاحتلال البريطاني جعل من تلك الدولة تحمل نظام الأعراف وسياسة الاستفتاءات بعد جعل الشعب ذو رقي اجتماعي وحياتي نسبي ثم المغالطة لربما الأهم الواجب تصحيحها هو أن منصب الرئيس شرفي وليس اجرائي اي ان رئيس الوزراء المشكلة حكومته برلمانيا هي التنفيذية وليس الرئيس لذلك ليس كل معلومة حتى وان كانت صحيحة تكون بالضرورة معرفية،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#الإضافات_المعرفية
#النمو
#التطور
🇸🇬🇸🇬🇸🇬
No comments:
Post a Comment