لكن في الوضع الراهن ماذا تعني الانتخابات الفيدرالية الألمانية لبروكسل؟!
تشترك معظم الأطراف الدولية الفاعلة في الالتزام القوي إتجاه الاتحاد الأوروبي وتحالف قوات حلف شمال الأطلسي الناتو ومنطقة اليورو عموما
خارج ألمانيا غالبًا ما يتم الاستهانة بمدى القوة الأمنية والمصالح التجارية الألمانية التي ترسخ السياسات الأوروبية والدولية لقادتها عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي على سبيل المثال ليست مشاريع مؤقتة بالنسبة لألمانيا بل هي في صميم مصلحتها الوطنية ولن يقوم أي مستشار قادم من خلفية الاتحاد المسيحي الديمقراطي بالتخلي عن منطقة اليورو أو طرد أحد أعضائه ولن يغير اي مستشار من خلفية حزب الأخضر فجأة مساره بشأن الصين بشكل جذري على الرغم من بعض الخطابات المتشددة التي ظهرت من أعضاء الحزب حيث أن المصالح التجارية لألمانيا قوية للغاية
هذه السياسة تعتبر سيف ذو حدين يمكن لأوروبا الاعتماد على الحكومة الألمانية القادمة لتوفير قيادة مستقرة ويمكن التنبؤ بها ولكن لا يبدو أن هناك تحالفًا يمكن تصوره على استعداد لتحدي الناخبين بشأن تفضيلهم لبعض السياسات الحالية مثل القواعد المالية الصارمة والسياسة النقدية الصارمة والنفور من التدخلات العسكرية والحد من المواجهة مع روسيا أو الصين
ولكن هناك فروق تفصيلية دقيقة بين التحالفات المحتملة للحكومة الألمانية القادمة التي قد تؤثر على أوروبا
1️⃣ حيث ستكون حكومة تحالف (إشارة المرور) حريصة على الاستثمار في تحديث الاقتصاد والإدارة العامة في ألمانيا ولكن هذا التحالف لن يتمكن من إيجاد طريقة يمكن من خلالها إصلاح القواعد المالية المحلية بشكل أساسي ضد معارضة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي لأن تغيير بندا من بنود الدستور يتطلب أغلبية الثلثين في مجلسي البرلمان الألماني البوندستاغ والبوندسرات من الممكن التعديل على قواعد المال الحالية من خلال صناديق الاستثمار الخاصة ولكن بدون تغيير مناسب في ألمانيا وبالتالي سيكون من الصعب إصلاح القواعد المالية للاتحاد الأوروبي
2️⃣ على النقيض من تحالف (إشارة المرور) يمكن لتحالف حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي وحزب الخضر إجراء إصلاح القواعد المالية في ألمانيا من خلال السماح بمزيد من الاستثمار العام لمكافحة تغير المناخ وتحديد النغمة لشيء مشابه على مستوى الاتحاد الأوروبي
بشكل عام فإن مجرد حقيقة أن الحكومة الألمانية ستكون ائتلافًا وسطيًا يعني أن سياساتها الأوروبية والدولية ستكون بأشكال مختلفة عن الوضع الراهن.
No comments:
Post a Comment