٢ ديسمبر ٢٠٢١
بالأمس قلت بأنني سأكتب عن قطر وكيفية تعاملها مع الإسلاميين وكيف أن نار التطرف بات يحرق الدوحة ومؤذي لها حيث عاد عليها كل سوء مارسته الدوحة على مدى العقد الماضي
كان العالم القديم عبارة عن تجمعات حضارية مركزية منعزلة تقريبا نتيجة صعوبة التنقل ولذلك فإن معارف كل تجمع بشري او حضارة لم يتم الإخبار به إلى بعد عصور التنوير والتقدم البشري
لا يصح مطلقا دخول عالم الذكاء الاصطناعي بأيديولوجيات وآليات القرون الماضية اذ لا يصح ان ينقل الإنسان صراعاته المتخلفة للآلة فالآلة اليوم باتت شريكة للإنسان في خاصيتين التعلم وردة الفعل بل والأكثر من ذلك التحليل وتقديم حلول ونتائج
صرح الإسلاماوي المتطرف محمد أبوتريكه (محلل قنوات بي إن سبورتس القطرية) تعليقا على الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم بأن المثليية تخالف الطبيعة البشرية
اليوم تتجه أنظار العالم كله صوب الدوحة للتقييم فكأس العالم بطولة تجمع العديد من الثقافات واللغات والأديان والميول سواء كانت الغذائية او الرياضية او البيئية او الجنسية ولذلك فإن أي خبر اليوم سيكون حساسا جدا وسط تخوف بأن البطولة التي ستقام العام المقبل في قطر ومنطقة الشرق الأوسط لأول مرة في تاريخ البطولة
خصوصا وأن السلطات القطرية صرفت مبالغ ضخمة جدا تقدر بالتريليونات وبنت مراكز ومدن قد لن تلزم الدولة القطرية بعد البطولة وهنا كان هناك اقتراح بأن تتشارك الدول القريبة من قطر في التنظيم كالمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة خصوصا وان هذه الدول تمرست على تنظيم مثل هكذا بطولات لكن الدوحة ارادت التفرد برأي شخصي متواضع بسذاجة لأنها تكلفت كثيرا دون جدوى استراتيجية مستقبلية وأرى شخصيا أن قطر أرادت التفرد بتنظيم البطولة لدعم مشروعها السياسي، كيف نفهم ذلك؟! من خلال عدة أمثلة في سبيل مشروعها السياسي قامت الدوحة بتطوير منتخبها لكرة القدم ليحصل على أهم بطولة قارية في القارة الآسيوية ولكن لم يكن هناك حافزا من قبل قد يقول البعض اذا فإن المشروع السياسي كان ذو جدوى وأرد هنا التنمية من المفترض ان تكون من أجل الدولة ومؤسساتها بعيدا عن أي طموح او برنامج سياسي لشخصية سياسية بعينها
طوال العقد الماضي كانت قطر لأجل مشروعها السياسي تخدم التطرف بصور مباشرة وغير مباشرة حيث ان كنت تريد العمل في قطر يجب ان توالي مشروعهم واذا تلفظت بكلمة خارج الطريق المرسوم من قصر الوجبة (قصر الحكم في دولة قطر) يتم فصلك ببساطة بل وإخراجك من البلاد
كتب مرارا وتكرارا عن مشروع الدوحة الذي يدعم العلمانية والثورات ظاهرا ولكنهم على النقيض يدعمون التطرف في كيفية تطبيق معاير السلوك الظاهرة لمشروع قطر السياسي
قناة بي ان سبورتس تبرأت من كلام أبوتريكه الذي دعمته رياضيا وسياسيا بل ووبخته لسان حال أبوتريكه يرد عليهم علمتموني على الارتزاق وتقوموا بذات الفعل الآن!
تعرف الدوحة جيدا ان الاساءة لقيم المثلية والجنس خارج اطار الزواج والدعارة وشرب الخمور سيجعل حلمها بالنجاح في تنظيم البطولة التي تعد واحدة من الاستراتيجيات المرسومة في مشروعها السياسي يبوء بالفشل والتراجع وستكون الدوحة قد خسرت الكثير
صرفت الدوحة مليارات كثيرة لتجييش الرأي العام العربي ضد الدول العربية التي تريد التغيير والانفتاح وممارسة التنوير الاجتماعي مثل التجييش الواضح ضد الإمارات والسعودية ومصر والمغرب وتونس بدرجة أقل
اليوم قطر مضطرة لأن تمارس كل السلوكيات التي تعتبرها مجرمة قانونيا ومحرمة دينيا وهذا يعد قمة التناقض في الرواية الرسمية التي تقول شيء وتنفذ شيء آخر
الفارق بين اللاعب محمد صلاح وبين ابوتريكة أن الأول عندما دُعي لحفل فيه خمر لم يشرب لكنه في ذات الوقت لم يُحرّض ضد شاربي الخمر بينما الثاني ليس مثليا لكنه حرّض على قتل وكراهية المثليين بتكفيرهم وأحد أهم تعريفات التطرف هو إجبار الآخرين على عبادة ربك بالطريقة التي تفهما انت متى تفهم شعوب المنطقة أن حرية الاعتقاد المطلقة فرض ديني تم إنكاره وتعطيله لقرون
لا يضركم كافرا أو ملحدا أو مثليا أو زانيا عليكم بأنفسكم وليس من مهمة الدول ان تدخل مواطنيها الجنة!!!
الاسلاماويين المتطرفين كأبوتريكه دائما ما يسألون بتهكم ماذا قدمت الحضارة المصرية القديمة للبشرية مثلا؟! هذا يشابه سؤال ماذا استفادت البشرية من الصعود للقمر او استكشاف الكواكب؟! سؤال ينم عن (حقد حضارى) و عفونة فكرية مترسخة فى سراديب عقول هؤلاء المتخلفين عقلياً و حضارياً
وفي الحقيقة كان أحد أهم أسباب الازدهار الحضاري الذي عرفته الحضارة الإسلامية هو كونها امتدت إلى كل من بلاد ما بين النهرين وسوريا الطبيعية وهما من أقدم الأقاليم قدماً وخبرة في صناعة النبيذ مثلا وصناعة الجنس والمثليية بالإضافة إلى احتكاك المسلمين بالشعوب المتصالحة مع شرب الخمر والنبيذ وممارسة الجنس خارج إطار الزواج والمثليية ولنا في تاريخ المنطقة أمثلة في الغزل في حانات بغداد ودمشق والمثليية التي كانت تشتهر بها قصور الحكم الإسلامية فيما عرف بثقافة الغلمان!
No comments:
Post a Comment