Wednesday 22 August 2018

هل نشهد مهاتيرا جديدا في آسيا بورقتها الباكستانية؟!

يقول الروائي العالمي #غابرييل_غارسيا_ماركيز "الفارق الوحيد بين الليبراليون الجدد و المحافظون هو أن الليبراليين يذهبون إلى قداس الساعة الثالثة بينما يذهب المحافظون إلى قداس الثامنة" ويقول #أحمد_خالد_توفيق "هي نظرية الملح والسكر..الملح كثير إذن زد السكر..السكر كثير فلتزد الملح..النتيجة هي أن الطبيخ صار لا يؤكل كثرة ما أضيف له"
ويقول #طارق_البشري "عندما تحتدم الأزمات السياسية، وتحتشد الجماهير و يتركز اهتمامها فى مشكلة محددة، تكون هذه الفترات على قصرها من أخصب لحظات التاريخ إنضاجا للوعي الشعبي" ويقول #علي_عزت_بيغوفيتش
"إن الدين الخالص والسياسة الخالصة يوجدان فقط على مستوى الأفكار، أما في الحياة العملية فما نشاهده إنما هو مزيج من عناصر مؤلفة منهما معاً، وفي بعض الحالات يستحيل التفريق بينهما" واختتم اقتباساتي من مقولة الفيلسوف الإيطالي #ميكافيلي "عندما يطلب أحدهم من جاره أن يأتي للدفاع عنه بقواته، فهذه القوات تسمى قوات معاونة، وهي عديمة النفع مثل القوات المرتزقة...لأنها إذا خسرت المعركة فإنك تكون قد هزمت أما إذا كسبتها فإنك ستبقى أسيراً لتلك القوات" هل هي لعبة جديدة لنظرية أحجار الشطرنج على الرقعة المخروقة أم أنها ورقة فاجأت المنطقة و ربما العالم؟!،

سينقسم طرحي هذا لثلاثة أقسام كيف كانت حركة إنصاف بقيادة رئيسها خان ممكنة؟! و أهمية باكستان بالنسبة للمنطقة العربية و أيضا أهمية باكستان بالنسبة للدول الكبرى؟! و ما الإجراءات المهمة بالنسبة لسيد عمران لكي تكون مهمته ناجحة؟! فاز بطل الكريكت الباكستاني السيد #عمران_خان بإنتخابات الرئاسة عقب نجاح احتجاجات حزب تحريك إنصاف الباكستاني الذي أسسه في عام ٩٦ بتثبيت قضايا فساد على الرئيس السابق نواز شريف منذ عام ٢٠١٤ حيث ساعدت وثائق بنما التي أعلنتها الإستخبارات الألماني و التي أثبتت تورط شخصيات عربية مع شخصيات باكستانية أبرزها رئيس الوزراء السابق نواز شريف و حتى من سبقه السيد برويز مشرف و جدير بالذكر هنا أن نواز شريف في السجن و تجري محاكمته،

عمران خان بطل الكريكت السابق أسس حزبه كما أسلفنا الذكر في منتصف التسعينات من القرن الماضي في وقتها كان يعلو نجم أحزاب اليسار بقيادة عائلة بوتو التي ما لبثت ان جعلت باكستان مركزا مهما في الصناعة و حولت أنظار العالم من خلال إمتلاكها للقوة النووية سواء العسكرية او العلمية و لكن في وقتها سعت كثير من قوى منطقة جنوب آسيا المجاورة لباكستان للتخلص من عائلة بوتو بذريعة صورية و هي الدين و لكن القصة الجوهرية خصوصا لاطراف الفيتو عدم بروز قوة نووية جديدة في منطقة جنوب آسيا بعد إيران و الهند و الصين حيث قضي على آخر فرد من عائلة بوتو وهي السيدة بينازير بوتو و التي جرى اغتيالها في عام ٢٠٠٨ و بعد موتها أضعفت القوى اليسارية و حتى أنها انهت حالة التنوع في باكستان فأصبحت القوة أحادية لأحزاب اليمين الدينية و منذ ذلك الوقت أضعفت قوة باكستان لتصبح تعيش على مساعدات الغير و اقصد هنا قوى الفيتو و ابرزها أميركا،

المعاناة التي حملتها باكستان أبرزت وعيا من الشارع مفاده انه يجب إنهاء حالة الركود السلبية و بالتالي بدا و أن حركة إنصاف وهي حركة يمينية وسطية هي المخرج ولكن كان لابد تحالفها مع الأحزاب الإسلامية التقليدية (المهمشة) حتى تكتسب رأي الشارع بقوة في عام ٢٠١٣ و عندما زار الرئيس المصري السابق السيد محمد مرسي إلتقى خان على هامش زيارته إعتقد الجميع بأن خان يناصر جماعة الإخوان بشقها الدولي إلا أنه و عقب الزيارة قال خان "التعامل البراغماتي مهم جدا ولكن لا يعني التقارب والتجاذب السياسي" في عام ٢٠١٤ نجحت حركة خان باكتساب المزيد من الأصوات و الظهور حتى نجحت الحركة بإرباك الحزب الحاكم و كل الحركات الدينية حيث ان فكر خان ليبرالي مائل للوسطية لم يكن الجميع متوقعا ان يفوز خان خان حتى ان و لغاية عشية الإعلان عن النتائج كان التقارب الامريكي واضحا مع الأحزاب الدينية التقليدية و كان فوز خان مفاجأة للجميع داخل باكستان و خارجها،

تكمن اهمية باكستان بقوتها النووية سواء على صعيد اقليمها الجنوب آسيوي و على المنطقة العربية في صراعها مع إيران و حتى في شرق آسيا خصوصا و ان حدود باكستان تطل على المحيط و على إيران و الصين و الهند و أفغانستان و مهمة جدا لطريق البحري التجاري للصين تحديدا في الغاز و النفط و البضائع التجارية الأخرى سعت كل قوة من هذه القوى لجذبها إليها إلا أن عمران خان كان له رأيا آخر حيث دعى لمشاورة لسحب قواته من التحالف التي تقيمه باكستان مع السعودية في اليمن وهذه الحركة قد تظهر أنه على عداء مع السعودية ولكن خان أوضح بأن الحرب تكلف الكثير و نحن بحاجة ماسة لتقشف في الإنفاق و العمل على الإستثمار داخليا الخطوة الأهم وهي انه تقشف في مصاريفه الخاصة كرئيس حيث اعلن انه سيسكن في شقة عادية و سيخفف من مراسيم موكبه كرئيس ودعى الأغنياء لدفع الضرائب و التقشف في الدولة ككل و أيضا يدرس خان لوضع قانون ضرائب جديدة في البلاد من شأنها إنهاء الإحتكار في البلاد و التي هي أساس الفساد مما جعله محط انظار الصين ومثار غضب السعودية و الإمارات و من ورائهم الولايات المتحدة،

حتى ينجح خان في مهمته يجب عليه فتح قنوات إتصال نوعية مع الجارتين الصينية و الهندية و إعلان حياديته من إيران مع تفاهمات حدودية مع كل من إيران و أفغانستان و الخطوة الاهم في رأيي المتواضع قطع الإمدادات بين حركة طالبان الأفغانية و الحركات الرديكالية الإسلامية في باكستان (وهو المتوقع) يذكرني الرئيس خان بشخصيتين هما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين و رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد حيث عمل كلاهما على ابراز حياديتهما خارجيا وزيادة القوة داخليا فهل ينجح الرئيس خان في مهمته؟!،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#باكستان
#حزب_إنصاف

🇵🇰🇵🇰🇵🇰

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...