٧ اغسطس ٢٠١٨
ان تصبح زعيما تحتاج الى حشد عاطفي اما ان تكون عظيما فهذه تحتاج عدة امور محسوسة غير ملموسة منها العلم والحكمة والتوازن والنتائج في العمل فحشد الناس لا يكون مقياسا بالضرورة الى العظمة فشخصية شارل ديل غول مثلا عسكري يعد من ابرز الشخصيات السياسية الفرنسية وقد سمي مطار العاصمة الفرنسية بإسمه وله تمثال في اهم شوارع العاصمة باريس الشانزيليزيه ولكن بمجرد انتهاء مهمته العسكرية فشل في اقناع الفرنسيين بمهمته السياسية وهو كذلك ما حصل مع السير وينستون تشيرتشل رغم ان عائلته سياسية الا انه عسكري بعيد عن السياسة وهناك امثلة كشيغيفارا وستالين وهتلر و كلها امثلة عاطفية لم تكن عظيمة كلٌ بحث عن زعامة عاطفية بحتة ولن ننسى الأمثلة العربية منهم جمال عبد الناصر وصدام حسين وحافظ الأسد ...... الخ،
كل الشخصيات المذكورة آنفا لها ما لها وعليها ما عليها ولا يمكن ابدا التقليل من عملها او شأنها انما تبقى حافظة مكانتها الطبيعية ولا تدرج تحت بند العظمة ومن هنا يمكن القول بأن زعيم الحشود العاطفية جمال عبد الناصر رجل تزعم حركة الضباط الأحرار بذريعة اقتلاع شروش الفساد الملكي في مصر وبعد نجاح فكرة الضباط الأحرار والاطاحة بالملك فاروق الأول اول من سعى زعيم الحشود على اقتلاعه هو قائد الضباط الأحرار الرئيس محمد نجيب وخلال فترة حكمه وانا هنا لا احاكم افعاله انما افندها لكي نجردها من مظاهر العظمة التي البسها اياه الحشد العاطفي حقيقة الرئيس جمال عبد الناصر اراد فرض فكره العسكري ليس فقط في الداخل المصري بل في الخارج حيث اراد اقتلاع شروش الملكية في الدول العربية وقد شارك علانية في ثورة اليمن التي تكبد من خلال تدخله خسائر كبيرة والرئيس الراحل عبد الناصر رغم شهادات عدة بأنه متواضع وطيب كشخصية انسانية الا انها لم تتجرم بطريقة عملية كمهنة في الرئاسة.
No comments:
Post a Comment