٢٠ أبريل ٢٠٢٠
من يراجع تاريخ المستشارية الألمانية سيرى بدقة ووضوح متناهي أن رؤوس هذه المؤسسة دائما ما كانوا يعيشوا على توازنات ضيقة ومعادلات توازن رهيبة فمنذ المستشار الأول لهذه المؤسسة بصيغتها الموحدة ضمن الرايخ الثاني والحديث هنا عن #أوتو_فون_بسمارك تعيش المستشارية على استباق الاحداث الدولية بتجهيزات على كافة المستويات فعند السردية فمن المفارقة حتى أن اي خطأ كان يترتب على اختيار المستشار تكون النتيجة كارثية على أقطاب دولية تعتبر الأقوى في زمانها ولنا مثال في الزعيم النازي #ادولف_هتلر لكن ما القصة وكيف ستواجه المستشارة الحديدية السيدة #أنغيلا_ميركل والوزير السيد #أولاف_شولتس أزمة ما بعد جائحة #فيروس_كورونا_المستجد #كوفيد١٩ 🦠 وهل سيتم اعتماد خطة استخدماها الاثنين بعد جائحة اقتصاد عام ٢٠٠٨؟!
في البداية أود أن اشير ان #ألمانيا 🇩🇪 فبرغم الصخب الذي حولها في القارة الأوروبية 🇪🇺 فهي هادئة متزنة كما مستشارتها الدكتورة والتي تتبنى منهجة علمية لا تعمد من خلالها مضايقة المحافظين ولكنها لا تسمح لهم بالتمادي هذه المعادلة مشت مع السيدة ميركل منذ توليها كرسي رأس الهرم في المستشارية وفي حزبها اليميني الوسطي التي خلفت فيه استاذها والشخصية الفذة المستشار #هيلموت_كول حيث اعتلت كرسي رأس البلاد عام ٢٠٠٥ بعد ان خاضت انتخابات عسيرة مع المستشار الاشتراكي الديمقراطي #غيرهارد_شرودر ولكنها كمستشارة استندت إلى سياسة الرجل الحديدي بسمار الذي كان يعمد الى التهدئة خارجيا وداخليا ويحاول اللعب على السياسة الضيقة في مقابل تحقيق نتائج مجتمعية حيث شغلت منصب وزير الأسرة قبل توليها المستشارية،
سياسة ألمانيا بالعموم ومنذ المستشار بسمارك وحتى السيدة ميركل (مع تخطينا لفترة الرايخ الثالث النازي) هي سياسة ادخار وهذه كانت سياسة انقذت ألمانيا مثلا أيام الكساد العظيم في نهاية القرن التاسع عشر وهي ذاتها من انقذت المانيا في عام ٢٠٠٨ كيث كان الوزير شولتس والفذة ميركل يتبعان سياسة نصف لعيشك ونصف ليوم الغد القوانين التي شرعت في الفترة الميركيلية خصوصا فيما يتعلق بالانفاق المجتمعي كان تدرس من قبل كابينة حكومية توافقية مشتركة بين المحافظين و الديمقراطيين الاجتماعيين هذه السياسة لم تنجح سوى في نطاق ضيق واغلبها في دول شمال اوروبية وفشلت فشلا ذريعا في #ايطاليا 🇮🇹 #اسبانيا 🇪🇦 #اليونان 🇬🇷 ومؤخرا في #فرنسا 🇫🇷 وهذا كله جعل ألمانيا تنقذ نفسها بنجاح من ازمة ٢٠٠٨ الاقتصادية رغم وجود مشاكل داخلية ادت لتوافر ظروف مهيأة لوجود يميني متطرف لكنه اقل حدة منذ ذلك الموجود في جوارها الجنوبي والغربي والشرقي،
المؤشرات الأولية للآن على أن الاقتصاد الألماني تأذى ولكنه من المتوقع عودته بقوة حيث سياسة الادخار باقية بقوة أعادت ألمانيا أكثر من ٢٢٠ ألف مواطن من الخارج على نفقتها الخاصة بطائرات الخطوط الرسمية لوفتهانزا ولم تنشر دعاية ذلك إعلاميا لأنها تعتبر ذلك واجبها ألمانيا وبعد قرابة شهرين اعداد المتعافين لديها أكثر من اعداد الحالات الحالية وهي الاقل في عدد الوفيات في محيطها والعالم هل يعني ذلك أننا أمام تكرار سيناريو ٢٠٠٨ قد يكون ذلك نافذا لكن ذلك يفتح باب التساؤلات كيف سيكون شكل الانتخابات القادمة بعد قرابة عام من الآن؟! هل شكل الأحزاب التوافقية الحاكمة سيتغير ام ان سياسة ليبرالي محافظ وسطي اشتراكي ستبقى بتراتبيتها؟! والسؤال الأهم الذي ستكشفه الأيام هل ستحدث كورونا صيغة حكم الحزب الفائز بعد سياسة التوافق؟! ننتظر قادم الايام.
#هنا_ألمانيا #الماكينات
