١٩ ديسمبر ٢٠٢٠
أعادت #باكستان 🇵🇰 مليار دولار للمملكة العربية #السعودية 🇸🇦 كدفعة ثانية من قرض قيمته ٣ مليارات دولار حيث تحاول الحكومة في إسلام أباد الحصول حاليا على قرض من #الصين 🇨🇳 لتوفير المليار الأخير لسدادها للرياض في يناير في ظل توتر العلاقات بين الرياض وإسلام آباد
ستواجه إسلام أباد مشكلة في ميزان المدفوعات في يناير في ظل الاحتياطي النقدي الأجنبي المتدني بالبنك المركزي الذي يبلغ ١٣.٣ مليار دولار فقط حيث من غير المعتاد أن تضغط المملكة من أجل إعادة مستحقاتها خصوصا من دول إسلامية صديقة وحليفة لكن العلاقة توترت بين الصديقتين مؤخرا،
تم إرسال المليار الأول في الأول من يوليو الماضي كانت السعودية قد منحت باكستان قرضا بقيمة ثلاثة مليارات دولار وتسهيل ائتماني نفطي بقيمة ٣.٢ مليار دولار في أواخر عام ٢٠١٨ وبعد أن طلبت إسلام أباد دعم الرياض بشأن انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة من قبل #الهند 🇮🇳 في إقليم #جامو و #كشمير المتنازع عليه كان رد الرياض باهتا بل أن المملكة طالبت إسلام أباد برد القرض المقدم لها في ٢٠١٨ بل وأن إسلام آباد لم تتسلم شحنات النفط المتفق عليها منذ مايو الماضي وتعد السعودية أكبر مصدر للنفط لباكستان كما أنها إحدى الأسواق الرئيسة للمنتجات الباكستانية،
وقد التقى قائد الجيش الباكستاني #قمر_جاويد_باجوا (الذي زار الرياض في أغسطس الماضي) بالسفير السعودي في إسلام أباد #نواف_بن_سعيد_المالكي الثلاثاء لتخفيف التوتر التوتر الذي يشوب العلاقة بين الدولتين مؤخرا يأتي ضمن سلسلة من القرارات أحادية الجانب اتخذتها الرياض بشأن إسلام آباد وشملت ترحيل عمالة باكستانية في العامين الماضيين لكن ما القصة؟!،
الخلاف بدأ منذ خمس سنوات تحديدا في أبريل من عام ٢٠١٥ حينما صوت البرلمان الباكستاني لصالح قرار يقضي بعدم التدخل العسكري في #اليمن 🇾🇪 في إطار عملية (عاصفة الحزم) التي تقودها السعودية ضد ميليشيات الحوثي وذلك بعد أن طلبت الرياض من إسلام آباد المساهمة في الحرب بسفن وطائرات وجنود ليس لأن المملكة غير قادرة ولكن ارادت الرياض ان تحشد أكبر عدد ممكن ضد أداة إيران في اليمن الحوثيين،
المملكة تريد أن تتخلى باكستان عن نهجها الحيادي في القضايا التي تمثل تحديا للسياسة الخارجية للمملكة الرياض لم تكن راضية عن قرار البرلمان الباكستاني بعدم المشاركة في حرب اليمن التزمت باكستان الحياد فيما يتعلق بالأزمة الخليجية كما أنها تريد الحفاظ على موقفها الحيادي من برنامج إيران النووي اتبعت إسلام آباد تحت قيادة #عمران_خان والجنرال قمر جاويد باجوه سياسة ناعمة تجاه طهران ذهبت إلى حد زيارة قائد الجيش الباكستاني إيران وتقديم تطمينات لنظام الملالي،
تغير السلطة في باكستان وانزواء حلفاء المملكة وتولي الحكم أشخاص لا تربطهم علاقات قوية شبيهة بتلك التي كانت بين برويز مشرف والرياض
لكن سبب التوتر هو عدم اتباع الأمير #محمد_بن_سلمان نفس الطريقة القديمة التي كان يتعامل بها ملوك المملكة مع باكستان حيث القيادة الجديدة تمر بتحول تحتاج إسلام آباد لقبوله من أجل شراكة أطول لعقود أخرى لا يمكن للسعودية بقيادتها غير التقليدية التمسك بالسياسة الخارجية لمدرستها القديمة،
حيث زار قائد الجيش الباكستاني باجوا في محاولة لتخفيف حدة خلاف بين البلدين بشأن السياسات المتعلقة بمنطقة كشمير المتنازع عليها عمران حاول إعادة هيكلة مجالات التعاون على أسس جديدة حيث تعهد أن تظل قواته العاملة في المملكة للحماية الداخلية فقط بدون تدخل خارجي أو المشاركة في عملية اليمن ولكن الرياض حاولت تطوير هذا التواجد العسكري ليشمل نشر أنظمة دفاع جوي متطورة وغطاء صاروخي موجه للحوثيين أولا أو إيران مستقبلا لكن هذا الطلب كان ضد مصلحة إسلام آباد التي تنمو علاقاتها الاقتصادية بإيران منذ عام ٢٠١٥ في مجالات متعددة أهمها الطاقة رغم أن المملكة لم تقصر في دعمها لباكستان تاريخيا،
السياسة القطرية وراء توتر العلاقات بين السعودية وباكستان وذلك بعدما فشلت في تقسيم الدول العربية تلجأ الدوحة لاستخدام الدول الإسلامية وإغرائها بالمال لذلك شعرت المملكة ودول الخليج التي لها علاقات قوية مع باكستان بالتحالف الخفي بين باكستان والمال القطري ولهذا لجأت السعودية لطلب رد مستحقاتها المالية من باكستان،
قمة كوالامبور الإسلامية التي استضافتها #ماليزيا 🇲🇾 برعاية قطرية تركية عام ٢٠١٩ وقاطعتها المملكة ومعظم الدول الإسلامية كانت محاولة لضرب منظمة التعاون الإسلامي التي تتخذ من مدينة جدة السعودية مقرا لها وبعد أن فشل هذا المؤتمر أيضا لجأت لباكستان لمضايقة الرياض بطرق غير مباشرة المملكة ودولة #الإمارات 🇦🇪 العربية المتحدة اعتبروا القمة محاولة لتأسيس نظام جديد في العالم الإسلامي
ولكن إسلام آباد طلبت دعم الرياض (انطلاقا من مكانتها الدينية) في قضية كشمير لكن السعودية لم تقدم شيئا كانت باكستان عبرت عن إحباطها من موقف منظمة التعاون الإسلامي التي كانت على مدى عقود الصوت الجماعي للعالم الإسلامي حيال القضية خاصة بعد قرار الحكومة الهندية إلغاء المادة ٣٧٠ من الدستور التي تمنح إقليم جامو وكشمير المتنازع عليه وضعا خاصا المنظمة بدورها جددت دعوتها إلى تسوية النزاع وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة كما أصدرت الخارجية السعودية بيانا حضت فيه (طرفي النزاع) في كشمير على المحافظة على السلام والتوصل إلى تسوية سلمية وفقا للقرارات الدولية،
شن وزير الخارجية الباكستانية #عـزيز_تشـادوري هجوما على المنظمة اعتبرت باكستان ان المنظمة لا تكترث للازمة وانتقدت تأجيلها الدائم لعقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء وأضاف (إذا فشلت منظمة التعاون الإسلامي في عقد ذلك الاجتماع فسنعقد اجتماعا خارج إطار المنظمة) وقبل هذا الهجوم بشهر كانت إسلام آباد ردت مليار دولار وذلك قبل موعد استحقاقه لكن المسمار الأخير في نعش العلاقات السعودية الباكستانية المتوترة دُق عندما هددت باكستان بإنشاء هيئة بديلة لمنظمة التعاون الإسلامي في ظل رفض السعودية إدانة إلغاء الهند للمادة ٣٧٠،
يعتقد أن طلب السعودية لتسديد القرض الميسر (إشارة لاستيائها من باكستان) اسلام آباد كانت تنتظر موقفا سعوديا مساندا بشكل واضح لقضية كشمير إلا أنه لم يحدث نهج باكستان (غير المتسق) بشأن كشمير أربك الدول الإسلامية أيضا والسياسة الخارجية الباكستانية تواجه تحديات على عدة جبهات لكن أكبر فشل لباكستان هو نهج عمران خان في الشرق الأوسط العلاقات بين باكستان والمملكة والخليج عموما تراجع مما ألحق ضررا بباكستان لا غير،
تعهد المملكة باستثمار ١٠ مليارات دولار في مدينة تطل على بحر العرب تضاءل بسبب (محاولة خان السيئة لبناء كتلة منافسة لمنظمة التعاون الإسلامي مع #تركيا 🇹🇷 و #إيران 🇮🇷 وماليزيا وهي دول لا تشكل قيمة استراتيجية لباكستان خصوصا وأن قادتها يعادون الأمير محمد بن سلمان أراد عمران خان أن يستغل علاقته بالسعودية ويضر بعلاقاتها مع الهند مقابل تحقيق مصالح شخصية وحزبية لكن الرياض أدركت ذلك ولم تدن الانتهاكات المزعومة في كشمير،
موقف السعودية في قضية كشمير متوازن وأحلام عمران خان بأن يكون بطلا قوميا على حساب الرياض جعلت الأخيرة تتجنب التدخل تأثر العلاقات (التاريخية والكبيرة) بين السعودية وباكستان سيكون مؤقتا وسيزول بخروج خان من السلطة يجب أن يدرك عمران خان الديناميكيات السياسية المتغيرة في الدول العربية وأن السياسة الخارجية للعرب لا تعتمد على العدسة الدينية فقط ويجب أن يفهم حساسيات الدول العربية ويتعامل معها،
من غير المعتاد أن تطلب الرياض رد القرض من باكستان ومع ذلك لا ينبغي أن يكون الأمر مفاجئا في ضوء الإجراءات التي اتخذها خان حيث بدأ كل شيء عندما تمادى خان في الإشادة ب #رجب_طيب_أردوغان الأمر الذي لم ينسجم مع السعوديين والإماراتيين وكذلك عندما كتب تغريدة شكر من خلالها آية الله علي #خامنئي لدعمه لباكستان رغم أن الدعم السعودي التاريخي لباكستان لا يقارن بالدعم الإيراني!!!،
كما ان إشادة خان بالمسلسل التركي أرطغرل واقترح على جميع الباكستانيين مشاهدته على (خدمة البث الحكومية الباكستانية) مجانا رغم ان باكستان تشتريه بالمال من أنقره مما زاد من (القوة الناعمة) التركية بشكل كبير في باكستان هذا على عكس ما تفعله نيو ديلهي مع الرياض موقف خان من السعودية ليس مؤثرا في تغيير بنية العلاقات بين الدولتين،
وتأتي هذه التطورات بعد زيارة تاريخية لقائد الجيش الهندي #إم_إم_نارافاني إلى كل من السعودية والإمارات في وقت مبكر من ديسمبر الماضي بعد أيام من القرار الهندي بإلغاء الوضع الخاص لإقليم كشمير وقعت شركة أرامكو السعودية للنفط اتفاقا مع الهند بقيمة ١٥ مليار دولار مما أثار غضب باكستان.
No comments:
Post a Comment