Monday 18 January 2021

كيف سيتعامل أكبر أحزاب ألمانيا مع الانتخابات البرلمانية المقبلة؟!

١٨ يناير ٢٠٢١

كنت كتبت بالأمس بأنني سأشرح حالة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي ونظرته لانتخابات سبتمبر المقبلة؟! وهل سيحافظ ال CDU تراتبية مهنية وشخصية مرشحيه خصوصا وأن الحزب قدم أحد أفضل مستشاريه منذ بداية الثمانينات؟!

بالنظر لمنصب المستشار الألماني الذي يعد ثالث أعلى منصب في الجمهورية الإتحادية من حيث هرمية سياسة الماكينات الألمانية ومن الناحية العملية هو الأهم على ساحة الإعلام والرأي العام والجهة التنفيذية في برلين آخر مستشارين من حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي هما شخصيتين استثنائيتين في التاريخ الألماني الحديث وهما السيد #هيلموت_كول الذي يلقب ب (مهندس الوحدة) والسيدة #أنغيلا_ميركل التي لقبت بألقاب عديدة إلا أن اللقب المناسب للعالمة ميركل هي (المستشارة الحديدية) بالرغم من أن الكثيرين يحبون لقب (موتي) والتي تعني الأم لكن لماذا نقول أن هاتين الشخصيتين استثنائيتين؟!

عندما نبحث عن منصب مستشار ألمانيا فعلى الأغلب ستجد خمس صور بارزة هم 1️⃣ #أوتو_فون_بسمارك 2️⃣ #إدولف_هتلر 3️⃣ #كونراد_أدناور 4️⃣ هيلموت كول 5️⃣ أنغيلا ميركل
لكل شخصية من هؤلاء تأثير ليس فقط في الساحة المحلية الألمانية بل لا نبالغ لو قلنا الإقليمية الأوروبية والدولية ومن اللافت كذلك أن ثلاث مستشارين من الخمس البارزين هم من أكبر أحزاب ألمانيا اليميني الوسطي حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي ومن منطلق هذه الاحداثيات التاريخية فإن مهمة الحزب حاليا تعتبر دقيقة وحرجة وعصيبة لاستكمال مشوار الحزب الذي احتفل بيوبيله الماسي مؤخرا،

الحزب تاريخيا تبنى سياسة الوسط المائل لليمين يؤمن بالتشارك مع كافية أطياف المجتمع الألماني فمنذ كونراد أدناور الزعيم الأول للحزب والذي يعتبر أحد بناة العقد المجتمعي الألماني بعد الحرب الكونية الثانية التي خرجت منها ألمانيا مدمرة بل ومقسمة بين معسكر شرقي شيوعي ومعسكر غربي رأسمالي استطاعت سياسة الحزب أن تجعل عجلة السياسة فيها وسطية وهادئة تتسم بالحكمة والتعقل لكن لماذا تعد انتخابات ٢٠٢١ الأكثر حرجا وتشابه تلك التي واجهها الزعيم الأول للحزب؟!

بعد فضيحة التبرعات المالية التي واجهها مستشار الوحدة الألمانية الأوروبية هيلموت كول والتي عرفت ألمانيا بفضيحة المال الأسود والتي أدت لاعتزال كول نفسه الكلاعب السياسية بل واستقالة خليفته في زعامة الحزب رئيس مجلس البرلمان الألماني الحالي #فولفغانغ_شويبله شهد أكبر أحزاب البرلمان الإتحادي البوندستاغ تغيرات سحبت الحزب من جمود المحافظين التقليديين إلى ديناميكية الوسط والتي أدت لانتخاب أول إمرأة لزعامة الحزب وهي السيدة أنغيلا دورتيا ميركل وبالرغم من خسارة قصيرة للحزب في زعامة كرسي المستشارية الألمانية لصالح الغريم التقليدي ايديولوجيا وعمليا عندما فاز #غيرهارد_شيرودر المنتمي لحزب الاجتماعي الديمقراطي بكرسي المستشار ولكن سرعان ما استعاد حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي كرسي المستشار عام ٢٠٠٥ بانتخابات عصيبة عندما فازت السيدة ميركل ومنذ ذلك الوقت وهي مستشارة استثنائية لالمانيا،

حيث احدثت ميركل نقلة نوعية ليس فقط على المستوى السياسي بل الاقتصادي والاجتماعي مرت بمراحل تدريجية لكن بدأت الأمور بالتعقيد تدريجيا منذ عام ٢٠١٥ تحديدا عندما فتحت السيدة ميركل باب اللجوء للاجئين السوريين وصعود اليمين المتطرف عام ٢٠١٣ من بوابة حزب وليد حزب البديل من أجل ألمانيا وسط أزمات أوروبية مجاورة لألمانيا مما أدى في السيدة ميركل للتنبه بأن الوقت قد حان للتغيير وأنها ستكون انانية للغاية بالبقاء قائدة للحزب ولألمانيا عموما لذلك اتخذت خطوتها المهمة بترك رئاسة الحزب لتلميذتها وزيرة الدفاع الألمانية السيدة #أنغريت_كرامب_كارنباور بل وأنها تنبهت كذلك لأن خليفتها لن تكون قادرة على قيادة هذا الميراث الثقيل ومن هنا وفي الانتخابات التي حصلت منذ يومين تم انتخاب أومن لاشيت الذي يوصف بأنه سيكون قادرا على الأقل على قيادة الحزب لكن هل سيكون مرشح الحزب لكرسي المستشارية؟!

فرصته ستكون كبيرة لكنها غير مؤكدة وتحتمل شروط لابد من توافرها لكي يكسب ثقة كتلته البرلمانية المشتركة مع الحزب الشقيق للاتحاد المسيحي الديمقراطي وهو الحزب المسيحي الاجتماعي وهذا ما قد نشهده في وقت ما ربيع هذا العام ولكن قبل ذلك فإن الحزب سيواجه انتخابات محلية في الرابع عشر من مارس القادم في ولايتي بادن فورتمبيرغ وراين لاند بفالتز والحزب لا يقود رئاسة الوزراء في الولايتين حاليا والانتخابات المحلية في الولايتين ستكون بمثابة امتحان صغير لزعيم الحزب المنتخب حديثا لاشيت وستحدد ما اذا كان سينجح أم لا وهنا يدخل طرف آخر في الصورة الحزب الشقيق للحزب وهو الحزب البافاري حيث يدير الحزب الشقيق مرشحين للبوندستاغ في بافاريا وفي ١٥ بلدية أخرى وهمت معًا قدموا مرشحًا لمنصب المستشار حيث في عام ٢٠٠٢ قدم الحزب الشقيق شتويبر لمنصب المستشارية وفي كل الأحوال فرصة لاشيت أكبر من الاخريد في حالة قدرته اولا على النجاح في الانتخابات المحلية للولايتين المذكورين آنفا ومرهونة كذلك بقدرته على قيادة الحزبين واقناعهما بملف ترشيحه، 

فرصة لاشيد عالية لترشيحه كمستشار رفقة من نافسوه على قيادة الحزب وهما #فريدريش_ميرتز و #روتينغن واذا ما فشلا في تأييد كتلتهم البرلمانية فهناك فرصة لمرشحين آخرين وهما:
1️⃣ ماركوس سوودر ٥٤ عام المنحدر من مدينة نورنمبيرغ وهو زعيم الحزب الشقيق ل CDU كاثوليكي محافظ ومتشدد يظهر المرونة حاليا لصورته للترشح ولكن بالنهاية ليس متطرفا
2️⃣ ينس شبان وزير الصحة الألماني الحالي ٤٠ عام منحدر من ولاية شمال نهر الراين فيستيفاليا سياسيا يوصف شبان بأنه بين لاشيت الوسطي وفريدرش ميرتز اليميني المتشدد مهني بحذر ولكن فرصته الأقل بين جميع المرشحين،

اتمنى ان يكون التحليل نال اعجابكم.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...