Wednesday, 24 November 2021

ألمانيا بعد السيدة أنغيلا ميركل إلى أين

٢٤ نوفمبر، ٢٠٢١

أعلن عن اتفاقية ائتلاف إشارة المرور التي ستقود حكومة برلين المقبلة (والذي يتكون من الديمقراطيين الإشتراكيين وحزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر) التي اعلن عنها اليوم وهنا سنتحدث عن بعض النقاط الرئيسية:
بداية يجب الإشارة إلى أن الشعار الذي أطلقه المستشار الألماني الجديد السيد أولاف شولز هو (التحدي من أجل المزيد من التقدم) يذكرني بالشعار الذي أطلقه المستشار الألماني السابق فيلي براندت والذي كان (التحدي من أجل المزيد من الديمقراطية) رغم اختلاف الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والجغرافية بين الرجلين إلا أن السيد شولز ذلك السياسي البراغماتي والذي شغل منصب عمدة مدينة هامبورغ حيث تعد هذه الولايات أحد اهم الولايات الثقافية والمتقدمة مجتمعيا في بلاد الماكينات

اذا لندخل في التفاصيل تم الإتفاق بين أحزاب إشارة المرور قبل الموعد المتوقع والذي اعلنت عنه الأحزاب الثلاث بعيد الإنتخابات الالمانية التي جرت في سبتمبر أيلول الماضي حيث من المتوقع أن ترى الحكومة الألمانية الجديدة في تاريخ ٦ ديسمبر المقبل حيث تم الإتفاق على حصول الخضر على وزارة الخارجية ووزارة ضخمة للاقتصاد والمناخ والتي ستكون موجودة لأول مرة في تاريخ برلين وحزب الليبراليين يحصل على وزارة المالية وقد تضمنت الصفقة بين الأطراف الثلاث على ضرورة خروج الفحم الأحفوري من الحياة العامة الألمانية (بشكل مثالي) بحلول عام ٢٠٣٠ في الوقت الذي ستكون فيه ألمانيا قد تخلصت بشكل كبير من موارد الطاقة التقليدية بنسبة تفوق ربما ٧٠٪ من الاستخدام الفردي والشركات كما تم التفاق على رفع الحد الأدنى للأجور لحد ١٢ يورو في الساعة وتم الاتفاق كذلك على توفير ٤٠٠ ألف منزل جديد في السنة والاستثمارات الحكومية الموسعة في المجالات الخضراء والرقمية وما إلى ذلك

تحرير ولبرلة السياسات في المجتمع الألماني وهذا مجاله واسع مشترك بين الأحزاب الثلاثة وهذا واضح تضمنت صفقة الائتلاف تقنين المخدرات والسماح بتعدد الجنسيات وسن قوانين التجنيس بشكل أسرع مما هو عليه الآن كما تضمنت خطة الحكومة المقبلة خفض سن التصويت إلى سن السادسة عشرة وتعزيز حقوق الإنجاب والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسانية
تعتبر هذه التحولات في السياسة الألمانية في فترة زمنية قصيرة أمرًا رائعًا جدا حيث في أواخر التسعينيات كان تعامل القانون مع هذه التحولات بشكل حصري تقريبًا كشيء موروث ولكن بموجب اتفاق ائتلاف إشارات المرور سيكون بعض المهاجرين مؤهلين للحصول على الجنسية بعد ثلاث سنوات فقط لتعلن ألمانيا على انها أمة (نصيرة للمهاجرين)

كما تحتوي اتفاقية الائتلاف على بعض المؤشرات الواعدة لمنطقة اليورو -وهذا سأتحدث عنه في إدراج لاحق- السيدة #أنالينا_بربوك رئيسة حزب الخضر ستكون مرشحة حزب الخضر لمنصب وزارة الخارجية عن والتي ستكون أول إمرأة كوزيرة خارجية لأول مرة في ألمانيا منذ عام ١٩٥١ تحدثت السيدة بيربوك عن تغييرات نموذجية في السياسة الخارجية مع التركيز بشكل أكبر على القيم حيث سينعكس ذلك في عناصر صفقة التحالف مثل الإشارة الصريحة إلى تهديد الصين لتايوان اي أن سياسة ألمانيا تحت قيادة الحكومة الجديدة أكثر صرامة في التعامل مع بكين وموسكو

سيكون منصب المستشارية جنبا إلى جنب مع الحصول على وزارات الداخلية والدفاع والصحة والعمل والتنمية الدولية والإسكان لمصلحة حزب الديمقراطيين الاشتراكيين وستكون وزارة الاقتصاد إلى جانب المناخ -وهي وزارة جديدة- ووزارات كوزارة البيئة والأسرة والشباب والزراعة ستكون من صالح حزب الخضر بينما إلى جانب وزارة التمويل (الخزانة) ووزارات النقل والاتصالات الرقمية والتعليم والعدالة من صالح حزب الليبراليين (الديمقراطي الحر) حيث ستكون سياسة برلين بتفاصيلها معتمدة على مبادئ واضحة والمتمثلة ب: ٨٠٪ من اعتماد ألمانيا على الطاقة المتجددة بحلول عام ٢٠٣٠ وإدخال مزيدا من سياسات أكثر عملية على المعاشات تقاعدية والسعي للوصول لحالة الاستقرار عن ٤٨٪ كمتوسط للأجور بمقارنتها بالحد الأدنى للمعاشات وهدف السياسات القادمة الإنفاق على البحث والتطوير ٣.٥٪ من الناتج المحلي الإجمالي والبحث عن بقاء ألمانيا مراقبًا لمعاهدة حظر الأسلحة النووية ولكن ستستمر برلين بمشاركة المشاريع النووية لحلف شمال الأطلسي الناتو

بعض الأسئلة التي ستكون مطروحة في القادم القريب والمتوسط حول مقدرة ائتلاف اشارة المرور على تمرير هذه السياسات والمقدرة على تطبيقها الأداء السابق ليس ضمانًا للنتائج المستقبلية حيث الحكومتين الأخيرتين للسيدة ميركل التزمت بحوالي ٨٠٪ من اتفاقيات التحالف الأصلية بحلول نهاية مدتيهما
وسأقوم بمتابعة مناقشات صفقات الائتلاف والحكومة الجديدة والطريق المستقبلي لالمانيا بداية من السادس من ديسمبر المقبل. 

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...