Monday 6 June 2022

العلاقات السعودية-الأمريكية إلى أين وما الذي تغيّر؟!

٧ يونيو ٢٠٢٢ الثلاثاء 

قال الرئيس الامريكي جو بايدن قبل قليل:
"المملكة العربية السعودية شريك استراتيجي مهم سواء على الصعيد الاقليمي او الدولي" 
وأشاد بايدن بشكل كبير بخادم الحرمين الشريفين وولي العهد بدورهم القيادي في الهدنة في اليمن
وهذا ثالث خطاب متتالي يشيد بايدن بالسعودية
لكن مهلا ماذا يريد بايدن من الرياض وماذا تريد الرياض بالمقابل؟!

قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام ٢٠٢٠ كان ملف ترشح بايدن قائما على العداء لكل تحركات الرئيس دونالد ترمب سواء من خلال المواجهة الاقتصادية مع الصين، علاقاته التاريخية مع الرياض وكذلك عدم تشدد ترمب في مواجهة الدكتاتور فلاديمير بوتين بالإضافة لاستماتته في إجراء اتفاق نووي مع الجمهورية الإسلامية في إيران
ما الذي حصل لكي يعود بايدن ليكرر ما كان يقوله ترمب؟!
الولايات المتحدة الأمريكية تواجه أرقاما متضخمة بأسعار النفط بالإضافة لنسب التضخم المرتفعة جدا هذا عدا عن غلاء الأسعار ونقص التوريد في السلاسل الغذائية حيث شهدت أمريكا نقص في حليب الأطفال ما اضطرتها لشراء كمية عاجلة من ألمانيا
بايدن يداهمه الزمن في مواجهة انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل وفي ظل الظروف الحالية فإنه من المتوقع أن يستعيد الجمهوريين السيطرة على غرفتي الكونغرس بشكل سيجعل الرئيس في موضع البطة العرجاء!

لم يستطع الرئيس بايدن وإدارته تحقيق أي هدف من الأهداف التي وعد بها قبل الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٠ ومع الغزو الروسي الهمجي على أوكرانيا حوصر الرئيس بايدن وادارته في زاوية ضيقة جدا ما اضطره لضرورة ذهابه للرياض والتودد لسمو ولي العهد السعودي الأمير #محمد_بن_سلمان الذي لا منقذ غيره حيث يحتاج بايدن لاقناع السعوديين بضرورة انتاج كميات اضافية من النفط في السوق
الرياض بدورها ترى ان السوق ليس بحاجة لضخ المزيد من النفط إلا اذا كان هناك عرض ضخم من بايدن يغريها لفعل ذلك

بايدن يأمل بتحقيق هدفين استراتيجيين في الرياض:
1️⃣ تخفيض العلاقات السعودية مع روسيا والصين التي تزايدت خلال السنوات القليلة الماضية
2️⃣ توقيع اتفاق سلام بين السعودية وإسرائيل ويأمل بايدن ان يكون هذا السلام بشكل شبه مجاني
هذين الهدفيين ليسا عاجلين لأنهما خطة استراتيجية لدعم الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٤
اذا فالهدف العاجل لدى بايدن هي اسعار النفط

بالمقابل فإن الأمير محمد بن سلمان يريد من بايدن نقطتين وهو ليس في عجلة من أمره الهدفين يأتيان على الشكل الآتي:
1️⃣ إغلاق قضية مقتل المواطن السعودي جمال خاشقجي والقبول بالإجراءات التي قامت بها الرياض في القضية وإغلاق القضية للأبد
2️⃣ يريد محمد بن سلمان اتفاقية مكتوبة رسميا من الولايات المتحدة بضمان الدفاع ليس عن المملكة وحسب بل عن المنطقة العربية مستقبلا وذلك اشبه بالاتفاقية التاريخية التي عقدها الملك السعودي الراحل عبدالعزيز آل سعود مع الرئيس الأمريكي الراحل فرانكلين روزفيلت وتكون شبيهة ببنود الحماية في اتفاقية حلف شمال الأطلسي الناتو
هنا بايدن امام خيارات صعبة فهو من ناحية يحتاج الرياض بشكل عاجل وفوري بينما الرياض ليست في عجلة من أمرها فهي تمتلك مفاتيح عدة تتطلب مثل هذه الحيثيات تروي من كلا المؤسستين الأمريكية والسعودية وتحتاج عملا مكوكي وقبل كل ذلك تحتاج تقديم ضمانات وثقة كبيرة سواء من واشنطن أو الرياض.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...