٢٥ يونيو/حزيران ٢٠٢٢
ما هو معروف أن سياسة الأردن دائما ما تتبع سياسة فن الممكن وتعرف القيادة الأردنية حجمها الطبيعي في المنطقة لذلك هي تتبع التوازن تاريخيا سواء مع دول المشرق العربي، التجمع الخليجي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، مصر، السودان والتجمع المغاربي وأكثرهم استقرارا هي المغرب ولذلك فإن الأردن لا يجنح للتطرف سواء كان يمينا أو يسارا وبالرغم من حجم المملكة الأردنية الهاشمية الصغير ولكنها تعرف كيفية التعامل بتوازن نسبي بين الشرق والغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية،
قلتها سابقا بأنه لا يمكن ان تظل جامعة الدول العربية بشكلها الحالي لأن هناك اختلافات وفوارق مهولة على مستوى البنيوية الأيديولوجية لكل دولة على حدا ولذلك كان لابد من اعتراف صريح بأن هذه الخلافات يجب ان تنتج قناعة مفادها بأنه يجب تفكيك الجامعة العربية الى مناطقية محددة فالخليج العربي -الغني والفاعل ليس على المستوى العربي وحسب بل الإسلامي والدولي- مختلف عن دول المشرق العربي وكذلك مختلف عن الدول المغاربية ومصر لأن لكل دولة دور جغرافي وظيفي مختلف عن الدول الأخرى مع الوضع في الحسبان ان هناك روابط جيوسياسية وجودية ومصلحية وحديث جلالة الملك عبدالله الثاني مع الصحفية الأمريكية هيدلي غامبل -صحفية قناة سي إن بي سي الأمريكية في الشرق الأوسط- كان في منتهى الدقة على مستوى التوضيح،
الفكرة القومية العربية الهلامية التي افرطت على الاعتماد على اللغة العربية والروابط التاريخية والقبلية واهملت الوظائف الاستراتيجية الدولية والإسلامية على حد سواء جعلت الأمور معقدة على مستوى النتائج والتطلعات،
لماذا تم التفكير بإنشاء قوة الناتو الشرق أوسطي؟!
حتى نستطيع تفكيك الفكرة فإننا بحاجة لفهم الأدوار الوظيفية للمنطقة من خلال التوضيح بأن حاجة الشرق الأوسط مختلفة عن حاجيات الدول العربية ككل وأن الأعراق مختلفة اذا ما وضعنا في منطقنا ان تركيا وإيران ما تربطها بالخليج العربي والمشرق العربي مختلف عن وجودها في الشمال الإفريقي،
في مقال كتبته عن العلاقات الأمريكية-السعودية قلت بأن مطالب السعودية محددة من الأمريكان وأهمها وجود أشبه بالفقرة الثامنة في تحالف قوة الناتو القاضي بالدفاع عن الدول الأعضاء في حال تعرضها لهجوم وجودي يشكل خطرا على استقرار اي دولة ولكن المعضلة التي تواجه واشنطن انها لا تريد التواجد فهي كانت قد قررت الخروج من المنطقة منذ عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على الأقل وبالتالي فإن مقترح الملك عبدالله وازن بين قرار واشنطن وحاجيات المنطقة بحيث يكون للمنطقة دورا وظيفيا يتمثل بتحمل مسؤولية الدفاع المشترك بين الدول التي تملك نفس العقلية والتوجهات الأيديولوجية وهنا هي تتمثل بين مصر، الأردن، السعودية، الإمارات، إسرائيل وتركيا بحيث يمكن اضافة اي دولة مستقبلا حال الاتفاق حول الأهداف والتطلعات ولكن هذا كله مرهون بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وجدية واشنطن بدعم هذا الحلف بشكل يرضي كل الأطراف والأهم التعاون والقبول بإسرائيل كطرف حليف ومتعاون
الأيام القليلة القادمة حبلى بالكثير.
No comments:
Post a Comment