Sunday, 20 June 2021

الإنتخابات الأثيوبية … غدا ‏

٢١ يونيو ٢٠٢١

تشهد إثيوبيا غدا الإثنين إنتخابات في ظل حرب ومجاعة في الشمال وشكوك جادة في نزاهتها. في وقت وعد فيه رئيس الوزراء آبي أحمد بتنظيم انتخابات تكون الأكثر ديموقراطية في تاريخ ثاني أكبر بلد أفريقي من حيث عدد السكان حيث أن تاريخ القمع واتهامات التزوير التي سجلتها الإنتخابات في الماضي لطخة سمعة الديمقراطيه ونزاهة الإنتخابات في وقت يسعى رئيس الوزراء والذي أطلق سراح مئات المعتقلين السياسيين للحصول على تفويض شعبي كبير بعد ٣ سنوات من إحداثه تغييرا كبيرا في البلاد صاحبته اضطرابات عنيفة وتجدر الإشارة إلى أن الإنتخابات تأجلت مرتين مرة على خلفية جائحة #فيروس_كورونا_المستجد #كوفيد١٩ 🦠 والثانية لإتاحة مزيد من الوقت للجنة الانتخابات لكنّ آبي مؤخرا دعا الناخبين للمشاركة في (يوم تاريخي) في ٢١ من يونيو

سياسة آبي أحمد سعت خلال رئاسته إلى أزمات من أجل توحيد الأقاليم الأثيوبية حوله إلى أن ازمة الانفصاليين في إقليم تييغراي قلبت المعادلة حيث يرى الملايين من الإثيوبيين أن الإنتخابات ستجري في ارجاء البلاد اسميا فقط حيث لن تجرى في نحو خمس الدوائر الانتخابية البالغ عددها ٥٤٧ دائرة حيث أن بعض المناطق غير آمنة لعقد الانتخابات فيها كونها تشهد اضطرابات مسلحة وعنفا عرقيا تفاقم في عهد آبي أحمد وفي مناطق أخرى لم تكن لجنة الانتخابات جاهزة مع وجود أخطاء في الطباعة على أوراق الاقتراع ومشكلات لوجستية أخرى ما يجعل إجراء انتخابات عامة في الوقت الحالي أمرا مستحيلا

ومن المفارقات العجيبة أنه لم يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات في إقليم تيغراي الذي يمزقه الحرب أقصى شمال البلاد حيث تقول وكالات الأمم المتحدة إن ٣٥٠ ألف شخص يواجهون المجاعة وتم توثيق جرائم بحق السكان وتمثل منطقة تيغراي ٣٨ مقعدا في البرلمان الوطني لكن مصيرها السياسي يلقي اهتماما دوليا أقل من المحنة القاسية التي يواجهها سكانها البالغ عددهم ٦ ملايين نسمة ويتفشى الجوع في الإقليم بعد ٧ أشهر من إرسال آبي لقوات فدرالية واعدا بحملة سريعة للإطاحة بحزبها الحاكم المعارض وبناءا على ذلك تضررت سمعة آبي بشدة كإصلاحي وصانع للسلام حتى مع صمود إدارته بمواجهة الانتقادات الدولية

وتجدر الإشارة إلى أنه حتى في المناطق التي تجري فيها عملية التصويت تقاطع بعض أحزاب المعارضة الاقتراع احتجاجا على سجن قادتها مع مخاوف أخرى بشأن نزاهة العملية وقال كبير المحللين في مجموعة الأزمات الدولية وليام دافيسون إن الاقتراع غير الكامل قد يسمح لآبي وحزب الرخاء الحاكم بالفوز بأغلبية مريحة وتشكيل حكومة وأضاف (لكن في ظل هذا السيناريو ستظل هناك شكوك كبيرة حول مصداقية العملية في نظر العديد من الإثيوبيين وكذلك المراقبين الدوليين) وقال الاتحاد الأوروبي في مايو إنه لن يرسل مراقبين إلى صناديق الاقتراع مشيرا إلى عدم التوصل إلى اتفاق مع الحكومة الإثيوبية بشأن قضايا أساسية مثل الاتصالات واستقلال المراقبين

وسيختار الناخبون ممثليهم في البرلمان الوطني والبرلمانات الإقليمية
وينتخب نواب البرلمان الوطني رئيس الوزراء وهو رئيس السلطة التنفيذية وكذلك (الرئيس) وهو منصب شرفي إلى حد كبير فوز الحزب الحاكم الحالي بالإنتخابات القادمة وارد في ظل توتر داخلي شعبي كبير ورفض المعارضه للمشاركة! ولكن هذا يقابله الإستعداد الداخلي لتفجر الوضع بعد أن إهتزت صورة الحزب الحالي الحاكم خاصة بعد التسريب الصوتي لرئيس الوزراء أحمد آبي الذي انتشر خلال الأيام الماضية والذي قال فيه باللغة الأمهرية وتمت ترجمته بأنه (يفضل الموت عن ترك السلطة وأنه لايجب أن يتولي السلطة شخص آخر خلال العشر سنوات المقبلة وسيتم اتخاذ العديد من الإجراءات القوية التي حان الوقت للعمل بها وأنه سيكون هناك دماءا هائلة) وبالرغم أن الحزب الحاكم قال أن هذا التسريب مفبرك إلا أنه يتماشى مع المعطيات الواقعية للحال الداخلي الأثيوبي فشعبية آبي داخليا وخارجيا على المحك خاصة بعد أن سقط أكبر حليف لآبي وهو نتنياهو والذي أسقطته المعارضة الإسرائيلية وعزوف أوروبا عن مراقبة الإنتخابات هو بمثابة التخلي عن حليفهم الأثيوبي الذي يحكم الداخل بقبضة من الحديد والنار وذلك متزامن مع التصريحات الأمريكية التي لا تتناسب ومصلحة آبي السياسية خاصه فيما يتعلق بإقليم تغراي وسد النهضه والتي جاءت بعد إجتماع القمة بين بوتن وبايدن

العالم الآن تتجه أنظارة إلى نتائج الإنتخابات الأثيوبية القادمة والتي ستعكس بظلالها على ملفات شائكة كملف سد النهضة ومن شأن هذه الإنتخابات أن تغير صورة المشهد السياسي للمنطقه فإن فاز آبي فأديس أبابا موعودة بإحتجاجات وفوضى وإن خسر الحزب الحاكم الحالي الحكم فسيتغير المشهد السياسي في المنطقه الأفريقية.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...