٢٣ يونيو ٢٠٢١
ومع تردد فكرة في دول العالم المتأخر أننا قد جربنا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في فترات طويلة لماذا لا نجرب القوة الشيوعية الصينية لربما يكون واقعنا أفضل!!! هذه الفكرة الساذجة تؤكد ان دول العالم المتأخرة ستظل كذلك لفترات طويلة لاحقة لأنهم يفكروا فيمن سيقودهم وكأن القوة القادمة ستعمل من أجلههم يا للآسف!!!
وهذه الفكرة ساذجة لأنها ذات شقين الأول هو أن الشيوعية حكمت بالفعل ومازالت هنا دول جلها متأخرة بفضل انظمتها الشيوعية من خمسينات القرن الماضي على الأقل لذلك من الواجب طرح تساؤل هل الشيوعية أخلاقية؟!
الدوافع أقل أهمية بكثير من السلوك نعلم جميعا هذه المعادلة المعيارية في الفارق بين الخطة والتنفيذ بحيث إذا كان لدى شخص ما نوايا حسنة لكنه يعامل الناس معاملة سيئة فإن تلك النوايا الحسنة لا تعني أنه بمجرد ذكر النوايا ان يتم الحكم على النوايا بالنهاية الحكم يكون على السلوك وكما هو الحال مع الأفراد كذلك الحال مع الحكومات والمدارس الفكرية السياسية من هذه المعادلة نستطيع القول بأن دوافع المدرسة الفكرية الشيوعية والاشتراكية تكاد تكون مثالية ووردية ولكن صورة الواقع تعكس سلوكا أسوء حتى من تلك التي كانت تمارس في زمن العبودية لذلك تظهر الرأسمالية أقل نبلا من الشيوعية بحيث يسعى الفرد في ظل الدول الرأسمالية لتحقيق النجاح بكل ما لديه فرديا (وهذا منطقي وواقعي فتحرير أفكار الأفراد ممكن خصوصا في ظل الاختلاف والتنوع) والرأسمالية هي التي أنتجت الحرية وهي وحدها انتشلت الملايين من الفقر مقابل سعي الأفراد في الدول الشيوعية والاشتراكية والقومية يكون لمشاركة الجميع في كل شيء على قدم المساواة (وهذا ممكن نظريا مستحيل واقعيا فمن غير الواقعي التساوي بين الطبيب والمهندس ناهيكم عن استحالة المساواة في ظل التنوع والاختلاف) ولكن الشيوعية أبقت على الملايين فقراء وبدون استثناء وسحقت الحرية
الرأسمالية بكل عيوبها يمكن محاكمتها بل واعادة هيكلتها أما الشيوعية مهما كانت نواياها الحسنة المعلنة تقود إلى الدكتاتورية والعنف وانهارها يقود لتفتيت المجتمع ومع ذلك فإن المعظم إما يتجاهلون أو ينكرون نفق هذه الأيديولوجية شديد الظلام التي خلقت في غضون ٦٠ عاما فقط الشمولية الحديثة حرمت المزيد من الناس من حقوق الإنسان وعذبت وقتلت أناسا أكثر من أي أيديولوجية في التاريخ لكن كيف يمكن أن نفسر هذا؟!
هناك طريقتان:
الأولى الجهل: بحيث أن معظم العامة لا يعرفوا حقيقة الشيوعية لأن العامة ينساقوا خلف شعرات الشيوعية والاشتراكية الرنانة والتي في الغالب تتدغدغ العواطف بقضايا حيوية من رح البسطاء وتصور الحلول بسذاجة ومثالية شبه مطلقة وترتكن في العادة إلى مبدأ الثورة وعدم الانصياع لفترات طويلة ويمكن مشاهدة ذلك أن معظم المنتمين للحركات الارهابية كان شيوعيين واشتراكين سابقيين والأمثلة كثيرة
والثانية الإمعان في حدة المعرفة: يعرف المنتمين للمدارس الشيوعية والاشتراكية الحقيقة لكنهم يختارون تجاهلها لأن حقيقة أهوال الشيوعية مؤلمة للغاية بحيث لا يمكن مواجهتها لكن لماذا من المهم أن يعرف الجميع ما فعلت الشيوعية؟
فيما يلي ثلاثة أسباب:
أولا: هناك التزام أخلاقي تجاه ضحايا الشيوعية ألا ننساهم تماما كما يقع على عاتق الأمريكيين التزام أخلاقي بتذكر ضحايا العبودية مثلا يجب ان يكون هناك الالتزام نفسه تجاه مليار ضحية للشيوعية خاصة المئة مليون الذين قتلوا
ثانيا: أفضل طريقة لمنع تكرار الشر هو مواجهته حقيقة أن عددا من الناس اليوم خاصة الفئة الشابة يذكرون الشيوعية كخيار قابل للتطبيق للمجتمع الحديث تثبت أنهم لا يعرفون السجل الأخلاقي للشيوعية لذلك فهم لا يخشون الشيوعية مما يعني أن هذا الشر قد يحدث مرة أخرى ولماذا يمكن أن يحدث مرة أخرى؟ هذا يقودنا إلى السبب رقم ثلاثة
ثالثا: كان قادة الأنظمة الشيوعية والعدد الهائل من الأشخاص الذين ساعدوا هؤلاء القادة في التعذيب والاستعباد والقتل أشخاصا عاديين تقريبا بالطبع كان البعض من المرضى النفسيين لكن معظمهم لم يكونوا كذلك مما يعني أن أي مجتمع بما في ذلك المجتمعات الحرة يمكن أن يتحول إلى شيوعية أو إلى شر مماثل
الآن بعض الحقائق استنادا إلى الكتاب الأسود الرسمي للشيوعية الذي كتبه ستة علماء فرنسيين ونشرته مطبعة جامعة هارفارد في الولايات المتحدة فيما يلي عدد الأشخاص الذين قتلوا على أيدي الأنظمة الشيوعية المدنيون فيتنام: ١ مليون إنسان، أوروبا الشرقية: ١ مليون انسان إثيوبيا: ١.٥ مليون إنسان كوريا الشمالية: ٢ مليون إنسان كمبوديا: ٢ مليون إنسان الاتحاد السوفيتي: ٢٠ مليون إنسان الصين: ٦٥ مليون إنسان (هذا الحد الأدنى من الأرقام) وبالطبع لا تصف هذه الأرقام المعاناة التي عانى منها مئات الملايين من الأشخاص الذين لم يقتلوا كالتجريد الممنهج للناس من حقهم في التحدث بحرية وبدء عمل تجاري أو حتى السفر ولا توجد سلطة قضائية أو وسائل إعلام غير شيوعية وفقر معظم الدول الشيوعية تقريبا سجن أعداد كبيرة من الناس وبالطبع الصدمة التي عانى منها مئات الملايين من أصدقاء وأقارب القتلى والمسجونين
هذه الأرقام لا تخبرك عن الملايين في معسكرات الاعتقال السوفيتي الشاسعة في سيبيريا المعروف باسم جولاج أو الممارسة الروتينية للشيوعيين الفيتناميين المتمثلة في دفن الفلاحين أحياء لإرهاب الفلاحين الآخرين لدعم الشيوعيين أو استخدام ماو تسي تونغ المنتظم للتعذيب الشنيع لمعاقبة المعارضين وترهيب الفلاحين في الصين أولئك الذين يحبون الناس منكم يجب أن يكرهوا الشر إذا كانت الشيوعية شر عليك أن تكرهها وتعلم أنها نظام غير أخلاقي.
No comments:
Post a Comment