٣٠ يونيو ٢٠١٨
يقول الفيلسوف الإغريقي أرسطو: "أسوء شكل لعدم المساواة هو ان نحاول المساواة بين أشياء غير متساوية" واتبعه الرائع إريك هوفر: "إن المساواة بلا حرية تخلق نظاماً اجتماعياً أكثر استقراراً من الحرية بلا مساواة" اجتماعا غير رسمي عنوانه الكبير اللاجئيين ولكنه يحمل في طياته الكثير من الأمور،
من خلال تجوالي في عديد من الدول اسمع مصطلحا كبيرا اسمه (الغرب) تضدج به الصحف ومجالس النخب وحتى العامة من المجتمعات شرقا كانت او غربا فعندما كنت أسأل ما مفهوم الغرب في كل بقعة جغرافية كنت اطلع عليها فإن الجواب الذي أحصل عليه في الغالب أن الغرب هي مجموعة الدول المتقدم كأوروبا وأميركا وكندا واستراليا وسينغافوره وكوريا الجنوبية واليابان ... الخ واحيانا تضاف إليه روسيا والصين و حتى من سخرية الجهل تضاف إسرائيل لهم طبعا ببساطة جواب غير منطقي إطلاقا فأوروبا ليست أميركا و ليست روسيا و لا كندا و حتى في داخل القارة الاكثر رقيا و تقدما وهنا نقصد أوروبا لا تستطيع وضع سويسرا في كفة ألمانيا أو فرنسا مثلا،
اجتماع بين رؤساء القارة الأوروبية وصف بغير الرسمي لمناقشة عنوان الأزمة الآنية التي تضرب أوروبا ولو تلاحظوا أنها لا تسبب مشكلة بنفس النوعية والكم لأميركا مثلا ليس لسبب التقارب الجغرافي وحسب بل لأسباب كثيرة من يذهب لأوروبا سيلاحظ تقارب نسبي بين القرى والمدن وبين المدن الكبيرة والمدن الصغيرة طبعا تختلف هذه النسبة بين دولة وأخرى فالدول الاسكندنافية مثلا لا تستطيع التفريق بين العواصم و المدن الاخرى و قد تجد بأن من يسكن في العواصم يمتلك ثراءا وغيره محدود الدخل المطالبة بالمساواة هي ليست امتلاك الافراد نفس الكم والنوع الذي يمتلكه الآخر لكن تتلخص في نوع وكم الخدمات للجميع وهذا ما قد لا تجده مثلا في باريس او لندن نسبيا طبعا،
المستشارة الألمانية السيدة أنغيلا ميركل و ادارتها تؤمن بأن حل قضية اللاجئيين لا تكمن في توفير السيولة المادية فحسب بل في تقديم الخدمات بالتساوي على جميع المناطق المكلومة ولكن هذه النظرة تختلف عن ما تقوم الإدارة الامريكية مثلا لأن نظرتها للعالم براغماتيا و طليس إنسانيا فمثلا في ولاية لافيغاس ما تراه فوق الأرض تراه مغايرا عن ما تحتها والدولة الامريكية التي تدار بمبدأ الشركات تعتاش على هذه المعادلة لذلك المشكلة في اوروبا تراها واضحة لأنها دخيلة و ليست أصيلة كأميركا،
في النهاية و من مقولة الناشط الأمريكي مالكوم إكس: "لا يستطيع أحد أن يمنحك الحرية، ولا يستطيع أحد أن يمنحك المساواة أو العدالة أو أي شيء آخر، فإن كنت انسانا فعليك أن تأخذها بنفسك" ولذلك التفكير بمساعدة الغير هو حل مؤقت و ليس لتضميض الجراح.
No comments:
Post a Comment