Monday 2 September 2024

مستقبل الخريطة السياسية الألمانية!

استكمالا لفشل مشروع حزب اليسار الشيوعي الألماني تبرز سارا فاغنكنيخت كصورة فاشلة لتدعيم الفاشية!
منذ سنوات طويلة كانت سياسة حزب اليسار الالماني "الميت إكلينيكيا" تقوم على:
اولا: المطالبة بخروج ألمانيا من حلف شمال الأطلسي الناتو
ثانيا: السعي لابعاد ألمانيا عن السياسة الليبرالية الرأسمالية الغربية
ثالثا: محاولتهم الحثيثة لفك الارتباط بين برلين وواشنطن
تاريخيا اعضاء هذا الحزب هم مجموعة اشتراكية شيوعية برزت أثناء الحرب الباردة "وهم قلة قليلة جدا في المانيا" ومنذ توحيد المانيا كانت ارقام هذا الحزب في تناقص بل أنهم اصبحوا مجموعة معزولة داخل البرلمان الألماني البوندستاغ
في السنوات الممتدة ما بين عام ٢٠١٤ ولغاية الآن كان الحزب عبارة عن أبواق ميتة للدفاع عن الدكتاتور بوتين بل انهم كانوا يقودوا حملات داخل مجموعاتهم المعزولة لشيطنة أوكرانيا وتحميل ارتفاع اسعار الطاقة في ألمانيا على الدعم الألماني المقدم للأوكرانيين ولكنهم لم يفشلوا بذلك وحسب بل انهم باتوا معزولين اكثر لدرجة ان ارقام الحزب في كل الولايات الألمانية بالكاد تصل ل ٢٪ فقط
ومنذ انتخابات عام ٢٠١٧ كان الحزب بالكاد يحصل على نسبة أصوات ال ٥٪ المطلوبة للحصول على مقاعد برلمانية حتى انهم في الانتخابات الأخيرة عام ٢٠٢١ حصلوا على ٤.٩٪ واضطروا للتحالف مع اعضاء مستقلين لكي يحصلوا على مقاعد برلمانية
حزب اليسار بات ميت سريريا ولذلك برزت انتقادات حادة لزعيمة الحزب سارا فاغنكنيجت مما اضطرها الامر لتأسيس حزب شمولي جديد بداية هذا العام وتحديدا في الثامن من يناير ٢٠٢٤ حيث اطلقت عليه اسم (تجمع سارا فاغنكنيخت) والتسمية لوحدها تدلل على عمق سيكوباتية هذه السياسية المنتهية الصلاحية
سارا كانت قد صرحت بأن تأسيسها لحزبها الجديد الذي يحمل اسمها كان من اجل مواجهة حزب البديل من أجل ألمانيا "اليميني الراديكالي" رغم ان حزبها الجديد والحزب اليميني الراديكالي يحملان نفس الأفكار باختلاف الأيديولوجية فالاول يساري راديكالي والثاني يميني هوياتي متعصب! 
ومن الواضح أن حزبها فشل حتى في تحقيق هدفه المعلن حتى قبل أن يبدأ عمله حيث لم يقلل حزب سارا من حجم حزب البديل من أجل ألمانيا، بل زاد فقط من الطيف المتطرف في خريطة الاحزاب الألمانية السبعة!
صحيح أن حزب البديل من أجل ألمانيا يحمل نفس تطلعات حزب اليسار وحزب سارا فاغنكنيخت باختلاف تفصيلي بسيط ان حزب البديل يريد الاستقلال عن روسيا وحلفاءها بتأسيس علاقات مصلحية محدودة والتقليل من الاعتماد على الناتو والغرب عموما في اعادة لنفس توجهات الهوياتيين القوميين المختلين
الحزبان يهاجمان الإجماع الجمهوري الأساسي في ألمانيا ويريدان تحويل النظام الجمهوري الألماني لتقريبه أكثر من الأنظمة الاستبدادية
أصبحت فاغنكنيخت بمثابة آلة استياء تساعد على إضفاء الشرعية على خطاب حزب البديل من أجل ألمانيا وبالتالي لا يمكن تصنيف فاغنكنيخت على أنها حصن ضد حزب البديل من أجل ألمانيا
ومع ضعف الشخصية التي يقدمها الإئتلاف الحكومي الألماني يجب الآن على أكبر أحزاب ألمانيا واقدمها حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي ان يأخذ زمام المبادرة ويستعيد الهوية الألمانية التي تذبذبت منذ انتخابات عام ٢٠٢١.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...