Monday 9 September 2024

صمت المستشارة ميركل محزن بقدر ما هو معبر عن الواقع فيما اسميه الجانب المظلم من شخصية ميركل السياسية!

قبل ثلاث سنوات، غادرت المستشارة السابقة أنغيلا ميركل بصورة ظهرت على أنها برغبتها ولكن لم تكن مغادرتها طوعاية كما بدت
تركت ميركل الكثير من الملفات الشائكة والعالقة غير المنجزة -في الوقت المناسب- للحكومة التي تلت حكومتها الرابعة
اضطرت حكومة المستشار الحالي للتعامل مع عواقب العمل الذي لم تتصرف به السيدة ميركل في الوقت المناسب وتلك الملفات التي لم تقم بها بشكل سيء على الأقل
اليوم يشعر الناخب الألماني بحالة من البؤس وسط فشل حكومة إئتلاف إشارة المرور الحالية وهذا له علاقة بسياسات المستشارة السابقة على مدار ١٦ عام من حكمها لكن أنغيلا ميركل فضلت الصمت!
كانت المستشارة السابقة تردد دائما: "يمكننا أن نقوم بما هو ضروري وصحيح"
كلمات ميركل هذه جسدت صورة لها على أنها شجاعة وتملك إرادة وتصميم لكن ميركل كانت تفتقر للأمور التي لطالما كانت ترددها
يمكن القول بأن الثابت الوحيد خلال فترة حكم السيدة ميركل هو الرغبة في الحفاظ على السلطة من خلال اظهار تعاطفها مع رغبة الناخبين أي أنها كانت تدرس مشروع الفوز بالانتخابات بدون اعتمادها على الضروريات والاحتياجات المستدامة للبلاد
أحد الأمور المزعجة هو صمتها الذي دام أسبوعاً كاملاً إزاء الغزو الروسي البربري لأوكرانيا ورغم أن المستشار السابق جيرهارد شرودر كان يتمتع على الأقل بالشجاعة الكافية للدفاع عن علاقته البغيضة مع الدكتاتور بوتين، فإن ميركل استغرقت وقتاً طويلاً في شرح موقفها وبعد عشرة أشهر فقط من بداية الحرب أبدت لمسة من النقد الذاتي في صحيفة دي تسايت حيث صرحت: "كان ينبغي لحكومتي أن ترد بسرعة أكبر على عدوانية روسيا المتكررة"
والجميع يعلم أن الإرهاب ذو الدوافع الإسلامية مثل ذلك الذي حدث في مدينة زولينجن قبل أيام قليلة، والتحريض ضد اليهود والمسلمين، وإنتشار رواية حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، وأزمة الطاقة، وبؤس حكومة شولز الحالية - كل شيء له علاقة بسياسة أنجيلا ميركل وبالنهاية قابلت كل هذا بصمت محزن للغاية
كما أن رضاها عن النفس هو السبب وراء التزامها الصمت وعدم التعليق على القضايا السياسية العالمية على الإطلاق وبتردد حيث أدانت ميركل مذبحة السابع من أكتوبر "بأشد العبارات الممكنة" ولاحقا انتقدت أيضا المظاهرات المناهضة لإسرائيل في ألمانيا ومنذ ذلك الحين، لم تتحدث مطلقا فيما انشغلت المؤسسات الألمانية بمناقشة المتعلقة بارتباط الكراهية المتزايدة ضد اليهود في المجتمع الألماني وزيادة الهجرة من البلدان ذات الأغلبية المسلمة وهي السياسة التي شرعت بتطبيقها ميركل نفسها
بهذه الطريقة، تجنبت المستشارة السابقة أن تصبح هدفًا للنقد
اليوم حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي -حزب السيدة ميركل- يجد نفسه مبتعدا عن سياستها تماما ويجد الحزب نفسه أيضا بموقع ثقة الناخبيين لأنه الحزب الاكثر موثوقية حاليا كونه الحزب الوحيد الذي يملك عقيدة وسطية
فيما تجلس ميركل حاليا في غرفتها الصغيرة وتعمل على كتابة سيرتها الذاتية ولن اتفاجئ اذا قامت ميركل بالمدافعة والاشادة عن قراراتها بشأن سياسة اليورو الاقتصادية، وسياستها المتعلقة بالتعامل مع الدكتاتور بوتين، وسياسة اللاجئين، وسياسة الطاقة النووية، حتى أصغر التفاصيل، باعتبار لا بديل عن هذه السياسات لأن ميركل ليست خالية من الغرور.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...