Saturday 20 October 2018

ليتنا هاشم و كفى

بداية أود أن أشكر الطفل هاشم و والديه القاطنين في إربد على فكرهما الرائع الذي أنتج هذا الهاشم الذي يحمل من إسمه رونقا نقيا لم نلقاه كثيرا (حتى و إن كانت دعاية) لكنها تبقى سمة راقية لابد أن تنتشر حتى لو كانت ممولة،

في معرض الأسبوع الذي شغلت فيه عن الكتابة قليلا برز خبر أمامي عن إضراب عمّال الوطن في مختلف أماكن مملكتنا الأردنية الهاشمية (وهذا طبيعي في كل بلاد العالم المتقدم و غير المتقدم) و ذلك مطالبة بحقوقهم الأزمة الحقيقية تكمن في المجتمع الذي ترك قمامته تضج بالطرقات و هذا ينذر أولا بعقلية الإتكال و الكسل و النظرة الدونية للعمل ذاته رغم أنها من أساسيات الحياة للإنسان الطبيعي،

أي حدث يحدث في أي بقعة يكون بمثابة إمتحانات عدة و على كافة المستويات الوزارية فإضراب عمّال الوطن ليس مجرد مطالبة بحقوق أو فرض لواجبات لوزارة البيئة و حسب بل إنه إمتحان لكافة مؤسسات و هيئات الوطن (و ما أكثرها) يبدأ إمتحان توجيهي الوطن الموسع بوزارة الثقافة نعم لا تستعجبوا فثقافة النظافة ليست مجرد شعار (النظافة من الإيمان و القذارة من الشيطان!!!) نقرأه في مواقع التواصل الإجتماعي(رغم قلة من يكتبوا و يغردوا عن هذا الموضوع) و ليس مجرد مانشيت جانبي إن وجد في الصحف و ليس مجرد شعار نقرأه على إعلانات المؤسسات الدينية الحكومية و الخاصة على جوانب الطرقات و الإشارات الضوئية و المباني الحكومية (هذا إن وجدت أصلا) النظافة أسلوب حياتي ممنهج يبدأ بحدث (الإمتحان) فإذا كان الوعي المجتمعي سليم و منطقي فمن المفترض أن ينتج عنه نتيجة تنتج معيارا سليما لثقافة النظافة،

تذكرني الحادثة بمقابلة كانت قد أجرتها الإعلامية اللبنانية الرائعة #نيكول_تنوري و كانت تروي قصة حياة الأمير الأردني الرائع HRH Prince El Hassan bin Talal - الحسن بن طلال في معرض الشهادات تحدث وزير المياه و الري السيد #منذر_حدادين عن الأمير و أنه في إحدى المشاكل في الصرف الصحي حيث فاض إحدى المجارير إستدعا الأمير الحسن بن طلال السيد منذر و أخذه في جولة للبحر الميت و أمره بأن ينزل المياه ببدلته و حذائه الجديد (حسب قوله) ليريه الأمير معاناة من تفيض عنده المياه و في حادثة أخرى أيضا للأمير الحسن بن طلال أنه و في زيارة لإحدى مخيمات عمّان دخل إحدى البيوت فجاءت ربة المنزل تشكو الظروف التعيسة للحياة إنتبه الأمير الفذ لرائحة كريهة فدخل للمطبخ و فتح إحدى خزائنه فبادر السيدة بقوله "مش في أدوات تنظيف!!! ليش الرائحة هذه صادرة!!!" فقال جملته لها الفقر لا علاقة له بالنظافة جئت بالحادثتين أن المسؤول المسؤول يحاسب المسؤولين قبل الرعية و لكي أدلل بأن الفساد يبدأ بالعقلية المجتمعية و ينتهي إليها،

و مع عودتي لإمتحانات توجيهي الوطن فإن نتيجة وزارة الثقافة و التربية و التعليم و التعليم العالي و كل مؤسسة و هيئة تابعة لهم فشلت فشلا ذريعا في ترجمة أي برنامج ثقافي بهذا الخصوص (إن وجدت) أما وزارة البيئة فكل حين نسمع عن برامج يمينا و يسارا (ولم تترجم لأرض الواقع) وهذا ليس جلدا لذات أو إساءة لأحد فهذه تخص كل أردنية و أردني يعيش على تراب هذا الوطن الدليل الذي يقطع الشك باليقين عند الذهاب لأي منشئة حكومية و الذهاب تحديدا للمراحيض فإنك تنصدم بالواقع قبل الدخول من الباب تتفاجئ بروائح و مظاهر مقيتة تدل على أخلاق زائريها نعم و حتى لا نتجنى على المستخدمين فقط فإن القائمين على هذه المنشئات و العاملين على النظافة تراهم و كأنهم في نزهة و رواتبهم تذهب هدرا للمال العام طبعا الموضوع فيه فساد أكبر من جرائم المليارات التي نتحدث عنها صباحا مساءا و طبعا الأمثلة لا تعد و لا تحصى و الأنكى من ذلك أن هناك دور عبادة تتمثل بأقذر الأشكال (و هذا دليل واضح و صريح على عدمية الإيمان شكليا و جوهريا) طبعا أنا تكلمت عن نقطة من محيط فساد النظافة التي نحملها من أصغر فرد حتى أكبر فرد،

نلخص كل هذه القذارة أن الجميع بكافة طبقات المجتمع يقيم نظافته بنظافة بيته و لا يعلم أن بيته مكون من مكونات الأرض التي يقع عليها و بالتالي نحن قذرين بطريقة لا يستوعبها العقل و لأن أي طرح أقدمه لابد له من حلول يبدأ الحل بالتعليم و التأكيد على حساسية النظافة بكافة مستوياتها الفردية و العامة فبدل أن تصدح إذاعاتنا و تحديدا البرامج الدينية -كون أن أفيوننا الضعيف هو الدين- بدل أن تثبت أحقية عمر على علي و أن الختان واجب ديني و أن المرأة عورة و أن الله يحب الصائمين و المصلين قبل ذلك كله لابد من وعي عن النظافة بإقتناع و ليس كلام شكلي نردده كببغاء ينتظر حبة فستق ليسد شهوة معدته و خطب الجمعة الرنانة التي تصدح عن مؤامرة الغرب و فساده و إنحلاله و دعارته وجب علينا أن نصنع ما نحسد عليه و بدل الحديث عن فقه الجهاد و فضله يجب علينا أن نجاهد لصنع خلق بداخلنا و مناهجنا التي تتغنى بمعركة اليرموك و فتح صلاح الدين الأيوبي للقدس و خيبر و أحد و بدر و الأندلس يجب أن نتغنى بالروائح المعدمة في شوارعنا ولنا في منطقة سقف السيل مثالا نستطيع الجهاد بزارعة الورود و الأشجار التي نقتلعها لكي نبنى بنيانا لا نستطيع المحافظة عليها علينا أن نعي بأن الشأن الكبير يبدأ من تفاصيل صغيرة،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#النظافة
#الإيمان_الصوري_الغير_موجود_أصلا

🚮🚰🚾🗑🗑🗑

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...