Saturday 20 October 2018

وسعوا من وش (العقلاء): لكل داء دواء يستطب به ... إلا الحماقة أعيت من يداويها

في كل عام يمر علينا ٣٦٥ يوم و ربع اليوم لكل يوم عنوان يميزه كيوم الأم ويوم العمّال ... الخ و القائمة تطول و يمتاز شهر أكتوبر بأنه يحمل في طيات أيامه أيام توعية منها التوعية بسرطان الثدي ويوم الطفلة و يوم اللاعنف أما يوم العاشر من أكتوبر فهو يوم التوعية بالصحة العقلية و النفسية و باعتقاد شخصي متواضع أعتبره أهم أيام السنة بل ولابد إدراجه مع إشراقة كل صباح لأنه من يتحكم بكل تفاصيل الحياة سواء كانت جيدة للغاية أو سيئة للغاية أو روتينية عادية و تقليدية هذا الطرح موجه للجميع بكافة المستويات و الطبقات الإجتماعية مع الإشارة هنا (أنه في دول العالم الثالث و العالم العربي على وجه الخصوص نعتبر هذه الأيام إما مؤامرة كونية علينا لإلهائنا عن قضايانا أو أنه إشغال لنا عن مبادئنا (التي لا مبدأ و لا معيار لها) و هذا ليس من باب جلد الذات بل لأن واقعنا يتحدث عنا دون شرح و تفصيل)،

يعتقد الكثير منّا كبشر أن الحياة هي مجرد نوم و أكل و المقدرة على إستخدام الحواس الخمسة وهذه بالمناسبة تعود للفكرة الأولية عن إحتياجات الإنسان في هرم العالم الرائع #أبراهام_ماسلو الذي صنف فيه الإحتياجات الأساسية للإنسان و التي بدأت بالأمان و التنفس و الأكل و الشرب و الجنس و هي مهمة جدا و هي بالمناسبة المشغل الأساسي للعقل و النفسية الذي يعد بنفس مرتبة الإحتياجات الأساسية للإنسان بحيث أن لو أي مكون من مكونات الإحتياجات الأساسية للإنسان لم تحقق لا يستطيع الولوج للمرحلة الأهم و هي مرحلة العقل و التحكم بالنفس و الموازنة بين العاطفة و المنطق و لكن ما تعريف الصحة العقلية و النفسية؟! بحسب #منظمة_الصحة_العالمية (WHO) فإن الصحة العقلية و النفسية تُعرَّف بأنها حالة من التجانس يدرك فيها كل فرد إمكاناته وقوته الخاصة ويمكنه التعامل مع الضغوط الطبيعية للحياة ويمكنه العمل بشكل منتج و مثمر ويكون لديه القدرة على المساهمة في مجتمعه أو محيطه على الأقل و لكن كلمة تجانس تفتح أفق التفكير إلى مصطلح علمي يسمى بالشمولة بالإنجليزية تسمى (Holism) وهي تعني علميا فكرة أن النظم (الفيزيائية والبيولوجية والكيميائية والاجتماعية والاقتصادية والعقلية واللغوية) وخصائصها يجب أن ينظر إليها على أنها مجموعة واحدة وليست مجموعة من الأجزاء فقط،

في فترة نهاية الخمسينات و ما تلاها من أعوام أستحدثت إدارات كثيرة لصحة النفسية ربما أهمها إدارة عالم الجريمة و تحديدا في الدول المتطورة و لربما أبرز الأمثلة كانت في الدول الإسكندنافية و ألمانيا و اليابان و بريطانيا و فرنسا بالإضافة للأبحاث التي تساعد فيها المنظمات الدولية لم تبدأ الدراسات بشكل عشوائي بل أنها تفصلت في داخل كل دولة على حدى و عندما برزت فكرة العولمة تطورت هذه الدراسات من مجرد مجتمع محدد لدراسات دولية (و الموضوع عميق و يصعب تقليصه أو تخليصه في أطروحة أو بحث أو تقرير أو حتى رسائل مناقشة دراسات عليا و لذلك لابد من الإشارة إلى أن الطرح يشير للأهمية و البحث و النقاش في هذا الطرح)،

نعود لتعريفين الذين طرحتهما آنفا من التعريف يجب أن نعي بأن حياة الفرد عبارة عن تجربة و بناء و تعلم ثم تولد الخبرة التي تستمر مع الإنسان طوال فترة حياته و بالتالي أول خطوة يجب أن تدرج وهي التجربة نستطيع الدخول منها إلا أننا يجب أن نخطئ و أن نكون مرنين في التعامل و المرونة أهم ما يجب أن يعلم لأنها يجب أن تكون في كل مراحل الإنسان،

نعتقد بأن دكتور النفسي هو دكتور يلجئ إليه فقط في حالة الضغط و الإكتئاب و المشاكل و هي خاصة بالبالغيين فقط و هذه فكرة خاطئة إن لم تكن كارثية تقول منظمة الصحة العالمية بأن معظم حالات الإكتئاب البسيط و الحاد و الجنون و حتى حالات السايكو (وهي الحالة الأخطر) تبدأ في سن ١٤ عام بدليل أن حالات الإنتحار و هي ثاني أسباب حالات الموت في العالم بمقدار ٨٠٠ الف شخص سنويا (سببها عدم القراءة للمرض و عدم علاجها) حيث هناك مثل شعبي غاية في الأهمية (إذا عرف السبب بطل العجب) كنت قد تحدثت في إحدى المقابلات مع المعدة العراقية الرائعة السيدة Soad Alshemeri في حلقة لبرنامج وراء الأبواب التي كانت عنوانها السموم العاطفية على قناة الشبكة العربية للأخبار - anb TV -و التي سأضعها في التعليقات- تحدثت فيها عن أهمية التراكم المعرفي للإنسان و ضرورة و أهمية الوعي الذي ينتج المعيار،

الصحة العقلية و النفسية مرتبطة بأمور كثيرة أهمها العاطفة و المرونة في تداول الأفكار و كيفية التعامل مع ضغوط الحياة و فكرة تقبل الأخطاء و محاولة التعامل معها بطرق مختلفة أهم هذه النقاط هي العاطفة في العلوم النفسية فإن العاطفة مسؤولة عنا هرمونات خمسة في جسم الإنسان وهي:

١. هرمون الدوبامين: هذا الهرمون يعتبر بمثابة ناقل عصبي يدفع نظام المكافأة الخاص بك إلى المخ فإذا أثنى عليك مدير فى العمل يبدأ هذا الهرمون بالزيادة ويجعلك سعيدا وهذا سيترك أثرا إيجابيا على حياتك بشكل عام.

٢. هرمون السيروتونين: وهذا الهرمون قادر على التحكم فى المزاج وهو يتوفر بكثرة فى مضادات الاكتئاب، وهذا الهرمون يزيد فى الجسم بسبب المشى السريع وممارسة الرياضة اليومية.

٣. هرمون الأوكسيتوسين: يطلق على هرمون "الأوكسيتوسين" بهرمون الحب حيث أجرى فريق من جامعة "كليرمونت" بكاليفورنيا دارسة على مجموعة من النساء وجد أن هذا الهرمون يفرز فى أجسامهم بكمية كبيرة مقارنة بالرجال، ويكون ذلك بسبب خوضهم فى تجربة حب أو استقرار نفسى فى محيط العائلة أو العمل، وهذا الهرمون قادر على جعل الجسم يواجه الإجهاد والقلق الذى نتعرض له فى الحياة.

٤. هرمون الاستروجين: يؤثر قلة هذا الهرمون على الجسم بشعور الأفراد بالإجهاد والمزاج السيئ، وعند النساء يقل من أجسامهم بسبب انقطاع الطمث، مما يتسبب فى إفراز هرمون التوتر "الكورتيزول".

٥. هرمون البروجسترون: يساعد هذا الهرمون على النوم بشكل جيد ويمنع القلق وتقلبات المزاج، ويبدأ هذا الهرمون يقل من أجسام النساء من بداية سن 35، وأيضا زيادة الضغط العصبى وتناول الأطعمة غير الصحية، وقد أشارت خبيرة التغذية سارة جوتفريد، مؤلفة كتاب العلاج بالهرمونات، إلى أن خط الدفاع الأول عن الجسم وصحته يكون من خلال الهرمونات التى تطلق من داخل الجسم إلى الخارج، فدائما الإنسان هو طبيب نفسه والقادر على معرفة أين المشكلة،

و يشبه علم النفس الحديث هذه الهرمونات بالكؤوس إذا إمتلئ بعضها كثيرا و البعض الآخر فارغ ستتسبب بإكتئاب حاد و لذلك يجب ملئ هذه الكؤوس بشكل إنسيابي متجانس (وهذا يعود بنا إلى التعريف في بداية الطرح) بالنظر لدول العالم المتقدم فإن أي جريمة تحصل تعزى لسبب الإضطرابات النفسية و البعض يستسخف هذه الفكرة و هنا تبدأ المشكلة و لذلك عندما تذهب لسجون الدنمارك مثلا (وهي الدولة الأكثر سعادة) يخرج السجين من سجنه (الذي يعزه عمله بمسماه وهو الإصلاح و التأهيل) جاهز للحياة و لكن لا نستطيع مقارنته بسجين من دول العالم المتخلف الذي يخرج من سجنه (الذي لا يعزى مسماه مع عمله) أسوء من قبل دخوله وهذا سببه واضح أنه لا دراسة حقيقية في التفريق بين مجرم و مجرم و بين متعسر و مريض نفسيا،

كما كل طرح نقدم حلولا فإن هذا الطرح بالتحديد له حل واحد هو القراءة ثم القراءة ثم القراءة ليزيد الوعي لربما من أهم المؤلفات التي تعمقت في فكرة الذكاء العاطفي وهو جزء مهم من الصحة العقلية و النفسية هو كتاب الأستاذ #دانيل_غولمان (الذكاء العاطفي)،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#الصحة_العقلية_والنفسية

World Health Organization (WHO)
الأمم المتحدة

🇺🇳🇺🇳🇺🇳

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...