Saturday 20 October 2018

عين الحدث على أفريقيا ما الخطة؟!

غيب الموت عنا الرئيس الخامس للسودان السيد #سوار_الذهب لروحه الرحمة و السلام عن عمر ناهز ال ٨٣ عاما بالسعودية و بهذا الصدد نتقدم بأحر التعازي لأهله و أخص بالذكر الصديقة السيدة Sara Mamoon Sewar Aldahab بمصابهم الجلل،

القارة السمراء تشد قوى العالم منذ قديم الزمان بمسميات العبودية تارة و الإحتلالات تارة أخرى و لن ندخل في غياهب التاريخ كثيرا و لكن ما يهمنا أن أفريقيا من حيث الشكل الجغرافي تحتل موقعا إستراتيجيا جيوسياسيا و لوجستيا مهما جدا يكفي أن نقول بأنها تحتوي واحدا من أكبر الأنهار في العالم وهو نهر النيل إضافة إلى موقعها في وسط العالم محاذية للبحر الأحمر الذي يعد نقطته باب المندب مهما لثلث الثاني من تجارة العالم رفقة قناة السويس و نخص بالذكر هنا قطاعات الغاز و النفط و الإتصالات و شمالا نستطيع أن نقول بأنها تمتلك خطوط و حدودا بحرية مع أهم قارات العالم القارة الأوروبية كما أنها محاذية للمحيط الهندي و نخص بالذكر بوابة خليج عدن المؤدية للشواطئ الجنوب و الشرق آسيوية من بوابات كثيرة أبرزها الهند و محاذية أيضا للمحيط الأطلسي المفتوح للقارتين الأمريكيتين و تبرز أهمية القارة بأن تقسيماتها الجغرافية تتوزع المهام فيها من شمالها و وسطها و جنوبها و تعد القارة ثاني أكبر مساحة و تعداد سكاني في العالم هذا بشكل مبسط عن الناحية الجغرافية و اللوجستية (الإقتصادية)  أما من الناحية الجيوسياسية هناك نقطة جوهرية في السياسة الأفريقية و هي عدم مركزية القوى فيها بحيث لا يوجد دولة مهيمنة على سياسة القارة مجموعة الدول الإفريقية و التي تأسست بداية القرن الواحد و العشرين و التي تتمثل باللجنة السياسية و البرلمان الأفريقي و لجنة حقوق الإنسان و التي في معظمها متمركزة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا و أيضا في جوهانسبيرغ المدينة الجنوب أفريقية تتمثل الكثافة العددية الأزمة الأكبر للقارة لأنها تتمخض عن أزمات كالفقر و اللجوء و النزوح و المجاعات و ضرب التنمية المستدامة و كانت كلها نتيجة نسبة المواليد الغير منظمة في كل المناطق رغم أن القارة تمتلك مواد خام و مصادر قوة إلا أن التخلف و القبلية و التشكيلات الدينية و الإحتلالات حالت دون نهوضها و ذلك قبل الأعوام الأخيرة لحقبة التسعينات و هذا بشكل مبسط عن الشأن السياسي،

في بداية معرضي للحديث وددت أن أعرف عن القارة التي يستخف البعض بقدراتها علينا أن نعي بأن دول العالم المتقدم إكتشف منذ منتصف التسعينات أنه لا نمو و لا تطور لها و للعالم إلا بتحقيق نمو مستدام في العالم لأن هناك تحديات على كافة المستويات أبرزها بيئية و عملية التنظيم السكاني في العالم -و قد كتبت بهذا الشأن عن كيفية التنظيم بين غرب المدن و شرقها و كيفية توزيع السكان في أي بقعة جغرافية في العالم- منذ مؤتمر مدريد لسلام سعت الدول الأفريقية من خلال وعيها التي توصلت إليه بعد كوارث بشرية حصلت هناك أن لا جدوى إلى بشق الطرق عن طريق فتح ممرات في العالم و معه لكي تلحق بالركب فحققت ذلك من بوابات دول عديدة أبرزها جنوب أفريقيا و إثيوبيا و السينغال و نيجيريا و كينيا و المغرب و تونس و مصر (و إن كانت مصر تحددها عوائق كثيرة أبرزها العلاقة مع دول العالم الإسلامي و العربي على حد سواء رغم ان إنتمائها الأفريقي أكبر و أكثر عمقا و نوعية منها مع العالم العربي و الإسلامي) و استطاعات هذه الدول أن تجذب الأنظار لها من خلال عملها الدؤوب بهذا الصدد و لكن المعضلة التي كانت تواجه هذه الدول أن أفريقيا و كما أسلفنا الذكر لا مركزية سياسية فيها و بالتالي حتى تحقق نمو على كافة الأصعدة يجب أن يكون متجانس مع كافة الدول الأعضاء رغم ان الثقافة الفرنسية طبعت صبغتها على هوية الدول الأفريقية بالمعظم إلا انها تمتلك مخزونا ثقافيا عميقا و قديما يعود لعشرة آلاف عام قبل الميلاد على الأقل وحسب الدراسات الأنثروبولوجية هي أقدم الحضارات عمقا و الدليل الأحفوري الذي وجد في إثيوبيا في العام الماضي و الذي دعم النظرية العلمية للعالم الجليل #داروين عن التطور و كان دليلا علميا واضحا على عراقة هذه القارة،

بعد الإشارة لكل ما سبق نعود في رحلتنا للحاضر و الواقع المعاش منذ أعوام قليلة ماضية لفتت الصين قبلتها و تحديدا الاقتصادية لأفريقيا -وقد كتبت في هذا الصدد مرارا- كانت الصين تضع أفريقيا نصب عينيها توسيع نطاق تجارتها الواسع أساسا من بوابة طريق الحرير الجديد و الذي حققت فيه إنجازا تاريخيا في عامنا الحالي و الماضي بالوصول إلى عمق القارة الأوروبية من بوابة مدينة (ميلانو) الإيطالية سعت الصين للوصول إلى أقرب نقطة بحرية مؤدية للعالم من بوابات في جنوب القارة الصفراء الآسيوية كميناء غوادر في باكستان و بنغلادش و بورما وصولا لإيران عن طريق مضيق هرمز و يبدو لي بتحليل شخصي متواضع أن الصين ستدخل بثقلها على ميناء عدن و مضيق باب المندب لأنها إستطاعت في الخمس سنوات الماضية تحقيق شراكات نوعية و على كافة المستويات في القارة السمراء شمالا و وسطا و جنوبا و هذا ما حذر منه مستشار البيت الأبيض للأمن القومي السيد جون بولتون مرارا و ربما كانت جزءا من العقوبات الأمريكية تستهدف هذا النشاط الصيني في أفريقيا إلا أنه و كما يبدو أميركا إستفاقت متأخرة لذلك لأن العمق الصيني وصل بشكل كثير في أفريقيا و لكن أوروبا من البوابة الباريسية و البرلينية كانت اكثر ذكاءا من نظيرتها الأمريكية بحيث أنها تعاملت بمبدأ الشراكة الإقتصادية من بوابة موسكو و بكين على حد سواء و وضح ذلك جليا من خلال تغريدة لرئيس ماكرون و الذي حاول لدخول لمسألة المحظور و كسرها في السياسة الفرنسية عندما قال وجب علينا الوقف في وجه ماضينا السيء على حد تعبيره خصوصا في أعقاب الثورة الجزائرية بعد فشل فرنسا في فرض الهيمنة الكاملة في ليبيا و بهذا الصدد وجه نائب رئيس الوزراء الإيطالي سالفيني لضرورة رفع العقوبات الأوروبية عن روسيا و ذلك لتوافق سياسي مصلحي و تحديدا في مسألة ليبيا و هو مافرض الرأي الروسي في النهاية بإجراء إنتخابات سريعة في ليبيا و التي لم ترغب بها واشنطن لكن حروب أميركا و أزماتها التي تلوح بالأفق في عمق قراتها بموجات اللجوء الهندوراسية -والتي سأكتب عنها لاحقا- و ايضا ازماتها الإقتصادية المتشعبة و العميقة حالت دون مكسب منظور في القارة السمراء عموما و ليبيا تحديدا،

تشير الأرقام الإقتصادية في منظمة (الاوكتاد) التابعة للأمم المتحدة و البنك الدولي و هو الخبر الذي نشرته قناة (CNN) الأمريكية ان تركيا خسرت ٥% من الإستثمارات الأجنبية رفقة قطر لصالح أفريقيا من بوابة مصر و التي تصدرت قائمة الإستثمار الأجنبي في القارة الأفريقية و بهذا الصدد نأتي للجزء المهم من الطرح و هو زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لقبرص و اليونان تواليا لإبرام ترسيم خريطة الغاز و ذلك بالإتفاق مع موسكو المنتشية بالظفر بالسواحل السورية و اللبنانية و القبرصية و اليونانية (وهي بإتفاق اوروبي مع المستشارة الألمانية ميركل في الزيارة الأخيرة لرئيس الروسي بوتين لميسي بيرغ في برلين) و أيضا المصرية و ذلك وضح بعد زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمنتجع سوتشي الروسي بدون ربطة العنق البروتوكولية اي ما يشير إلى أجواء ودية إيجابية في هذا الصدد فتحت هذه الرؤيا تحليلا -كنت قد كتبته سابقا عن تطلعات روسيا في افريقيا رفقة الصين الشريك الأكبر لروسيا إقتصاديا في أفريقيا- هناك تساؤلين منطقيين سيطرحان هل ستستعيد مصر مكانتها الإفريقية من بوابة هذا التعاون؟! و كيف نجحت القوتين الصينية و الروسية بالنجاح في إقناع دول القارة السمراء رغم العروض السخية من واشنطن؟!،

أميركا بعد هيمنتها الأحادية على العالم منذ ما يقرب الربع قرن أي منذ إنهيار الإتحاد السوفيتي لم تكن سوى قوة جشعة تريد سوقا لبيع السلاح و لكن مشاريعها الإقتصادية فشلت في حسبانها أنها تضغط من خلال ملفات اللجوء و استنزاف المنظمات الاوروبية و الإفريقية و الآسيوية و الدولية حتى إقتصاديا و بالتالي العروض الصينية لم تسعى لذلك إطلاقا بل على العكس حققت مكاسب تمخضت بنمو إقتصادي هائل و ربما ابرز الأمثة التي كتبت عنها هي إثيوبيا و لذلك إستطاعت كسب الثقة الأفريقية و هنا أقصد الصين أما عن دور مصر فالأمر مرهون بإستدامة الأمن الداخلي الذي يطمئن المستثمرين و أيضا زيادة فاعلية التشارك مع القارة الأفريقية من خلال ملفات كثيرة ابرزها سد النهضة و الشراكة المائية و الزراعية و لكن من الواضح أن الصين و روسيا سيحققان ذلك من خلال خططهما المباشرة إقتصاديا في أفريقيا فبعد تحقيق المكاسب في سوريا اعتقد بأن الطريق ممهدة لروسيا من بوابة الغاز في مصر و تحديدا ليبيا،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#إفريقيا
#مصر
#روسيا
#الصين
الأمم المتحدة

🇺🇳🇺🇳🇺🇳🇨🇳🇨🇳🇨🇳🇷🇺🇷🇺🇷🇺🇪🇬🇪🇬🇪🇬

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...