من ينظر للصراع السياسي في العالم فإنه و بمجرد نظرة أولية سيعلم ان الصين اكتسحت كل المجالات لتعلن عن نفسها كإمبراطورية مهيمنة فاستطاعت الصين كسر جميع الألغام السياسية الدولية -كنت قد كتبت عن الصين مرارا و تكرارا و مطولا- و الوجه الصيني لم يكن وليد الفترة الحالية و لم تكن بأسباب عسكرية و اقتصادية فقط بل كانت لأسباب كثيرة أبرزها نهضة بلادها أولا و محيطها ثانيا و لن نبالغ لو قلنا في العالم (و إن كانت الدول المزمع مساعدتها في نهضتها في بعضها لا تمتلك الإرادة) قديما قيل أن العود الواحد مهما غلظ عرضه و مهما ارتفع طوله و مهما ازدادت كثافته ضعيف لوحده و هناك مثل سوري يقول 《إلي بياكل لحاله بيزور》 و ربما رأت الصين هذا المثال بنظرة فاحصة على أنه دستور لنهضة،
دول شرق آسيا المتوسطة إلى العالية القوة و ربما أبرزها ماليزيا سينغافورة إندونيسيا من يدخل إلى مجتمعاتها فسيرى أن هناك نسبة ما بين ٣٠% إلى ٦٠% منها صينية هذا من ناحية المجتمع و بالضرورة يسوق المجتمع نفسه إلى المستوى الثقافي و الحضاري و البنيوي و هي المؤدية إلى مستويات أكثر نوعية و كمية و هي الإقتصادية و السياسية وهذه لم تكن أساسا بسبب الإحتلالات و إن كانت جزءا بسيطا منها بل لأن معظم حضارات شرق آسيا خرجت من رحمها حتى تلك الدول القوية في آسيا ككوريا الجنوبية و اليابان و الهند و لذلك تشكل قوة متكاملة غير مؤدلجة لا دينيا و لا سياسيا و لا قوميا بل هي كتلة تميل للكمال النسبي لن ندخل في صلب التاريخ فهذا ليس شأن طرحي هذا ما أردت التنويه إليه بأن النمو الإقتصادي في الشرق الآسيوي المحاذي و حتى ذلك البعيد نسبيا عن الصين كانوا ينمون بنسق موازي و أصبحت قوة غير مركزية بحيث ترى القوة متوزعة على كافة عواصم المدن الآسيوية رغم شذوذ البعض عن القاعدة كالمنطقة العربية و إيران مثالا رغم التفاوت في القدرات بين إيران و المنطقة العربية في شقها الآسيوي،
قبل فترة كتبت عن الأحوال في فنزويلا في ظل حكم الرئيس مادورو و الذي كان محبوب الشعب العربي و في الأمثلة العربية يقال (الطيور على أشكالها تقع) لو ننظر للشأن الفنزويلي فقد وصلت نسبة التضخم إلى ما يزيد عن الألف بالمئة حتى لو أردت شراء البيض على سبيل المثال تحتاج إلى حقائب لحمل الأموال اللازمة لشراء البيض و لذلك و منذ شهور هناك ما يزيد عن مليون شخص قرر اللجوء الى الدول المجاورة الأفضل معيشة من بلادهم و أبرز الدول الوجهة لهؤلاء اللاجئيين كانت الولايات المتحدة الأمريكية و في خبر يتداول في الإعلام منذ عدة أيام و طبعا في المنطقة العربية التي تحمل إزدواجية كبيرة يتباكون على مسلمي الروهينجا و مسلمي الصين و لكنهم لا يلقون بالا للقارة اللاتينية و كأن الله لم يخلق منكوبا غير المسلمين للآسف و هي إنسانية زائفة أو لنكن واقعيين (لا إنسانية) على كل حال الهندوراسيين منذ عدة أيام و بأعداد تقدر بعشرات الآلاف يلجئون للحدود الأمريكية هربا من أحوالهم الكارثية في بلدانهم و بعد تهديد قمعي سلطوي من إدارة البيت الأبيض و على لسان رئيسها السيد دونالد ترامب أنه و بحال عبر أشخاص عن طريق الحدود سيقطع المعونات و الإمدادات عن تلك الدول،
بمقاربة النظرة عن دول شرق آسيا و دول أميركا الوسطى فإن دول شرق آسيا ليست نفطية كمثيلتها دول أميركا الوسطى و تعج مناطق شرق آسيا بأزمات بيئية كالزلازل و البراكين و مع ذلك دول نموها الإقتصادي مزدهر و ذلك لأسباب كثيرة أهمها الدعم الصيني و لكن بالنظر إلى الدول المعوزة في دول أميركا الوسطى و ربما أبرزهم بورتوريكو و هندوراس و كوستاريكا و فنزويلا و التي بالمناسبة تخضع لإدارة أمريكية مباشرة منذ الحرب الكوبية مع الإتحاد السوفيتي و لكن ماذا فعلت أميركا؟! في حقيقة الامر جعلت أميركا هذه الدول سوق للسلاح الأمريكي و سوق لدعارة و المخدرات و التجارات المشبوهة كانت تزيد من ثروتها في محيطها من خلال تلك الأعمال المشبوهة و لكن بضاعتها ردت إليها و هنا أقصد واشنطن فاليوم صار لزاما عليها أن تحمي هذه المجتمعات كونها تولت الوصاية السياسة على الأقل عليها و بسبب سوء الأحوال أصبحت تعزي تلك الشعوب خيباتها على الولايات المتحدة رغم أن مجاوريها اللاتينيين الجنوبيين نهضوا بدون يد العود القادمة من واشنطن بل و اصبحت دولا فاعلة في العالم و لنا في البرازيل و بوليفيا و الاوروغواي و البارغواي مثالا و برزت من خلال تجمعها الإقتصادي في الألفية الاخيرة،
صورت هذه اللقطة لطفل هندوراسي رحل مع أهله للحدود و هو مقابل الجنود الهندوراسيين و كأن لسان حال هذا الطفل يقول للجنود أفسحوا طريق الأمل لي أريد الحياة و لا أريد الموت جوعا على الأقل أما الفيديو الثاني لرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في إجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة و الذي بدى كذليل يريد الحفاظ على كرسيه و الخضوع مرة أخرى لسلطة الأمريكية رغم أنه و منذ شهور قليلة إنتقدها بل و شتمها و كان يتدخل في الشأن الصراعي بين الفلسطينيين و الإسرائيليين رغم أن دولته تعاني ويلات الجوع و الفقر و البطالة و التضخم،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#دول_أميركا_الوسطى
#هندوراس
#فنزويلا
#أميركا
🇺🇸🇻🇪🇭🇳
No comments:
Post a Comment