Thursday 13 June 2019

رئيس عصابة تحت غطاء لقب رئيس!!! (١)

في معرض شهادة أحد أبرز أعضاء #المافيا الإيطالية #غاسباري_سباتوزا أمام المحكمة الجنائية في العاصمة الإيطالية #روما قال "سيادة القاضي كنت على مقربة تامة من زعيم المافيا #جوزيبي_غرافيانو وقد قال لي أن المافيا تمت تغطية أفعالها من قبل رؤوس أموال إيطاليين وعلى صلة مباشرة في مركز المافيا الرئيسية في منطقة البحر الأسود والتي تضم أعضاءا أتراك وروس و إيطاليين وأميركان وكان أبرزهم رئيس الوزراء الإيطالي السابق #سيلفيو_بيرلسكوني" كانت هذه الشهادة تمت في قضية تفجيرات إيطاليا في عام ٩٣ حيث استلم بيرلسكوني رئاسة الوزراء الإيطالية بعدها في عام وحتى يبرر سباتوزا صدق شهادته قال للقاضي "سيادة القاضي إنني ندمت على ما فعلته من أفعال مشينة وقررت التوبة والتدين حتى أنني أدرس المساجين جزءا من الإنجيل وتراتيله الدينية وأنني اردت أن أبرئ ذمتي مما أعرفه" في حينها قام مدير مكتب السيد بيرلسكوني بالرد على سبارتوزا بأن كلامه هراء وأن بيرلسكوني يواجه الآن قضية طلاق وقال ضاحكا للقاضي "إن السيد بيرلسكوني يخاف من زوجته الآن اكثر من سبارتوزا والمافيا برمتها" بعدها بسنتين تم عزل الرئيس بيرلسكوني على خلفية تورطه بقضية إقامة علاقة جنسية مع عارضه قاصر وتهم تتعلق بالفساد واستغلال النفوذ وفي حينها حكم على بيرلسكوني ب ٧ سنوات سجن ونظرا لسنه قامت المحكمة بإخلاء سبيله تحت شرط الخدمه في دور العجزة بنفس مدة سجنه وعاقبته أيضا بعدم تسلم أي منصب عام مدى الحياة تم تخفيف هذا الحكم لعدم تسلمه أي منصب عام لمدة عامين ورفض طلبه أيضا بترؤس جمعية خيرية فيما بعد،

أوردت هذه المقدمة لكي اضع أمام قارئ هذه الكلمات أن معايير الدول الأوروبية في الحكم ليست قوة من اختار الصندوق بل أن الدستور والقوانين لا يعلو عليها أي منصب وأي قوة كانت شعبية أو حاكمة في تركيا تنشط عصابات المافيا منذ تأسيس الدولة التركية الحديثة في عام ١٩٢٣ وهي موصولة بتنظيم المافيا الدولية كان لها مقرات عدة أبرزها في منطقة البحر الأسود التي تشترك فيها تركيا بحدود جغرافية مهمة لا أحد ينكر بأن تركيا كدولة قبل التسعينات كانت دولة تعج بالأزمات على كافة الأصعدة سواء السياسية أو الإقتصادية أو الاجتماعية إلا أن النهضة التي تمتعت بها تركيا لم تكن وليدة فترة حكم الرئيس الحالي #رجب_طيب_أردوغان و من المعلومات المغيبة عن شعوب دولنا العربية أن تركيا بدأت نهضتها الحقيقية في بداية التسعينات حيث يعود الفضل للحكم العلماني الذي أسسه الرئيس المؤسس #كمال_مصطفى_أتاتورك بقيادة ثلاثة رؤساء وزراء آنذاك أحدهم سيدة بالأسماء هم السيدة #تانسو_تشيلر والسيد #مسعود_يلماز والسيد #بولنت_أجاويد الثلاثة تمت محاكمتهم وكانت المحكمة (دستوريا) تستطيع ليس فقط محاكمتهم بل أنهم قد عزلوا من مناصبهم وهذا واحد من معاني الديمقراطية التي كانت تتمتع بها دولة تركيا،

ربما كان أبرز الثلاثة السيد بولنت أجاويد الذي انقلب عليه العسكر في فترة حكمه وتم إيداعه السجن وبالرغم من انه وبعد خروجه من السجن أسس حزب يساريا وكان مدعوما من البرلمان الأوروبي إلا أنه لم يحاكم ولم يسجن أحد بسبب إنتقاده له عرف السيد أجاويد بالنزاهة ونظافة اليد وهو نفسه الذي دعم حملة السيد #نجم_الدين_اربكان رئيس الوزراء التركي السابق رغم اختلاف ايديولوجية الشخصيتين فأربكان رئيس حزب الرفاه الإسلامي التوجه و السيد أجاويد رئيس حزب اليسار اليساري التوجه ومع ذلك اقتضت نزاهة أجاويد باحترام الديمقراطية في حرية الإسلاميين على العمل السياسي بحيث لا يضروا بالقيم العلمانية و الديمقراطية التي تتمتع بها تركيا (آنذاك) كما نعلم بأن السيد اردوغان واستاذه وعرابه السيد فتح الله غولن خرجوا من عباءة الرفاه الحزب الإسلامي ليسطوا الرجلان على شعبية الرفاه نظرا لتقارب المسمى الاسلامي بين فكر الأطراف الثلاثة كان اردوغان يعتمد على عرابه غولن بالتمويل حيث اشتهر العراب غولن بأموال طائلة نتيجة الإرتزاق من الحملات الدعوية سيطر على التعليم والتجارة وقطاع البنوك الإسلامية كما انه اشتهر بالسيطرة على قطاع العقارات (التي سيطر عليها اردوغان لاحقا لكي يتحكم بمنح الجنسية التركية لمن هب ودب وتحديدا أصحاب الأموال المغسولة)،

في عام ٩٣ كانت الحالة الديمقراطية في تركيا نشطة للغاية وتسمح بالحركة لكل من يقدم برنامجا الخطأ التي وقعت فيه هيكلية الدولة التركية أن سهولة الحركة لم تدقق في كيفية سيولة الأموال وماهيتها لذلك رأى غولن أن أربكان سيكون عائقا في طريقه فرأى أن يرشح أحد طلابه المغمورين (غير المتعلمين) حيث رشح تلميذه الذي ظن أنه سيكون تحت جناحه أردوغان شخصية بوهيمية غير متعلمة حيث لم يكمل سوى ثانويته وسنة وحيدة في الدبلوم أقول بوهيمية لأنه باحثا عن الشهرة بأي طريقة كانت حيث كان لاعب كرة قدم مغمور لم يبرز حتى شهرته فيها بعدها تم انتخابه عمدة لبلدية مدينة إسطنبول من قبل حزب الرفاه الإسلامي في عام ١٩٩٤ بدأ في حينها اربكان بتحسس فشله على المستوى الحزبي الهيكلي وظهر ذلك من خلال محاكمان لأعضاء حزبه بتهم فساد وتحريض على الكراهية وفي عام ١٩٩٨ اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية وتم ايقافه من منصبه وحكم عليه بالسجن لمدة ١٠ أشهر بسبب اقتباسه أبياتاً من شعر تركي أثناء القائه خطاباً في مدينة سعرد أبيات كانت عنصرية وتعبر عن عقلية الرجل العقيمة أحد أهم أصدقاء اردوغان كان وزير الخارجية التركي السابق السيد أحمد داوود اوغلو ويقال أنه أحد من رسم خطوط العرض لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا لأن اردوغان ظل لغاية عام ٢٠٠٥ مغمورا في السياسة لا يقوى على صياغة خطاب نظرا لفقره الأكاديمي والتنظيمي عندما فقد اربكان شعبيته وقوته حاول غولن الداعية اقتناص الفرصة إلا أن محاولته باءت بالفشل لأنه من يربي ذئبا لن يأمن غدره الشخصيات الثلاثة التي تدبرت امر القيادة كانت السيد عبدالله غول والسيد احمد داوود أوغلو وأردوغان ليأسسوا اسوء صورة من نسخ الإسلام السياسي التي بدأه أربكان كحركة منظمة واستكملها فتح الله غولن مجتمعيا ربما واستكملها اردوغان،

الأمر الأكثر توحشا والذي اعتمده أردوغان فيما بعد عام ٢٠١٥ هو أن النظام البرلماني العلماني الذي أوصله لكرسي الحكم بدأ يزعج أردوغان هو أن الدستور والقوانين تكبله على مستوى حرية حركة الهيمنة حيث كان كرئيس وزراء منوط به العمل في الدولة كوزير اول ولكن هناك سلطات أعلى منه وهو القضاء وحتى القيادة العسكرية ليست مرهونة كلها بالحكومة فإنها أيضا تخضع لشؤون قرار مؤسساتي قضائي هذه المعطيات أوضحت أنها سيف ذو حدين حيث يبرز من خلال علاقات اردوغان السابقة التي سرقها من سابقيه أربكان وغولن كانت علاقات موجودة في الظلمة وفي النور حيث اشترك مع المافيا التركية وبعض جماعات عسكرية في الجيش فيما عرف بتنظيم #ارجنكون هذا التنظيم كان مواليا للحلف الشرقي (الروسي الصيني الإيراني) معظمهم من العلويين وكانت جهة معادية للجبهة الغربية في الجيش التابعة للناتو واقول غربية لأنها تحمل قيم ديمقراطية علمانية مفتوحة نزيهة (نسبيا) نستطيع فهم ذلك من التغير السياسي في المواقف الإقليمية والدولية على حد سواء أهمها في القضية السورية حيث كانت الحكومة التركية منحازة لجانب المعارضة بشكل منقطع النظير حيث سمح لجبهات مسلحة وسياسية وإعلامية سورية للممارسة مهامها في ضرورة التخلص من حكومة الرئيس بشار الأسد ولكن التحول المفصلي أن تنظيم أرجنكون (العلوي) الذي رأى في عبدالله غول واحمد داوود أوغلو شخصيتين سنتين ينحزان للسنة على حساب الطوائف الإثنية الأخرى في الطرح المقبل سنشرح حيثيات ما سمي بالإنقلاب المزعوم الذي حدث في عام ٢٠١٦ والذي شكل نقطة مفصلية في السياسة التركية برمتها،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#تركيا

🇹🇷🇹🇷🇹🇷

No comments:

Post a Comment

📍 A message to the Global South: "Don't fall victim to the Russians"

The dictatorial Vladimir Putin's regime classifies feminist, liberal and centrist movements as terrorist targetsAt the same time, they p...