Thursday 6 June 2019

القيادة هي فن اتخاذ القرار عن السودان أتحدث!!!

يقول #سيمون_سينك "مهمة القائد ليست القيام بالعمل من أجل الآخرين بل مساعدة الآخرين على معرفة كيفية القيام بذلك بأنفسهم وإنجاز الأشياء والنجاح بما يتجاوز ما اعتقدوا أنه ممكن" ويقول‏‎#كين_روبنسون "دور القائد الإبداعي ليس أن يكون لديه كل الأفكار دوره لابد إن يكون خلق ثقافة حيث يمكن للجميع أن يكون لديهم أفكار ويشعرون بأنهم يقدرونها" هناك فكرة في أفريقيا عامة حضاريا لا يمكن التطور إلا بتطوير القطاعات الحضارية الأولى والمرور بأدوات الحضارة الأولى ضمن إطار المثلث المنقوص الضلع (كما هي سلم التطور الحضاري) بالإنتقال من التطور الزراعي للتطور الصناعي للتطور المعلوماتي ثم إدراج التكنولوجيا كراعي قوي لكل قطاع إلى ان تنتقل بعد ذلك إلى دول ناشئة بعد كونها دول نامية وهذا ما حصل في كل من جنوب أفريقيا وكينيا والسينغال قديما و #إثيوبيا و #روندا حديثا قرابة ١٢ دولة عربية عضو في إفريقيا وأكثر من ١٥ دولة إسلامية عضو في إفريقيا ماذا قدموا للقارة السمراء؟! وما علاقة ذلك بالسودان خصوصا بعد انقسامه؟! وما هي أسباب تعليق الإتحاد الإفريقي لعضوية السودان؟! وما هي سبل الحل في السودان؟!،

بالنظر للتاريخ الإفريقي في أحدث الدول النامية استقلالا عن القوات الأجنبية تعتبر حضارات افريقيا أحد أعضاء مثلث الحضارات المؤسسة والمطورة للحضارات الحديثة فحضارة النيل من منبعها في بحيرة فيكتوريا للبحر الأبيض المتوسط وحضارة القرب من المحيط الهندي والأطلسي إضافة إلى قربها من مضائق بحيرة كمضيق باب المندب والمؤدية لقناة السويس ومضيق جبل طارق المحادي للقارة الاوروبية إذا فنحن نتحدث عن قارة قلب العالم حضاريا وثقافيا واقتصاديا لم تستطع الثيوقراطية (الحكم الديني) التغول على حكم هذه الحضارة ولم تنجح أيضا القوة العسكرية التحكم بإدارة هذه القارة في القيادة العامة على مستوى الثبات في ظل ثبات الحكم القبلي المختلط ما بين الجهوي القديم والحديث،

لذلك لم تثبت سلطة الأحكام بالافريقية حيث عرفت إفريقيا بكثرة الإنقلابات وعدم الثبات لا على مستوى الثيوقراطية ولا على مستوى العسكرية كانت أول دولة إفريقية تنشئ حكما متزنا هي دولة جنوب افريقيا تعتبر من اقدم الدول الإفريقية والدول النامية التي تحصلت على استقلالها التام عن المملكة المتحدة في عام ١٩١٠ إحتاجت الدولة قرابة ٨٥ عام حتى استطاعت الاستقرار على نظام حكم رغم أنها أكثر دولة تحتمل عرقيات افريقية واسيوية واوروبية ولاتينية وعديد من اللغات والأديان بعد صراعات دامية إلا انها استطاعت الدخول وكسب ثقة دول الكومن ويلث كدولة عضو مؤسس بالرغم أن دول الجوار و الدول الأعضاء في التجمع الأفريقي كان محبطا لخطوات دولة جنوب افريقيا إلا أنها استغلت هذه النقطة لتحويلها لنقطة قوة لاحقا كذلك الأمر مع كينيا والسينغال كأمثلة قديمة وإثيوبيا وروندا كأمثلة حديثة،

بالنظر للسودان فالسودان تمتاز بأنها دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي ودول الشرق الأوسط وعضو مؤسس في الجامعة العربية وكتجمع اقتصادي هي في منظمة التحرير الأفريقية لاحقا في الإتحاد الأفريقي دولة تقع على حوض النيل ومن دولها المهمة على حدودها البحر الأحمر ومضيق باب المندب وقناة السويس وإلى وقت قريب توصف بأنها سلة غذاء غنية وأبرز الدول الصالحة لزراعة القطن والأرز والنفط والغاز وبالرغم أن التاريخ لا يذكر بأن الحضارة السودانية وتحديدا النوبية المشتركة في خطوط حضارية مع الحضارات الفرعونية هي من الحضارات المؤسسة للفلسفة والحضارة القديمة ولكن تبقى أهم نكسة هي دخول الحضارة العربية الإسلامية إلى السودان حيث تحولت السودان من مهد لحضارة ٧٠٠٠ آلاف عام ما قبل الميلاد إلى نقص في الناتج الحضاري منذ دخول الحضارتين العربية والإسلامية والسبب الرئيس في ذلك ضعف الشخصية الأصلية السودانية في ترجمة الإنخراط الحضاري بين حضارتي النوب والأمازيغ والحضارتين العربية والإسلامية والشخصية والهوية الإفريقية لسودان وربما أبرز دليل على عجز الحضارتين العربية والإسلامية هو الإنقسام الأخير بين السودانين بشقيه الشمالي والجنوبي،

في الشمال السوداني امتازت الدولة بوفرة الأفكار الحضارية ودليل على ذلك وجود أكبر تجمع حزبي بقرابة ١٠٠ حزب لكن فشلت هذه النوعية والغزارة في الأفكار لترجمة انخراطها على الكم العددي وبالتالي استغل النظام الثيوقراطي والعسكري على حد سواء جمود الأفكار وشق الصف لوجود تكتل ميت حضاريا وجامد جمود الصخور في ديمومة التغيير من أهم المقولات التي أؤمن فيها شخصيا (الذكاء هو القدرة على التكييف للتغيير) وهذا ما فشل فيه السودانيين للتغيير بعد المزج بين الثيوقراطية الدينية و العسكرية بين حركتي #حسن_الترابي و #عمر_البشير على مدار ٣٠ عام بعد انقلاب أبيض تحت شعار ديني على أحد أبرز الساسة المتحركيين #جعفر_النميري (رغم أن النميري عسكري إلا ان توجهه اليساري حرك جمود الحكم العسكري التقليدي وسلم الحكم بسلاسة دون أحداث دامية) إلا أن انقلاب الترابي تحت شعار ديني مقيت إلا ان الانقلاب لا يدوم فجاء انقلاب عسكري تحت شعار ديني أكثر تطرفا بقيادة البشير (العسكري)،

تمييز الشعب السوداني للأفكار الفلسفية النوعية شكل في ٢٠١٩ انفجارا لا استطيع تسميتها بثورة لأنها ثورة لم تكتمل في اجتثاث تحالف الثيوقراط الديني مع القمع العسكري لضعف وفشل الأفكار لانتشارها وتعميمها كقانون مدني تعليق العضوية الإفريقية امر معتاد في افريقيا فقد شهد الإتحاد الإفريقي تعليقا لعضوية عدادا من الأعضاء وكلها كانت بسبب أحداث عسكرية تحديدا وصفت بالإنقلابات ك (المغرب (لأسباب تتعلق بقبول الصحراء المغربية)، غينيا، مدغشقر، إريتريا، جمهورية إفريقيا الوسطى و مصر) وبالتالي تعلييق عضوية السودان ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ومرهونة عودتها بالحل السياسي في إبريل الماضي شاركت في ندوة مع عددا من السياسيين الأردنيين بقيادة الدكتور مهند مبيضين وكان رأيي في ورقة النقاش التي صدرت عن مركز الدراسات الذي اقام حلقة النقاش تلك أن السودان مفتوحة على كثير من السينارويهات واوضحت في حينها أن السودان يحتاج لمدة زمنية لا تقل عن تلك الفترة التي حكم فيها النظام الذي شهد دمج نسخة سيئة من الحكم الثيوقراطي العسكري للحصول على دولة مدنية منتجة لكن مرهون ذلك بالعمل على إنشاء عقد مجتمعي بالتحاور بين الأفكار النوعية الفلسفية المطروحة على الساحة السودانية،

الدعوة التي دعا لها أبرز السياسيين السودانيين رئيس حزب الأمة السوداني السيد #الصادق_المهدي للحوار بين قوى المعارضة حيث لا يمكن أن تكون بيانات حركة فتية (حرة قوة الحرية والتغيير) منفردة بريثم الشارع والحوار مع المجلس العسكري وكانت كلمته "الحكمة مطلوبة" جدا مهمة في فهم بداية طريق الحل الإشكالية تكم في شقين شق خارجي وشق داخلي حيث الشق الخارجي من ناحية الروس وحلفهم الشرقي بقيادة الصين لديها استثمارات عسكرية مع المجلس العسكري السوداني وذلك منذ حكم البشير في عام ٨٩ والحلف الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية الذي يرى بأن على العسكر تسليم السلطة للمدنيين مباشرة مطلب مهم وكلا النظرتين خاطئتين في رأيي المتواضع لأن استمرار العسكرية في العكم سيعيد انتاج بشير آخر وربما تكون نسخة أسوء وإعطاء السلطة للمدنيين مباشرة بدون خبرة فشلت في ترجمة حركتها الثورية المنقوصة على المجتمع تثبت أنها لن تنجح في الموازنة بين كفات الحكم التشريعي القضائي والسياسي التنفيذي والعسكري والحضاري الثقافي لذلك استئناف الحوار مطلب على ان تكون بين ثنائية القطبية الدولية والداخلية على حد سواء فيجب اقناع قوى الحرية والتغيير على ادراج اطراف معارضة أخرى بالإضافة للعسكر لأن المزيد من الإنقسام سيؤدي بالضرورة لتوغل عسكري سياسي دولي سيكون جامع لأقطاب صراع إقليمية كالقوى الخليجية ومصر وإفريقيا ليست بالبعيدة نتمنى التعقل والحكمة من أصراف الصراع ونتمنى السلام والحكمة للسودانيين،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#السودان

🇸🇩🇸🇩🇸🇩

No comments:

Post a Comment

📍 A message to the Global South: "Don't fall victim to the Russians"

The dictatorial Vladimir Putin's regime classifies feminist, liberal and centrist movements as terrorist targetsAt the same time, they p...