Monday 3 June 2019

ما الدروس المستفادة من النفق المظلم الذي دخله الحزب الإشتراكي الألماني (SPD)؟!

"في النهاية حكمة #الديمقراطية تعتمد اعتمادا وثيقا على حكمة #المرونة" كانت هذه كلمات السيد #هيربيرت_فايخمان أحد أبرز شخصيات الحزب الديمقراطي الإجتماعي "لأنه عندما يكون الجيد قيد الدراسة ويكون العنصر الأخلاقي هو السائد والسيد فيجب اعتبار الحقيقة أكثر ميولا إلى الفن منه إلى العلم ومنه نستخلص عموما أن الحفاظ على الوحدة في العمل شيئا ضروريا علاوة على ذلك يعتبر الفن أكثر صوره شمولية ويتم مناقشته لأن الحوار يشمل كل شيء مرتبط به ومن من أعظم وجوهه الدولة التي تعتمد القليل من تجميل الوجود الحسي" كانت هذه كلمات الرائع #فريدريتش_إيبرت أيضا أحد ابرز وجه الحزب الإشتراكي الديمقراطي عندما نقول بأن هذا الحزب هو حزب ألمانيا فإننا لا نبالغ هنا فهو أقدم الأحزاب الألمانية واكثرها عددا بل والأكثر من ذلك الأكثرها نوعا في ألمانيا منذ أكثر من مئة عام فماذا حصل لمكينة الاشتراكيين الديمقراطيين؟! هل تعطلت حقا؟! هل يعني أن الفارس ترجّل؟! وهل من مصلحة اليسار التقليدي ضعف الجبهة اليسارية الوسطية؟! وهل أصلا ستذهب أصوات ناخبيه لليسار؟!،

رغم أن حزب الإشتراكيين الديمقراطيين ناتج عن دمج حركتين ألمانيتين اشتراكيتين قبيل ولادة الإشتراكية ضمن الدول في عام ١٨٧٥ كانت الأولى تتبنى أفكار الفيلسوف الألماني الفذ #فرديناند_لاسال والثانية تتبنى أفكار الفيلسوف الألماني الفريد #كارل_ماركس وعندما دمجت الحركتين قرر أبرز قادات التجمع الإشتراكي الديمقراطي على تفنيد مبادئ كارل ماركس واصلاح الإمبراطوريات الخمسة الألمانية كان فريدريتش إيبرت على سبيل المثال يرى بأن الإمبراطورية الألمانية مختلفة عن باقي الإمبراطوريات خصوصا وأنها أنتجت أحد أهم من قاد الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي الألماني المستشار الأول #أوتو_فون_بسمارك ولذلك كان الحزب من معارضي الحرب العالمية الأولى وكان أيضا احد أبرز اعضاء الحزب السيد #كارل_كاوتسي احد من هاجم الثورة البلشفية وقد قال في مذكراته "كنت أرى البلاشفة كمنظمة تآمرية استولت على السلطة بانقلاب وأحدثت تغييرات ثورية لا تتوافق مع الواقع الاقتصادي لروسيا وبدلاً من الانتقال إلى المجتمع الاشتراكي تم الانتقال إلى مجتمع تسيطر عليه البيروقراطية تفوق مآسيه مآسي المجتمعات الرأسمالية الغربية" ولذلك أطلق #لينين جملته الشهيرة أقتلوا #كاوتسي فهو مرتد حقيقة أكثر من قرأ كارل ماركس قراءة معمقة سواء بعيون ناقدة أو متوائمة هم الإشتراكين الديمقراطيين وبالرغم من أن اعضاء الحزب معظمهم غادر المانيا فترة الحكم النازي لان النازية اليمينية الشعبوية أوقفت هذا الحزب عن العمل نهائيا،

في عام ٤٦ سارع كل الاعضاء للعودة لألمانيا بالرغم من قوى الحلفاء مكنت الديمقراطيين التقليديين الحكم بقيادة الرائع #كونراد_أدناور لكن تمكن الحزب من هيكلة نفسه وكسب ثقة الناخب الألماني في عام ٦٦ حتى توضدت علاقاته مع حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي وشكلوا سويا فترات رائعة في إئتلافات حكومية مع التجمع المسيحي وكانوا أحد شطري النواة التي زرعت مبدأ السوق المفتوح الذي تحكمه ماليا الإشتراكية الإجتماعية ومن حيث الدستور والقانون فتمنح صفة الديمقراطية على الواقع المعاش كان هذا جميلا إلا أن توحدت المانيا واستطاع الحزب المنافس والشريك في آن أن يعطي شخصيات ذات وزن وقوة شعبية وفن الخطابة أي في عام ٩٠ وكان أبرزهم المستشار الراحل الرائع #هيلموت_كول لربما ضعف المانيا الاشتراكية الشرقية وتوحيدها مع الغربية التي لم تنتظر يوما لبدء العمل على سد هوة الشرق مع الغرب وانفتاحهم بعد العزلة السوفيتية إن جاز التعبير لذلك لم يقدم الحزب في رأيي الشخصي المتواضع سوى شخصيتين قويتين السيد #غيرهارد_شرودر المستشار الألماني السابق والسيد #زيغمار_غابرييل لأنهما يملكان خبرة عملية وعلمية مكنتهما من فرض شخصيتهما على الساحة السياسية الألمانية،

الحزب بدا بالضعف في فترة رئاسة السيد #مارتن_شولتس ليس لضعف خبرته العملية بل العلمية فهو حاصل على دبلوم مكتبات ولكن تناسى أن الحزب قائم على النظرية الفلسفية بحيث لو نستعرض أبرز شخصيات هذا الحزب سنجد ان معظمهم من الأساتذة والفلاسفة و المفكريين والكتاب أبرزهم: ١. #إدوارد_برنشتاين ٢. #روزا_لوكسمبورغ ٣. #ماكس_براور
٤. #كارل_كاوتسكي ٥. #هربرت_وايخمان
٥. #كيته_شتروبل ٦. #رودولف_روس ٧. #سوسن_شبلي ٨. #غيرهاد_شرودر ٩. #زيغمار_غابرييل،

اليوم يعاني الحزب ليس في نقص الشخصيات الفلسفية المفكرة وحسب بل أن الحزب أشبه بماكينة فولكسفاجن عمرها ٧٠ عام ثري من يملكها ولكنها غير صالحة للخدمة إذا فعملية الهيكلة والحوار وتجديد الدماء الفكرية الموائمة لعصرنا الحالي بظرفيه الزماني والمكاني بات مطلبا ملحا لكي لا يفقد الحزب كراسيه ومكانته لدى الألمان،

أولا خسارة هذا الحزب فقدان كفة الميزان الوسطية لألمانيا فالحزب الحاكم الحالي حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي يعتبر حزبا وسطيا يمينيا (وهو الآخر لا يختلف بمضمون مشاكله عن حزب الإشتراكيين الديمقراطيين) إذا فكفة الوسط ستميل لليمين اكثر خصوصا بعد نمو اليمين المتطرف ووجود سلبي لليسار التقليدي ثانيا تراجع كفة الوسط لمصلحة الاقطاب ستجعل المجتمع لا يؤمن إلا بالافكار القومية المتشددة وبالتالي سيبرز وجه قبيح لديمقراطية لن يوجد تذكرة عودة فيه عن التطرف اليمني كما حصل إبان (الفترة النازية) والعالم يشهد بروز الاطراف الحادة في شكله الحالي ثالثا تعتمد المانيا بسياستها الحكيمة بجزء وسطي منها على هذا الحزب وبالتالي ستفقد المانيا ٥٠% من إرثها الديمقراطي لذلك وجب التحذير من الانجرار للانقاس الداخلي للحزب والعمل خلال العامين ونصف القادمين على الهيكلة لأن انتخابات ٢١ القادمة ستكون حامية الوطيس خصوصا وان المحبوبة ميركل سترحل،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#هنا_ألمانيا

🇩🇪🇩🇪🇩🇪

No comments:

Post a Comment

📍 A message to the Global South: "Don't fall victim to the Russians"

The dictatorial Vladimir Putin's regime classifies feminist, liberal and centrist movements as terrorist targetsAt the same time, they p...