Thursday, 20 January 2022

هل سيتكرر سيناريو جزيرة القرم أم أن مسلسل المكاسب سيستمر؟!

٢٠ يناير ٢٠٢٢

‏سنتحدث عن اخر التطورات فيما يخص الازمة الاوكرانية والتي اصبحت حديث العالم مع دق طبول الحرب 
سوف تجدون في هذا المقال سيناريوهات الأزمة الأوكرانية التي أراها الأقرب حدوثا في الوضع الراهن وكيفية استمرار المكاسب لعدة أطراف منها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشركات السلاح!

الازمة في أوكرانيا ليست وليدة اليوم بل هي امتداد لسنوات طويلة منذ تفكك الاتحاد السوفيتي على الاقل حيث استقلت دول كانت جزء من تركيبة الاتحاد السوفيتي مثل اوكرانيا والتي منذ ان جاءت حكومة موالية للغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية حيث نجح الغرب في التوغل بأقرب نقطة كانت جزء هام جدا لروسيا وهي اوكرانيا منذ ذلك الحين استمر النزاع هو سيد الموقف حيث حاولت روسيا بكل جهدها تحريك الموالين لها في الداخل الاوكراني مما نتج عنه حرب بين اوكرانيا وحكومتها الشرعية مع المتمردين الاوكرانيين الذين يتبعون الروس صحيح توقفت الحرب على شكل هدنة لكن مازال فتيل الصراع يلوح بالافق في اي لحظة

قبل اكثر من شهر نشرت الاستخبارات الامريكية تقارير تؤكد ان روسيا عزمت النية على غزو اوكرانيا خاصة مع الحشود العسكرية الروسية على حدود اوكرانيا اعتبر الغرب ذلك هو استعداد لعمل عسكري روسي لغزو اوكرانيا الامر الذي نفته روسيا عن نيتها غزو اوكرانيا حسب تقارير عدة سبق وان ذكرت في بداية الازمة الاوكرانية استحالة قيام بوتين بغزو اوكرانيا علما ان الحلفاء الغربيين خاصة واشنطن عبروا ادارة الرئيس بايدن رفضهم ارسال قوات امريكية دعماً لاوكرانيا واقتصرت التهديدات بعقوبات مشددة على روسيا فُسر هذه الردود على أنها منحت الضوء الاخضر لبوتين بالتصرف كما حدث في مسألة جزيرة القرم عندما كان بايدن نفسه نائبا للرئيس #باراك_أوباما لكن بوتين لن يقع بهذا الفخ والذي سيكلفه كثيرا ويكون نقطة كبيرة لتحشيد غربي ضد روسيا لذلك ومع مرور اكثر من شهر لم نسمع على ارض الواقع اي غزو روسي كما تصوره الالة الاعلامية الامريكية عن هجوم مؤكد قادم لغزو اوكرانيا من قبل روسيا

السؤال الذي يطرح نفسه هنا: لماذا كل هذه الضجة الاعلامية الأمريكية والتي تؤكد يوم بعد اخر عن غزو مؤكد لأوكرانيا من قبل روسيا؟!
كما ذكرت باتت ادارة الرئيس بايدن خاصة مع انخفاض كبير في شعبيته حسب استطلاعات الرأي داخل امريكا لذلك يريد بايدن تحقيق نصر بملف اوكرانيا ولو شكليا لكن كيف تحقق ادارة بايدن نجاح في ملف اوكرانيا؟
من متابعة دقيقة بالفترة الماضية خاصة بهذا الحدث وجدت ان ادارة بايدن تعلم أن بوتين لن يقوم بغزو شامل لاوكرانيا عسكريا لذلك تكرار تهديدات بايدن للروس بإيقاع عقوبات اقتصادية مدمرة للاقتصاد الروسي تهدف مع مرور الوقت تسجل انتصاراً وهميا ان تهديداتها للروس بوقف غزو اوكرانيا جاءت بنتيجة وان تشدد بايدن ضد روسيا حال دون الغزو وهذا ما يريده الديمقراطيين في واشنطن الان خاصة قبيل الإنتخابات النصفية في الولايات المتحدة كما أن دولة المؤسسات الأمريكية تريد الحيلولة دون تعاون الهند مع روسيا لذلك جرى اتصال بين نائب وزير الخارجية الأمريكية بوزير خارجية الهند لضرورة التعاون العسكري وبيع مزيد من الاسلحة لنيو ديلهي وهنا تلعب شركات الأسلحة دورا مهما لذلك شكل ملف الازمة في اوكرانيا لدى ادارة بايدن اهمية قصوى الآن لذلك اعيد واكرر ان بوتين لن يقوم بمغامرة غزو شامل لاوكرانيا وكل ما هنالك ان ملف اوكرانيا مفيدة للروس وكذلك مفيد لادارة بايدن لتحسين شعبية الرئيس 

كيف تكون الأزمة الأوكرانية مفيدة لبوتين؟! ستستخدم موسكو ملف اوكرانيا بالضغط على الغرب لتحقيق مكاسب اهمها حصولها على بعض التنازلات في ملفات اخرى وبوتين يعلم انه في اكثر من موقف تصل الامور الى تأزم حقيقي مع امريكا والغرب وطبعا في نهاية المطاف يجتمعون على طاولة المفاوضات وهنا يحقق بوتين بعض المكاسب السياسية في هذه المفاوضات بالاضافة إلى أن بوتين يعلم ان واشنطن الآن غير قادرة على خوض اي حرب مكلفة خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من افغانستان وكذلك انسحابها من العراق وايضا تقليص كبير بحجم القوات للقواعد الاميركية حول العالم لذلك عرف بوتين انه لن تغامر امريكا بالدخول بحرب عسكرية خاصة ما يعيشه الاقتصاد الاميركي من ارتفاع حجم الدين الحكومي لارقام مخيفة وصلت قرب ٣٢ تريليون دولار وهذا بالطبع يعطي دلالة عن عدم خوض الولايات المتحدة اي حرب في العالم لذلك ارتفع الصوت الروسي اكثر من اي وقت مضى

وكما ذكرت سابقا في اكثر من مرة بأن بوتين لن يقوم بغزو اوكرانيا والوقوع بالفخ اذ رغم ان حكومة اوكرانيا موالية للغرب الان الا ان الغرب من مصلحته وقوع حرب مكلفة على كاهل الاقتصاد الروسي اذ يعتبر الغرب ان وقوع روسيا بالمستنقع الاوكراني يأتي من مصلحة الغرب كون جل تركيبة السكان الاوكرانيين هم روس بالاساس لذلك حال اندلعت الحرب الغرب لن يشارك بإرسال جيوش بل سوف تكون حرب الخاسر الاكبر فيها هي روسيا من هذا المنطلق توقعت استحالة ان يقع بوتين بالفخ ويغزو اوكرانيا

خلاصة ما تم ذكره:  الازمة الاوكرانية مفيدة لادارة بايدن تسجيل انتصار وهمي لتحسين شعبية بايدن كذلك مفيدة للروس كونهم سوف يستغلونه بالضغط على الغرب دون حرب لتحقيق مكاسب بملفات اخرى لذلك لا اتوقع اطلاقا وقوع غزو روسي شامل لاوكرانيا.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...