٣٠ يناير ٢٠٢١
بحسب صحيفة التايمز الإنجليزية فقد أعرب مدققو المؤسسات الخيرية في الولايات المتحدة الأمريكية عن غضبهم إزاء الافتقار إلى الشفافية حول أموال حركة #حياة_السود_مهمة منذ تنحي باتريس كولورز الشريك المؤسس للحركة وسط (تساؤلات) حول تملكها عقارات بقيمة ٣.٢ مليون دولار رفضت الحركة التعليق على من يشرف على أموالها،
من خلال إدراجاتي منذ مقتل المواطن الأمريكي #جورج_فلويد وأنا أتحدث بأن ما يحدث جنوني للغاية فالصراع في حقيقته في الغرب عموما والولايات المتحدة على وجه الخصوص هو صراع بين ايديولوجيتين يتمثلان بأيديولوجية (الرأسمالية الصحوية) او ما تسمى باللغة الإنجليزية (Woke Capitalism) وايديولوجيا قيم الأسرة او الثوابت المجتمعية،
عندما ظهرت في حركة شبه ثورية (يسار ليبرالي) اطلق عليها مصطلح woke والتي من الممكن ترجمتها ب (الصحوة) كان جوهر عمل هذه الحركة أعادة تعريف الصراع داخل المجتمع الأمريكي على أنه صراع لامساواة بين الهويات وليس صراعا طبقيا حيث عرفت الصراع على أنه صراعا بين البيض والسود، وبين الرجل والمرأة، وبين اليمين واليسار، وبين مغايريي الجنس والمثليين والعابرين جنسيا وبين الأغلبية والأقليات المهاجرة حيث غير (اليسار الليبرالي) الحديث من هدفه السابق المتمثل بإلغاء الرأسمالية ليتحول لضمان حصول (الاقليات) على نفس النصيب من الامتيازات الرأسمالية مثلها مثل الأغلبية بدون النظر للكفاءة!
هذه الحركة جاءت لتتوج مجهودات حركة الأنتيفا اليسارية المتطرفة والتي كتبت عنها مقالا مطولا -سأضع رابط المقال في التعليقات- من داخل هذه الأيديولوجيا ظهرت حركات مهمة مثل حركة حياة السود مهمة BLM و حركة أنا أيضا me too والحركة النسوية الحديثة -وهي مختلفة عن حركات النسوية التقليدية- وحركة المثليين LGBTQ واستطاعت انها تنشر مفاهيمها في اعلاميا وأكاديميا واجتماعيا وسياسيا،
لكن كيف ردت الراسمالية من ناحيتها؟!
رأت الرأسمالية ان هذه الأيديولوجيا أصبح لها جمهور ضخم ولديها مفاهيم سهله وقابلة للاستهلاك الجماهيري فقامت باتخاذ هذه المفاهيم واعادت تغليفها وقولبتها في غلاف انيق قابل للتسويق وتحقيق الأرباح
ورات أيضا أن تحويل الصراع من طبقي إلى هوياتي يقدم لها خدمة العمر التي لا تعوض
وعلى سبيل المثال اتخذت الرأسمالية قضية المثليين عنوانا وانتجت فيلم سوبرمان بطله مثلي وكذلك الأمر بالنسبة لفيلم المرأة الخارقة التي صورتها بعلاقة سحاقية مع صديقتها وتضرب عصفورين بحجر من ناحية تقدم نفسها للجمهور متبنية للقيم الثورية حول الجندر والمثلية ومن ناحية أخرى تحقق مليارات الدولارات كأرباح
وكذلك قفزت الرأسمالية الى قضية العدالة وتنتج مسلسل squid game الذي في ظاهره نقد صارم للاستغلال الرأسمالي للانسان لكن في حقيقته هو اعادة تأكيد على أنه لا بديل إلا للرأسمالية التي سيتحول (البطل) بفضلها الى ملياردير في نهاية المسلسل.
وليس هنالك من موانع ان يظهر المسلسل ناقدا للجشع الراسمالي وهو يدر ارباح تتجاوز المليار للدولار للعملاق الرأسمالي الذي انتجه!
بالمقابل جميعنا مستوعب لايديولوجيا (قيم الأسرة) او (الثوابت المجتمعية) وهي عنوان عريض تستطيع أي شخصية او جماعة قومية او وطنية او اسلامية استخدامها لمحاربة كتاب او فيلم او فكرة
قيم المجتمع نابعة من تصور مثالي للمجتمع الخالي من العيوب الذي يسيطر فيه الأب ويوجه وتخضع النساء والصغار له وتحتل قيمة الشرف بالمعنى الجنسي مكان الصدارة فيه إضافة الى قيم طاعة الدين واحترام العادات والتقاليد. قيم غامضة واشكالية لا نسمع عنها إلا عندما يكون هناك حملة تحريض
من هنا أي دعم لكلتا الأيديولوجيتين لا يغدو عن كونه صراع ماليا، اجتماعي وسياسي وليس هدفه الانتصار للقضايا الحقوقية ولنا مثالا مهما في قضية المواطن الامريكي جورج فلويد!
*ملاحظة جزء من النص منقول من صفحة الأستاذ حسين الوادعي بتصرف
No comments:
Post a Comment