١٨ مارس ٢٠٢١
يقول #بيتر_أوستينوف: "الفساد وسيلة الطبيعة لإعادة تجديد إيماننا بالديمقراطية" لغط المفهوم ام جشع النخب؟! الصحة أهم أم هو التعليم أم هي الديمقراطية؟! وپاي شكل أو مفهوم يمكنها الانقاذ؟!
المفهوم النظري للديمقراطية عبّر عنه الرئيس الأمريكي السابق #ابراهام_لينكولن في خطبته الأشهر في مدينة #غيتيسبرج ولاية #بنسلفانيا عندما قال: "الديمقراطية هي حكم الشعب للشعب عن طريق الشعب" كلام الرئيس لينكولن جميل ومغري ومثير وقد أثار حماسي
لكن هل تسير الأمور على هذا النحو؟!،
تاريخيا يمكن القول بأن الحُكُم غالبا وعلى مر العصور كان من النخب وإليهم والنخب هم الأثرياء والإرستقراطيين، وبما أن بعض النخب تنتج فإنها تنظر لعامة الناس على أنهم رعاع ودهماء لا يملكون المؤهلات اللازمة للحكم ولعلنا وبمراجعة بسيطة لأدبيات الآباء المؤسسين في الولايات المتحدة الأمريكية 🇺🇲 وطبقة النبلاء في اوروبا تقول هذا بكل وضوح وصراحة الآباء المؤسسون لأمريكا كانوا إقطاعيين، وعندما كتبوا الدستور، حرصوا على أن لا يكون قرار انتخاب الرئيس بيد الشعب مباشرة ولذا اخترعوا فكرة (المجمع الإنتخابي) لو دققنا قليلا في الذاكرة الأمريكية وتحديدا قراءة مداولات الآباء المؤسسين في مؤتمر فيلاديلفيا قال معظمهم بوضوح العامّة لا يملكون المعرفة الملائمة لانتخاب الأفضل،
الرئيس السابع لامريكا، #اندرو_جاكسون، كان شعبويا، وعندما تم انتخابه في عام ١٨٢٨، احتفل به الشعب بشكل كبير، ولم يرق ذلك للنخب في واشنطن، الذين ناصب معظمهم جاكسون العداء، لأنه في نظرهم سينجرف مع الدهماء والرعاع الذي انتخبوه واحتفوا به
وبالمناسبة: ترمب كان بهذا الخصوص نسخة من جاكسون
نظريا يستطيع أي مواطن غربي أن يترشح للرئاسة أو رئاسة الوزراء، لكن في الواقع هذا لا يحدث إلا في أفلام هوليوود، أما في الواقع، فلا يترشح ويفوز إلا النخب مثل (#وينستون_تشرشل في بريطانيا 🏴 و #توماس_جيفرسون في امريكا) أو صنيعة النخب ك (#توني_بلير في بريطانيا و #باراك_اوباما في امريكا) ومهمة الشعوب في هذه الحالة هي المصادقة في بريطانيا مثلا نظريا من يحكم بريطانيا هو رئيس الوزراء والملكة دورها بروتوكي بحت ولا علاقة لها بالسياسة يؤسفني يا أصدقاء أن أصدمكم إن هذا ليس الواقع، فالأمر أكثر تعقيدا من ذلك والتفصيل فيه طويل ومثلها معظم الملكيات الدستورية،
لا أحد يرفض الديمقراطية الحقيقية بمفهوم لينكولن النظري للديمقراطية، لكن هكذا ديمقراطية توجد في العالم الإفتراضي فقط لينكولن ذاته وهو الذي قاد حربا لإلغاء الرق كان يؤمن بأن السود درجة عرقية أدنى من البيض فهو كان ضد الإستعباد ولكنه ابن عصره فيما يتعلق بالمساواة بين الأعراق في انتخابات امريكا عام ٢٠٠٠ بوش الإبن فاز بالرئاسة عن طريق المحكمة العليا وهو ليس مؤهلا لهذا الموقع قطعا لكنه ينتمي للنخب فهو سليل أسرة ثرية ووالده من أهم رموز دولة امريكا العميقة لا يفوز برئاسة امريكا إلا من ينتمي للحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي ومن النخب أو صنيعتها،
هناك ديمقراطية نظرية لا وجود لها إلا في العالم الخيالي الإفتراضي ما يحدث في الغرب وبعض دول الشرق هي ممارسة ديمقراطية منتقاة تتحكم بها النخب أو الدولة العميقة أو المؤسسات الصلبة أو سمّها ما شئت
هذا ليس طعنا بالديمقراطية بل وصف لحالتها كما هي لا كما يراد لها أن تكون قناعتي الراسخة هي أن الوعي شرط ضروري لتطبيق الديمقراطية
عندما تطبق الديمقراطية في ظل غياب الوعي الشعبي تحدث الفوضى والخراب وهذا مشابه لأن تأتي بسيارة من نوع صيني وتلبسها رداء سيارة ألمانية.
No comments:
Post a Comment