Friday 12 March 2021

عن ماذا يبحث الدب في سنام الناقة؟!

١٢ مارس ٢٠٢١

من ميزات الدب أنه يستطيع فك شيفرة المعادلات التي تحصل أثناء سباته بعد أن يفيق جائعا في فصل تفتح الورود
ومن ميزات الجمال أنها صبورة جدا وخلافا لما هو شائع فإن سنام الجمال لا يمتلئ بالماء بل يكون مشبعا بالدهون تمكن الجمل من عدم التوقف للاتهام الطعام لوقت طويل ولا يمكن لصغار الجمال أن يمتلئ سنامها إلا بعد تناول الطعام
سبق ان ذكرت في تحليلات سابقة ان هناك توجه عام في كل من #روسيا 🇷🇺 و #الصين 🇨🇳 للتوسع اكثر في العالم وأصبح المعسكر الشرقي بقيادة بكين وموسكو يكبر يوم بعد اخر ليمتد في مناطق مختلفة من العالم وبالتحديد في الشرق الأوسط وكذلك إفريقيا بشكل ملحوظ روسيا وضعت لها قدم وقواعد عسكرية وباتت حاكمه شبه مطلقة في #سوريا 🇸🇾 خاصة بعد تدخلها العسكري هناك في منتصف عام ٢٠١٤،

‏ماذا كسبت موسكو بتواجدها العسكري في سوريا:
1️⃣ وضعت لها موضع قدم في الشرق الأوسط عبر وجودها العسكري في دمشق بشكل دائم وهذا الأمر لم يكن موجود بشكل نوعي في السابق حتى فترة الاتحاد السوفيتي الذي كان يحمل زخما من القوة أكثر من روسيا الإتحادية الحالية
2️⃣ كان التدخل العسكري الروسي في سوريا ميدانيا هام جدا لتجريب السلاح الروسي اذ بعد تحقيق انتصارات في جبهات متعددة في سوريا زادت مبيعات سلاحها
3️⃣ ايضا وهذا ربما من اهم الاسباب تمكنت روسيا نسبيا من تغيير الصورة السلبية التي قدمها الإتحاد السوفيتي في آخر أنفاسه وروسيا الإتحادية في بداية مراحل تكوينها والمتمثلة بعدم تدخلها لدعم أنظمة كانت حليفة لها مثل نظام #صدام_حسين في #العراق 🇮🇶 ونظام #معمر_القذافى في #ليبيا 🇱🇾 ونظام #تيتو في #يوغسلافيا حيث لم تفعل شي لإنقاذ تلك الأنظمة من التدخل الغربي وتغيير حكومات تلك الدول مما جعل من المعسكر الشرقي بقيادة روسيا منزوع الدسم داخل عقلية حلفائه،

‏فكان التدخل الروسي العسكري في سوريا نقطة انطلاق وإعادة الثقة عبر انقاذها لنظام #بشار_الأسد اذ شكل التدخل الروسي في اعادة الثقة ان روسيا تستطيع تقديم كل ما يلزم لحلفائها حتى رغم وقوف العالم ضد ذلك من هنا كان التدخل الروسي في سوريا نقطة هامة جدا في اعادة الثقة المفقودة أضف الى ذلك بعد تحقيق روسيا نجاح في تثبيت موضع قدم لها في سوريا زاد طموحها اكثر في دخول القارة الأفريقية وذلك عبر قيام نظام الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين بعمل مؤتمر جمع فيه كافة قادة دول أفريقيا في موسكو ونيته مؤخرا بعمل مؤتمر يجمع فيه فرقاء المعادلة السياسية في #أفغانستان 🇦🇫 خصوصا بعد نية الولايات المتحدة الأمريكية 🇺🇲 بالخروج عسكريا من كابل في الأول من مايو المقبل وبعد فراغ الحلول من دائرة صنع القرار في واشنطن واطلق بادرته بازالة كافة ديون روسيا عن دول أفريقية عديدة وسبق ان ذكرت ان هذه الخطوة خطوة ذكية من بوتين اذ هو يعلم ان تلك الدول الأفريقية لن تسطيع سداد ديونها التي تراكمت في عهد السوفيت والتي أصبحت ديون معدومة هنا قرار اعفاء روسيا بعض الدول الإفريقية من الديون وبنفس الوقت كان احد أهداف روسيا هو فتح قواعد عسكرية في عدة دول أفريقية وهذا ما تم عبر فتح قواعد عسكرية لها في دولة أفريقيا الوسطى وكذلك في السودان وربما دول اخرى، 

روسيا والصين يعملون بصمت بشكل متناسق لكسب نفوذ عالمي عبر ضخ الصين اكثر من ٩٠ مليار دولار لدول أفريقية وكذلك روسيا عن عفوها لديونها السابقة كل ذلك كي تكسب نفوذ وأسواق هامة خاصة ترويج بيع السلاح الروسي لبلدان دول أفريقيا ونفس الوضع بالنسبة للصين حيث تهدف للسيطرة المطلقة لترويج بضائعها في أفريقيا في الوقت نفسه أصبحت روسيا والصين من اكبر الدول التي تستفيد من اي خلاف يقع بين حلفاء واشنطن خاصة المؤثرين بالساحة العالمية سواء السياسية أو الاقتصادية اذ مجرد ان تقع خلاف تحاول روسيا ان تكون البديل او على اقل تقدير تقوم بتوطيد العلاقات مع تلك الدول على امل ان تكون مستقبلا في المعسكر الشرقي وهذه المعادلة ظاهريا تنجح فترة تغير الإدارات الامريكية بين إدارة جمهورية وإدارة ديمقراطية حيث هناك تباين كبير بين السياسة المتبعة لكل حاكم سواء في الداخل الأمريكي او خارجه خاصة عندما يتعلق الأمر بدول حليفة لأمريكا مثل المملكة العربية #السعودية 🇸🇦 فأصبحت حالة أشبه بتصفية حسابات بين هذه الإدارات وهذه الحالة تعطي شعور بعدم الثقة بواشنطن، 

اذ ما قامت به ادارة الرئيس الأمريكي #جو_بايدن مثلاً بفتح قضية #خاشقجي وسماحها لنشر تقرير لقضية كانت منتهية وكذلك بتهاونها مع ما تقوم به الجمهورية الإسلامية في #إيران 🇮🇷 عبر أذرعها في منطقة الشرق الأوسط بمهاجمة المصالح الامريكية بل اكثر من ذلك تكرر استهداف سفارة وقواعد امريكا في العراق ولم تقم بالرد مثل ذلك يعطي الدول الحليفة لأمريكا صورة ان امريكا أصبحت غير قادرة على حماية قواعدها في المنطقة من استهداف أذرع طهران فكيف تحمي امريكا حلفائها بل اكثر من ذلك نجد ان القرارات الأخيرة التي اتخذها بايدن فيما يخص تعليق صفقة طائرات F35 المتطورة لدولة #الإمارات 🇦🇪 العربية المتحدة وكذلك السعودية كأنها تزيد من الطين بله وتزيد من عمق الخلاف بين اهم حلفائها،

سبق وان ذكرت ان التقارب السعودي الروسي لا يرضي امريكا أبداً ولكن ساسة البيت الأبيض هم سبب ذلك اذ من غير المعقول أن تجد الرياض ادارة بايدن والتي من المفترض ان تحافظ على الدول الحليفة لها تحاول ان تشتري غضب المملكة لذلك فإن تقلب سياسات واشنطن كان له الأثر السلبي في عدم الثقة بين اهم حلفاء امريكا وفي نفس الوقت دفعت هذه السياسيات المختلطة الخليج من التقارب ولو شكليا مع روسيا والصين لذلك على امريكا ان تعيد النظر في سلم سياسيتها في المنطقة وان تحاول كسب ثقة حلفائها مثل السعودية والتي تقود العالم العربي والإسلامي وليس صنع خلاف، 

ليس هذا فحسب بل قد يمتد عدم الثقة الى حلفاء امربكا في آسيا و #الإتحاد_الأوروبي 🇪🇺 طالما وجدت صمت وهشاشة في قيام امربكا بواجباتها لحماية امن تلك الدول مثل #كوريا_الجنوبية 🇰🇷 و #اليابان 🇯🇵 و #الهند 🇮🇳 من هنا اي تصادم تقوم به أدارة بايدن الان مع حلفاء امريكا سوف تكون روسيا والصين الكاسب الأكبر وكذلك كي لا ننسى لو دققنا اكثر في المعسكر الشرقي بقيادة الصين وروسيا نجد انهم ينتظرون على احر من الجمر ان تكون علاقتهم مع حلفاء أمريكا متطورة بشكل كبير جدا لما تملكه من أهمية وتأثير على اقتصاد العالم حتى طهران تعتبر ضمن المعسكر الشرقي ومازالت روسيا تدعمها وكذلك الصين،

ومن يحرك طهران نسبيا في الخليج مثلا والمنطقة العربية من خلف الكواليس هو ذاته من يحرك كوريا الشمالية لزعزعة الأمن ضد كوريا الجنوبية واليابان وهما الصين وروسيا اذ هذه الدول تربطها حلف استراتيجي مع طهران وبيونغ يانغ لذلك تحريك هذه الدول لطهران مثلاً هو لصنع خلاف بين امريكا وحلفائها خاصة في الخليج بحيث مع مرور الوقت يزداد عمق الخلاف وذلك بصمت واشنطن عن طهران وكذلك كوريا الشمالية مما يدفع دول حليفة لأمريكا للتقارب اكثر مع روسيا والصين حتى لو على مستوى آني وفي نفس الوقت تكون على حساب علاقة تلك الدول مع امريكا الخلاصة على امريكا ان تعيد الثقة اكثر لحلفائها هناك معسكر قوي تقوده روسيا والصين بكسب نفوذ وتوسع في دول العالم وتعمل خاصة على كسب دول مؤثرة وحليفة لأمريكا مستغلة الصراعات بين الإدارات الامريكية.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...