Friday 19 March 2021

بين أخلاق بروكسل وغطرسة كل من لندن وواشنطن مسافات جعلت الإتحاد يظهر على أنه ضعيف ...

١٩ مارس ٢٠٢١

يتكرر في إعلام الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة عبارة "الاتحاد الأوروبي يعاني من مشاكل في تلقيح مواطنيه لأنه كان بطيئًا جدًا في التفاوض على العقود" لابد من قراءة معمقة لهذه العبارة واين تكمن أخطاء الإتحاد الأوروبي الذي ظل يتعامل بمهنية وأخلاقيات العمل المشترك مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا خلال العام المنصرم،

وقعت شركة #أسترازينيكا اتفاقية مع أوروبا لشراء لقاحها الخاص ب #فيروس_كورونا_المستجد #كوفيد١٩ 🦠 قبل يوم واحد من اتفاقها مع المملكة المتحدة حيث أدلى الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا بشهادته في جلسة استماع في البرلمان الأوروبي الشهر الماضي أن أولوية توريد اللقاحات للمملكة المتحدة جاءت من شرط في اتفاقية تمويل الأبحاث الذي وضعته المملكة المتحدة لتلزم الشركة فيه حيث وقعت أكسفورد اتفاقية بين حكومة المملكة المتحدة في يناير من العام الماضي حيث دخلت شركة استرازينكا في الشراكة مع حكومة لندن وجامعة أوكسفورد في مايو من العام الماضي حيث كانت المملكة المتحدة ذكية بتوقيعها لتمويل أبحاث اللقاح قبل أن يضرب الفيروس أوروبا بضراوة لكنهم اتخذوا خيارًا من خلال جعل التمويل مشروطًا بأن يحصل البريطانيون على جرعات من أي لقاح أولاً وقبل أي أحد #ألمانيا 🇩🇪 بدورها مولت أبحاث شركة بيونتيك بدون وضع شرط حصولها او حصول اوروبا على انتاجها اولا!!!،

في هذه الأثناء في مارس ٢٠٢٠ حاول الرئيس الأمريكي السابق #دونالد_ترمب دون جدوى سرقة شركة بيونتيك من ألمانيا لضمها للولايات المتحدة على الرغم من خطوة ترمب التي كانت لابد ان تكون خطوة تحذيرية لألمانيا وبروكسل لم يشك أي شخص في الاتحاد الأوروبي على ما يبدو أن تكون فكرة شراكة بين شركة بيونتيك الألمانية  وشركة بفايز الأمريكية سيئة لأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي يفصلوا الملفات ويتعاملوا بأخلاق حسنة خصوصا في ظل وباء يفتك بالعالم أجمع ولكن لم يكن هذا النهج الألماني الحيادي الجنسية لشراكات في انتاج الأدوية هو النهج المستخدم في لندن وواشنطن،

كانت أكسفورد في الأصل تتعاون مع شركة ميرك الأمريكية لكن حكومة المملكة المتحدة نقضت الأمر وجعلتهم شركاء مع شركة أسترازينيكا ومقرها المملكة المتحدة هذه الخطوة جاءت بعد قلق لندن من قيام الولايات المتحدة بتسيس مسألة انتاج اللقاحات وتبين أن قلق المملكة المتحدة بشأن قومية اللقاح في الولايات المتحدة له ما يبرره وبعد تأمين الشراكة بين بيونتيك وبفايزر بدا أن ترامب ليس في عجلة من أمره لتوقيع عقود شراء اللقاحات من بفايزر حيث آمن جرعات الولايات المتحدة من خلال هذه الشراكة حيث تتمتع شركة بفايزر بقدرة إنتاجية هائلة في الولايات المتحدة وإذا منع قانون المشرعين الأمريكيين تصدير أي من تلك الجرعات المصنوعة على الأراضي الأمريكية فسيتعين عليهم استخدامها داخل الولايات المتحدة في كل الأحوال ويمكن رؤية نتيجة ذلك في سلسلة التوريد الحالية حيث تستخدم مصانع الولايات المتحدة لتزويد الداخل في الولايات المتحدة اما مصانع الاتحاد الأوروبي فإنها تستخدم لإمداد العالم،

في الواقع كانت هذه الرمزية مؤشرا إلى خباثة لندن وواشنطن حول استخدم ترامب وبايدن قانون الإنتاج الدفاعي كأساس قانوني لحظر توريد انتاجهم للعالم!!! أيضًا في ديسمبر من العام الماضي استخدمت المملكة المتحدة والولايات المتحدة طريقة ترخيص لاستخدام لقاح بفايزر  في حالات الطوارئ بينما استخدم الاتحاد الأوروبي طريقة الموافقة على التسويق المشروط الأكثر حذراً مما أدى إلى موافقة الاتحاد الأوروبي بعد اسبوعين لثلاثة أسابيع لاستخدام لقاح استرازينكا وأعطت المملكة المتحدة الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح استرازينكا في الثلاثين من ديسمبر وعندما أعطى الاتحاد الأوروبي موافقة تسويقية مشروطة لشركة استرازينكا في ال ٢٩ من يناير الماضي أبلغت الشركة الاتحاد الأوروبي بأنها لن تفي بوعد تسليم الجرعات الأصلية بسبب مشاكل الإنتاج في مصنع الاتحاد الأوروبي ويبدو ان اللقاحات التي كانت محجوزة لبروكسا اعطيت للندن!!!

المفوضية الأوروبية قالت بدورها إن شركة استرازينكا وقعت عقدًا قائلة إنها ستستخدم جميع مرافق الإنتاج الأربعة اثنان في المملكة المتحدة واثنان في الاتحاد الأوروبي لتسليمها إلى الاتحاد الأوروبي لذلك يجب تعويض النقص بالصادرات من المملكة المتحدة لكنها تراجعت بحسب تصريح الرئيس التنفيذي لشركة أسترازينيكا الذي قال لم نستطع تزويد الإتحاد الأوروبي بالنقص بسبب بند (المملكة المتحدة أولا) الذي وضعته لندن اندلعت تلك المعركة دون حل حيث ستقدم استرازينكا ٣٠ مليون جرعة من أصل ٨٠ مليون موعودة بها في الربع الأول من العام و٧٠ مليون جرعة من أصل ١٨٠ مليون جرعة موعودة فيها في الربع الثاني وفقًا للمفوضية الأوروبية،

في خضم ذلك كان لزاما على شركة بفايزر توريد لقاحات لكل من #كندا 🇨🇦 و #المكسيك 🇲🇽 و #اليابان 🇯🇵 وردت جميعها من مصانع الإتحاد الأوروبي بسبب عقد الشراكة بين بفايزر وبيونتيك وبسبب حظر توريد اللقاحات التي فرضته إدارة الرئيس الأمريكي #جو_بايدن حيث صدر الإتحاد الأوروبي ٤.٦ مليون جرعة لليابان و٣.٨ مليون جرعة لكندا و٤ مليون جرعة للمكسيك وهذا سخيف للغاية خاصة بالنسبة لتوريد لكندا والمكسيك التي حصلتا على جرعات اللقاح من بروكسل بدل من ميتشيغن وكالفورنيا المجاورتين لهما!!!،

حتى الولايات المتحدة تلقت مليون جرعة لقاح من الاتحاد الأوروبي وبي في فبراير و ٣.٩ مليون جرعة من جونسون آند جونسون قبل بضعة أسابيع وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مع العلم ان لقاح جونسون اند جونسون الذي يصنع في الولايات المتحدة ممنوع من تصديره للاتحاد الأوروبي تم الكشف عن هذه الأرقام الأسبوع الماضي بعد غضب الأوروبيون وفي هذا السياق قالت رئيسة المفوضية الأوروبية السيدة اورسولا فون دير لاين يوم الأربعاء إن الاتحاد الأوروبي يدرس فرض حظر على التصدير إلى الدول المنتجة للقاحات التي لا ترد بالمثل ألمانيا، إيطاليا و فرنسا يدعموا هذه الفكرة،

بالنسبة لي يبدو واضحا الخطا الذي ارتكبته بروكسل حيث اتخذ الاتحاد الأوروبي قراراته على أساس افتراض حسن النية من شركائه ولم يعتقدوا أن إجبار شركة بيونتيك ومصانعها بضرورة جعل توريد اللقاحات للأوروبيين في المرتبة الأولى امر ضروري بالنهاية افترض الاتحاد الأوروبي حسن السلوك من قبل شركائه في لندن وواشنطن لكن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تلاعبا من اجل مصلحتهم وأخطأت العديد من دول الاتحاد الأوروبي في جعل لقاحاتها متاحة وربما استغرقت مفاوضات وموافقة الاتحاد الأوروبي وقتًا طويلاً ولكن المثير للصدمة هو أنه بالنسبة للكثيرين في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يبدو أن هناك مجموعة واحدة من القواعد لهم ومجموعة أخرى للأخرين!!!

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...