Wednesday, 11 November 2020

كيف كان ترمب واليسار الرديكالي ممكنا؟!‏

١١ نوفمبر ٢٠٢٠

من متابعتي لحالة الفوضى التي جرت في الأرض التي سميت في لحظة ما (أرض الأحلام) منذ فوز المرشح الجمهوري #دونالد_ترمب وأنا أتساءل هل كانت حالة الفوضى سببها ترمب او أفكاره اليمنية التي في الغالب يعبر عنها بطريقة أشبه بالدكتاتورية وهو بيت القصيد وعنوان المقال كيف كان ترمب ممكنا؟! والسؤال المهم هل فقط ستكون الشماعة ترمب واليمين العنصري في بلاد العم سام؟! ولربما السؤال الأكثر إلحاحا هنا هل أصيبت دائرة واشنطن بالزكام الذي يحتاج مضادات حيوية (إصلاح عقد مجتمعي) ولقاحات لتفادي أي مشروع للإصابة لاحقا (ضرورة تغيير معايير عقلية الحكم)؟! أسألة مفتوحة بل كبيرة جدا على أن يتم الإجابة عليها في مقالي هذا ولكنني أحاول أن استشرف بعض النقاط تابعوا معنا، 

منذ الستينات هناك قضايا فتحت او تم الإشارة لها كدعاية انتخابة فقط ولم تجد حلولا ضمن مشاريع او خطط الحزبين الأكبر في أكبر تجمع ديمقراطي في العالم قضايا مثل:
1️⃣ التأمينات الصحية للمواطنيين الأمريكان حيث لا تزيد نسبة المؤمنين صحيا في أحسن أحوالها عن ٤٥٪
2️⃣ القضايا البيئية وهذه تأثيراتها لا تقتصر على البقعة الجغرافية الأمريكية بل تمتد للقارات السبعة بدون مبالغة وهنا اقتبس من الكاتب الصحفي الأمريكي #جيمس_غليك حينما قال في كتابه (نظرية الفوضى وعلم اللامنطق): "إن رفة جناحي فراشة في #الهند 🇮🇳 قد تودي بفيضان في الأمازون"
3️⃣ العنصرية الممنهجة قد تكون شرارة #مارتن_لوثر_كينغ (الجمهوري) هي من سلطت الضوء على العنصرية تجاه الأمريكان من أصول إفريقية لكن مسألة العنصرية في امريكا ليست حالة فردية أو متوحدة فلكم ان تتخيلوا العرقيات التي تندرج تحت مسمى مجتمع الولايات المتحدة بحيث لم يقم كلا الحزبين منذ الستينات بأي عمل يذكر سوى بضع محاولات قليلة لأن العنصرية ما زالت متشعبة في الإعلام ودور النشر والمدارس والجامعات والفضاء العام و #هوليوود تحديدا
4️⃣ فصل الملفات سياسة الحزبين انشغلت بالقضايا الخارجية والثروة السيادية دون النظر الى احتياجات الداخل في مجتمع متعدد الأعراق بل وأنه يمثل كل بقعة جغرافية في العالم حيث لا توجد جنسية غير متواجدة في امريكا لكن هل كان ترمب او اليمين السبب خصوصا وأن نسبة المنتسبيين للجمهوريين أقل من تلك المنتسبة للديمقراطيين، 

في عام ٢٠١٦ عندما تأكد للجمهوريين أن ترمب فاز بترشيح الحزب حاولوا التخلص منه قبل مؤتمر الحزب ثم قبلوا به رغما عنهم عندما هدّد بالترشح كمستقل وجمهوره سيأتي معه وهو الأمر الذي سيجعل الحزب الجمهوري منقسما وبالتالي يفقد صورته التقليدية التاريخية بعد سنتين من فوز ترمب أصبح زعيم الحزب الجمهوري وصار معظم الساسة الجمهوريين يسيرون خلفه ‏استطاع ترمب السيطرة على الحزب الجمهوري وأعاد الحزب للحياة بالشعبوية وصل الأمر درجة أن أي سياسي جمهوري في الكونجرس يطلب ودّ ترمب لمساعدته في إعادة الإنتخاب ونسبة من أعلن دعمه لهم فازوا ب ٩٦٪، 

في عام ٢٠١٦ كان ترمب غير مرغوب فيه بالحزب وفي عام ٢٠١٨ وحتى الآن أصبح زعيم الحزب ‏ترمب ليس سياسي جمهوري تقليدي فهو ظاهرة اليوم في امريكا هناك الظاهرة الترمبية -إن جاز التعبير- من هم منتمون لترمب هم شرائح من الشعب تضم البيض وأمريكان أفارقة ولاتينيين وأمريكان أصليين وغيرهم كانوا قد يئسوا من فساد ساسة واشنطن وخضوعهم للوبيات المصالح ووجدوا في ترمب الشعبوي القادم من خارج واشنطن ضالتهم ولم يخيب آمالهم ‏قبل أيام غرّد الحاكم #مايك_هاكابي تغريدة أيقظت الجمهوريين وجعلتهم يصطفون خلف ترمب في معركته الحالية حيث كتب الآتي: "ال ٧١ مليون مواطن امريكي لم يصوتوا للحزب الجمهوري بل صوتوا لترمب شخصيا وكانت هذه أعلى نسبة يتم التصويت بها للجمهوريين في تاريخ الولايات المتحدة" هذا هو الواقع ترمب صنع ظاهرة قاعدتها الشعبية من كل الأطياف والأعراق والديانات ‏يعتقد اليسار الراديكالي أن ابتعاد ترمب عن المشهد سيعيد لهم السيطرة على امريكا وهذا وهم ترمب أسّس الظاهرة الترمبية وخطط لها أن تبقى مع رموز شابة تبنّاها بنفسه مثل السيناتور #توم_كوتون وعضو مجلس النواب #جيم_جوردان وابنه #جوردان_جونيور وغيرهم الكثير ٧١ مليون امريكي خلفهم، 

‏#ميشيل_أوباما التي قالت بعد فوز زوجها #باراك_أوباما في ٢٠٠٨: "فقط الآن أشعر أنني امريكية" غرّدت أمس واستفزّت الترامبيىن كعادتها البيض في امريكا في حالة اصطفاف غير مسبوقة وذلك منذ تأسيس الحزب الديمقراطي وهم يشعرون بالخطر ففي امريكا الآن اذا كنت أبيض فلا بد أن تثبت للأمريكان من أصول إفريقية بأنك لست عنصري ‏استطاع الإعلام المضاد لترمب أن يبرمج معظم المعلقين على أن ترمب تاجر فاسد ومجنون هذا المجنون لم يدخل في حرب كما فعل بوش الابن الجمهوري ولم يكن يتاجر او يتسول سياسيا كما فعل سياسيين ورؤساء امريكان سابقين وخلّص العالم من #قاسم_سليماني وازدهر الإقتصاد في عهده قبل كورونا وأسس حركة شعبوية سيكون لها كلمة فصل في مستقبل امريكا هذا ليس كلامي بل أرقام الانتخابات المتقاربة التي كذبت كل تقارير إعلام الحزب الديمقراطي الذين كانوا يقولوا بأن الديمقراطيون سيكتسحوا الإنتخابات بأرقام مذهلة!!!،

الحالة في الحزب الديمقراطي لم تكن مختلفة عن أخوه الجمهوري فمنذ الرئيس الليبرالي نسبيا وهنا نقصد #بيل_كلينتون لم يقدم الحزب الديمقراطي أي شخصية تعمل من أجل امريكا اولا والحزب ثانيا فكما تملكت الفرقة الشعبوية فرقة الفيل (شعار الجمهوريين) فقد تملكت الاشتراكية المتطرفة فرقة الحمار (شعار الديمقراطيين)،

في ضوء ما تقدم هل تحتاج الولايات المتحدة الأمريكية إصلاح دستور #توماس_جيفرسن بالعودة إلى أحد أهم من كتب في العقد الإجتماعي الأمريكي وهو أيضا من المؤسسين إنه الفيلسوف #توماس_بين حينما قال: "الاعتدال في التعصب فضيلة و الاعتدال في المبدأ رذيلة" من حيث المبدأ الحزبين قدما أبشع الرذائل حيث لم يتمسكا او يطورا على مبادئ افكار الحزبين ومن هناك هل ترون أن الولايات المتحدة لا يمكن التحزب فيها لأي طرف؟! وهل سيقدم الديمقراطي #جوزيف_بايدن ما يمكنه من حل القضايا المفتوحة والتي ذكرناها لاحقا،

نحتاج آراء عقلانية.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...