Friday, 20 November 2020

يجب ألا تقع إدارة الرئيس الأمريكي المفترض #جوزيف_بايدن في فخ العلاقات السلسة مع الصين ‏

٢٠ نوفمبر ٢٠٢٠

قالها ذات يوم أحد الرؤساء التنفيذيين لشركة #آبل السيد #ستيف_جوبز -لروحه الرحمة وعليها السلام-: "إذا لم تكن تحب منافسيك تعلم كيف تحبهم وتثني عليهم وتستفيد منهم انتقد أعدائك بشكل راقي وصريح ولكن بأمانه" وعد بايدن أن إدارته في أول أيامها سترجع الولايات المتحدة الأمريكية 🇺🇲 لكل المنظمات الدولية وأبرزها منظمة الصحة العالمية والأونروا واتفاقية باريس للمناخ وبحسب بايدن ونائبته #كامالا_هاريس أن إدارة الرئيس الأمريكي #دونالد_ترمب قد سمحت للصين بالتقدم خطوات كبيرة للسيطرة على المنظمات الدولية بالرغم من أن بايدن يرى بأن العدو والمنافس الأول لواشنطن هي #روسيا 🇷🇺 وليست بيكين صحيح أن استراتيجية ترمب لم تكن فعالة نسبيا في لجم زمام ثوران التنين الصيني إلا أنها سلطت الضوء على المنافس الأهم لواشنطن دوليا وكلام هاريس يتناقض مع رؤية رئيسها الذي لا يرى في الصين عقبة!!!،

بايدن ذو ال ٧٨ عاما والذي سيكون أكبر رئيس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية لا يريد أن ينهي مشواره السياسي الطويل بأزمة دولية التي حذر منها أحد أهم كاتبي السياسة في بلاد العم سام السيد #هنري_كيسنجر تحاول بكين إقناع إدارة بايدن القادمة بأن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تكون سلسة وإيجابية ولكن فقط إذا تخلصت واشنطن من سياسات إدارة ترامب وتجاهلت أسوأ سلوكيات الصين والتظاهر بأن كل شيء على ما يرام يعتمد هذا المخطط على إقناع الرئيس المنتخب جو بايدن بأن الحفاظ على الانسجام في العلاقات الأمريكية الصينية أكثر أهمية من أي شيء آخر فرضية معيبة وخطيرة،

في أيامها الأخيرة كانت إدارة ترامب تطبق سلسلة من الإجراءات لصد العدوان الاقتصادي الصيني والتجسس وانتهاكات حقوق الإنسان في الوقت نفسه لا تأتي الدعوات إلى إدارة بايدن لعكس مسارها من الصين فحسب بل تأتي أيضًا من دعاة علاقات سلسة مثل وزير الخارجية السابق هنري كيسنجر الذي حذر هذا الأسبوع من أن القوتين تتجهان نحو صراع شبيه ب الحرب العالمية الأولى لكن عرض الحكومة الصينية لتحسين العلاقات يأتي بتكلفة غير منطقية اقترح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في يوليو الماضي أن تقوم واشنطن وبكين بتجميع قوائم بمختلف القضايا الثنائية ثم إزالة (القضايا الصعبة) من على الطاولة مع تنحية الخلافات جانبًا لتقليل تأثيرها على الصين والولايات المتحدة بشكل عام وعدم إلحاق الضرر بعلاقات واشنطن ببكين،

في غضون ذلك تريد بكين أن تظهر ديمقراطيتها الخاصة البعيدة كل البعد عن الديمقراطية لكن ماذا سيحدث اذا تم رفض شروطها؟! قدم مسؤول صيني لصحيفة (سيدني مورنينغ هيرالد) الأسترالية قائمة بالشروط التي تتوقعها مقابل رفع العقوبات القاسية عن صناعات التصدير الزراعية والمعدنية على #أستراليا 🇦🇺 وبحسب القائمة يجب على أستراليا التوقف عن فضح تأثير الحزب الشيوعي الصيني على أراضيها والصمت حيال قضيتي #تايوان 🇹🇼 و #هونغ_كونغ 🇭🇰 والأويغور وفتح أبوابها لشركات التكنولوجيا الصينية والتوقف عن الدعوة لإجراء تحقيق مستقل في أصول جائحة #فيروس_كورونا_المستجد #كوفيد١٩ 🦠 وقال المسؤول الصيني كذلك إذا فعلت أستراليا كل ما تطلبه الصين فسيكون ذلك (مواتياً لمناخ أفضل) مضيفاً بلغة تهديد: "إذا جعلت استراليا الصين العدو فإن الصين ستكون العدو" إن ابتزاز بكين الاقتصادي الصريح لأستراليا هو إشارة لإدارة بايدن بأن ثمن العلاقات السلسة هو الخنوع والخضوع لكن هدف أي إدارة يجب أن يكون الدفاع عن المصالح والقيم الأمريكية وتعزيزها وليس التضحية بها من أجل الثقة الزائفة بالعلاقات الودية السطحية،

هناك قلق في آسيا بشأن ما إذا كانت إدارة بايدن تفهم هذه الديناميكية في أغسطس الماضي كتب كبير الدبلوماسيين السنغافوريين المتقاعدين #بيلهاري_كوسيكان أن #سوزان_رايس التي يشاع أنها مرشحة لمنصب وزيرة الخارجية (ليس لديها أي استعداد للمنافسة) وكانت من بين أولئك الذين اعتقدوا أن على الولايات المتحدة أن تخفض التركيز على المنافسة للحصول على تعاون الصين بشأن المناخ وهذا يعد سوءا في فهم طبيعة العلاقات الدولية، 

في عام ٢٠١٣ عندما ألقت رايس -مستشارة الأمن القومي للرئيس الأمريكي السابق #باراك_أوباما- خطابًا تعهدت فيه بتفعيل نموذج جديد لعلاقات القوى الكبرى وأيدت رؤية الرئيس الصيني #شي_جين_بينغ لعلاقة قائمة على التعاون وعدم التدخل في شؤون بعضهما البعض وفي عام ٢٠١٦ أمرت رايس مسؤولي البنتاغون بالتوقف عن استخدام كلمة (منافس) عند الحديث عن الصين والبحث عن مصطلح أقل إثارة أراد أوباما ورايس العمل مع الصين في قضايا مثل تغير المناخ لكنهما فعلوا ذلك على حساب معاملة بكين بقفازات أشار #كورت_كامبل كبير مسؤولي وزارة الخارجية في الشؤون الآسيوية في إدارة أوباما في خطاب ألقاه الشهر الماضي إلى أن استعداد بكين للتعاون في مجال التغير المناخي (ليس خدمة للولايات المتحدة أو العالم) ولكنه هدف تسعى إليه بسبب  مصالحها الخاصة وهو أمر يجب أن تكون الولايات المتحدة واضحة بشأنه،

هناك الكثير من الطرق التي يمكن لبايدن من خلالها تحسين نهج ترامب تجاه الصين يجب على الرئيس الجديد أن يجعل إستراتيجية الولايات المتحدة أكثر تعددية وأكثر تنظيماً واتساقاً ويجب على إدارته الاستفادة من هدم استراتيجية ترامب بالجملة للافتراضات السابقة حول العلاقات مع الصين ما تغير في عهد ترامب هو أن الاستقرار في العلاقة لم يعد يُنظر إليه على أنه الهدف كما قال #إريك_سايرز الزميل الزائر في معهد أمريكان إنتربرايز قائلاً: "هذا لا يعني أننا يجب أن نسعى إلى عدم الاستقرار ولكن علينا أن ندرك أن عدم الاستقرار سيكون جزءًا من العلاقة" سيكون فريق بايدن أحمق للعب في مخططات بكين إذا كان بايدن ينوي إصلاح التحالفات فعليه أن يدرك أن الحلفاء مثل أستراليا يريدون دعمًا لمقاومة تنمر الصين ولا يريدون أن تتدحرج واشنطن،

تستعد مجموعة من مجموعات المصالح للضغط على بايدن للاستسلام لمطالب الصين لكن القيام بذلك سيكون معارض لأغلبية الأمريكيين في كلا الحزبين وسيكون كسرا لوعود بايدن الانتخابية بالوقوف في وجه الحزب الشيوعي الصيني يجب على فريق بايدن أن يوضح في وقت مبكر أنه لن يقبل العدوان الخارجي المتزايد والقمع الداخلي من جانب الصين في مقابل التهدئة إن العودة إلى هذا النمط من شأنه أن يسمح بتفاقم المشاكل الخطيرة مما يزيد من المخاطر طويلة المدى لنوع الصراع الخطير الذي يرغب كلا البلدين في تجنبه.

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...