Monday 6 August 2018

بين فتحية وإيزابيلا قصة ثورة لم ويبدو أنها لن تكتمل

٧ أغسطس ٢٠١٨

يقول الفيلسوف الألماني كارل ماركس: "الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة الطاغية مهمته أن يجعلك فقيراً وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً" ويتبعها قائلا: "من لم ينفعه العلم لم يأمن ضرر الجهل" ويقول أيضا: "الرأسمالية ستجعل كل الاشياء سلع الدين الفن والأدب وستسلبها قداستها" واختتم المقدمة مع مقولته: "الذي لا يعرف التاريخ محكوم عليه بتكراره" جعل الرئيس الفانزويلي نيكولاس مادورو من فانزويلا سلعة وعلقها على شماعة أميركا التي اصبحت البالية،

فجر الأمس تعرض الرئيس الفنزويلي مادورو لمحاولة إغتيال أثناء خطابه في ثكنة عسكرية من رأى الخطاب وقد رأى القادة العسكريين والسيد مادورو نفسه مرصعا بنياشين أكثر من نياشين الأباطرة الروس وكأنه خاض حروبا رغم انتهائها منذ زمن بعيد ذكرني خطابه بخطاب للرئيس المصري الراحل عبد الناصر الذي هزم في حرب عام ٦٧ وبات يغزل من هزائمه انتصارا وراحت الجموع تهتف بإسمه وكأنه جلب الجنة لهم بعدها بقرون بدأنا نرى مشاهد مؤلمة لمواطنين مصريين يفترشون الارصفة حاملين صوره وهم جياع، 

بينما خرج مادورو في كاركاس يتهم أميركا (الشماعة التي تعلق عليها خيباته دائما) بل و طأضاف إلى الشماعة الجارة كولومبيا كي يكتمل خذلان الجماهير في نص خطابه قال أنا فهمت من أين تؤكل الكتف ووعد أن ينهض بشعبه ويخرجهم من حالة الضيق الإقتصادي رغم أن حزبه ومن سبقه الراحل شافيز تربعوا على العرش لسنوات كثيرة في ظل هذا وذاك نشرت جماعة سوليدادوس دي فراناليس تغريدة على حسابها بموقع التواصل الإجتماعي تويتر تبنيها لمحاولة الإغتيال بطائرات الدرون المسيرة،

من ينظر لخريطة النفط الدولية سيعلم أن فنزويلا تنام على أكبر مخزون للنفط في العالم ومع ذلك ترى معدلات التضخم تجاوزت الألف في المئة في العالم في فنزويلا لتنفرد فانزويلا بصدارة معدلات التضخم في العالم وصلت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات غير مسبوقة في فنزويلا والمواطنيين الفنزويليين يعانون من جراء سياسات رعناء حيث تعتمد فنزويلا بنسبة ٩٠٪ من عائدات النفط ولم تسعى الحكومات المتعاقبة التي تحمل نفس الأسماء في جدول الفساد الفنزويلي فيما اعتقلت السلطات الفنزويلية بعضا من المواطنيين وذلك بتهمة محاولة الإغتيال،

يذكرني مسلسل الإعتقالات في فنزويلا بمسلسل النظام التركي في الإعتقالات الذي يضع شماعات كثيرة ليحتجز حرية المواطنين فيما احتلت تركيا المركز الثاني في قائمة التضخم العالمي بنسبة تجاوزت ٢٠٪ أحد الاقتصاديين الالمان السيد فولفانج مولر وصف ما يحدث من نهضة اقتصادية زائفة في تركيا  بالذي يقترض من البنوك ليجدد بيته وسيارته وفي حقيقة الامر دخله لا يكفي لسداد هذا الدين مما سيضطره في نهاية المطاف إلى بيع ممتلكاته ليسد الدين وهذا ما يحصل نسبيا في تركيا،

بالنهاية الإشتراكيين الذين يرفعون شعارات هلامية كشعارات زعيم الثورة البلشفية لينين حيث يقول: "نحن هم الدولة وأثناء وجود الدولة، لا حرية، عندما تسود الحرية، لن يكون هناك دولة" كلهم يتحججون بإتباعهم لماركس و لم يطبقوا نهجه الإشتراكية لا تعني تكرار بصمة يمينية بصورة قمعية أخرى. 

No comments:

Post a Comment

📍 A message to the Global South: "Don't fall victim to the Russians"

The dictatorial Vladimir Putin's regime classifies feminist, liberal and centrist movements as terrorist targetsAt the same time, they p...