Sunday 14 July 2019

ديموس كراتوس!!! (الديمقراطية جزء من النص مفقود) ...

كمثال تقريبي تعتبر الديمقراطية كالملابس فالإنسان في العصر الحجري رأى بأن يقوم بستر نفسه بأوراق الشجر الكبيرة وذلك من خلال إدراكه ووعيه بأن هذه الورقة ستحميه من الظروف الجوية المحيطة والبعض الآخر رأى بأنها تحد من عملية تقدمه للصيد لأنها بدائية الصنع وستسقط حتما ولذلك إذا ما رمق فريسة ليصداضها سيتعين عليه العودة لالتقاطها من ثم إكمال مسيره للانقضاض على فريسته رغم أن المثال بدائي لكنه دقيق في شرح المفهومين الديمقراطية والدكتاتورية احتاجت صناعة الملابس قرون وقرون لكي تتطور ولكن العري لا يكلف شيء بل أنه ملامس لطبيعة الإنسان التي ولد عليها أن تناقش مع الأخرين ما هو ديمقراطي وما هو غير ذلك هو بحدّ ذاته مهم في مجتمع ديمقراطي اذا خفتَ هذا النقاشات وتوّقفت فيمكن أن يشير ذلك الى أن الكثيرين يرون أن الديمقراطية لم تعد مهمة الأمر الذي قد يكون أشارة إلى أنّ الديمقرطية في طريقها الى الضعف والاضمحلال ولذلك بالنظرة العامة فإن الديمقراطية بطيئة ونسبية ولكن الدكتاتورية ناجحة وسريعة لأنه لا يتعين على الفرد سوى قرار يطبق بسرعة البرق بل وينتشر على أكبر نطاق،

تتحدّر كلمة ديمقراطية من اللغة اليونانية ومفهومها (ديموقراطيا) "ديموس" والتي تعني الشعب و "كراتوس" والتي تعني حكم أو نظام وتعني على وجه التقريب "حُكم الشعب" وقد نوقشت قضايا تتعلّق بالديمقراطية خلال آلاف السنين ولكن ليس هناك تعريف للمفهوم يمكن أن يوافق عليه جميع البشر في هذا العالم ويعود هذا الى أمور عديدة من بينها أن الديمقراطية شيء يتطوّر ويتغير بإستمرار إلا أن هناك أشياء يتفقّ عليها الكثيرون وترتبط بالديمقراطية مثلاً المساواة في كرامة جميع البشر وحقوقهم حرية (تشكيل الرأي) و حرية المطبوعات و حرية التعبير عن الرأي وأن الجميع متساوون أمام القانون واجراء انتخابات حرّة،

في المجتمعات الديمقراطية ذات الانتخابات العامة والحرّة يمكن للأشخاص الحائزين على حقّ التصويت أن يُصوتوا لصالح الحزب أو السياسيين الذين يرغبون بأن يمثّلونهم عند اتخاذ القرارات السياسية في المستويات الوطنية والمناطقية والمحلية الأحزاب أو السياسيون الذين يحصلون على أكبر عدد من الأصوات أي على اكثرية الأصوات سيكون بمقدورهم أن يقرروا أكثر من الآخرين على الرغم أن الاكثرية صاحبة القرار في نظام ديمقراطي فإن للأقلية حقوق لايمكن للأكثرية أن تتجاوزها بسهولة أحد المبادئ الأساسية في مجتمع ديمقراطي هو أن يتمّ ممارسة السلطة مع احترام حقوق الانسان وهذا يعني أن من يقررّون لا يُسمح لهم باضطهاد الأشخاص أو المجموعات من ذوي الآراء المخالفة ويحقّ لجميع أفراد المجتمع أن يقولوا ما يعتقدون،

أن السياسيين المنتخبين يمثلون الأشخاص الذين انتخبوهم ولهذا السببّ يُسمى النظام بالديمقراطية التمثيلية (النيابية) إن الديمقراطيات التمثيلية شكل شائع من أشكال القيادة في العالم إنّ الانتخابات العامة هي الاداة الأكثر أهمية لدى المواطنين للتأثير على كيفية قيادة البلاد ولكي تعمل الديمقراطية في بلد ما يُشترطُ أن ينخرط سكّان البلد كافة سواء كانوا مواطنين أو مقيمين من كافة طبقات المجتمع ويشتركوا في العملية الديمقراطية، ت

تعززّ الديمقراطية عندما يصوّت أكبر عدد ممكن في الانتخابات عامة ولكن أيضاً من خلال انضمام الاشخاص الى جمعيات طوعية أو المشاركة في المناقشات السياسية مع الأصدقاء وزملاء العمل أو أن يقوموا بطرق مختلفة بالاتصال بالسياسيين والتحدث عن آراءهم وأفكارهم اذا قام عدد كبير من المواطنين في البلاد بالتصويت فمن السهل أن نكون متأكدين بأن السياسة التي يتمّ تنفيذها هي السياسة التي تريدها الأكثرية (فيما لا يتم التعدي على الأقليات وحقوق الإنسان) ولكن لايكفي أن يشارك المواطنون في الانتخابات العامة كي يكون المجتمع ديمقراطياً فما يحدث في الفترات التي تفصل بين الانتخابات مهم أيضاً لكي تعمل الديمقراطية،

تتطلّب الديمقراطية محادثات تتسّم بالاحترام ويتعلق ذلك سواء بأن تستمع الى رأي الآخرين أو حين تقوم أنت نفسك بالتعبير عن آرائك من المهم لديمقراطية ناجحة أن يشعر الموطنون بأنهم جزء من المجتمع وأن يكون بمقدورهم التأثير في الانتخابات العامة ولكن أيضاً أن يشعروا بأنهم مشاركون في التأثير على حياتهم اليومية في المدرسة وفي العمل وفي منطقة السكن وفي العائلة أن تناقش مع الأخرين ما هو ديمقراطي وما هو غير ذلك هو بحدّ ذاته مهم في مجتمع ديمقراطي،

السؤال الذي يتعلق بما اذا كانت الديمقراطية جيدة أو سيئة نوقشَ منذ بداية ظهور الفكرة وهناك من يرى أن النظام الديمقراطي لا يسير دائماً بنفس السرعة والكفاءة كما هي الدكتاتورية حيث يمكن لصاحب القرار أن يقوم بتمرير قرارات مختلفة بسرعة في نظام ديمقراطي يجب أن يكون بمستطاع الجميع أن يوصلوا اصواتهم لتكون مسموعة ويجب على المرء الوصول الى تسويات و التصويت للوصول الى قرار ولهذا السبب فإن في بعض الظروف القصوى مقررٌّ حتى في الدول الديمقراطية أن تتراجع الديمقراطية لصالح الفعالية والسرعة ويمكن في حالة أزمة أن يكون بكل بساطة ضرورياً لمن يقودوا أن يتخذوا قراراً سريعاً لضمان عدم تفاقم الوضع،

هناك عدد كبير من الأمثلة على أنظمة حكم لا ديمقراطية قامت باضطهاد وارهاب الناس في الانظمة الديكتاتورية يمكن للاشخاص أن يودعوا في السجون أو معسكرات الإعتقال بسبب آراءهم أو لأنهم ينتمون الى مجموعة أو شعب معيّن ويُظهر التاريخ أن النموذج الديمقراطي للحكم يستطيع بأفضل شكل حماية حرية الأفراد وحقوقهم الانسانية وأن الديمقراطية والسلام يسودان حين يكون للناس في مختلف البلدان علاقات مع بعضهم وان يتاجروا مع بعضهم البعض،

منذ إنهيار جدار برلين وتوحيد الألمانيتين ومعها توحيد وتفعيل قرارات تجمع الإتحاد الأوروبي وانهيار الاتحاد السوفيتي سيطرت الولايات المتحدة الأمريكية على القرار الدولي بشكل ملحوظ للغاية بحيث اصبحت مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية المعنية بتطبيق الديمقراطية والعدالة على دول مجلس الأمن اصبح مفهوم الديمقراطية رهينة تعريف تلك المؤسسات وهذا بحد ذاته خطأ لأن الديمقراطية كما أسلفنا ذكره كالملابس لا تستطيع توحيدها عند كل البشر فهي متغيرة فلا تستطيع جعل المواطن في افريقيا الحارة غالبا ما يلبسه مواطن شمال أوروبا الباردة غالبا،

الخطأ الذي وقع فيه الحزب الديمقراطي الأمريكي هو أنه لبس ثوب الديمقراطية ككل فاصبح ظاهريا يتحدث عن كل دول العالم رغم أنه حزب ديمقراطي يخص المجتمع الأمريكي فقط وليس منوط فيه الحديث عن ديمقراطية أي دولة أخرى في الاجتماع الأخير بين زعيمة حزب الديمقراطيين في غرفة النواب الأمريكي خاصة الكونغرس السيدة #نانسي_بويلسي في ٤ من أعضاء حزبها أبرزهم السيدة أيهان عمر ورشيدة طليب و السيدة كورتيز قامت بخطوة عزلهم من استخدام الشعبوية في نشر آرائهم إعلاميا وصحفيا وهذا ظاهريا لكن الأسباب الحقيقية ترجئ لاستخدامهم الشعبوية في صيغ خطاباتهم،

الناخبة الديمقراطية الأمريكية الصومالية الأصل السيدة أيهان عمر باتت تتحدث عن الأزمة الخليجية بين الدول المقاطعة (السعودية والإمارات والبحرين) مع قطر أكثر من حديثها عن الناخب الأمريكي الذي قام بانتخابها لتمثيله للتحدث عن قضاياه الداخلية وهذا ادى بالناخب للتصويت للجمهوريين وكثير من الصحف الأمريكية المهمة ترى بأن التمويل الخارجي من تركيا وقطر تحديدا لهؤلاء الناخبين الديمقراطيين كرشيدة طليب (الفلسطينية الأصل) وإيهان عمر مؤثر على عملية وصيغة الديمقراطية الأصل لخدمة أجندات خارجية قد لا تهم الناخب الأمريكي محليا ولذلك لابد الآن للحزب الديمقراطي مراجعة أبجدياته التي أنشئ على أساسها والعودة لتركيبة امريكا داخليا،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#الديمقراطية
#الولايات_المتحدة_الأمريكية

⚖⚖⚖
🇺🇸🇺🇸🇺🇸

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...