هناك بالقرب من #ميدان_التحرير جسر يربط بين #القاهرة و #الجزيرة اسمه كوبري #قصر_النيل أقر بنائه الخديوي #اسماعيل_باشا خديوي مصر آنذاك هذا الكوبري أو الجسر يجلس عليه أربعة أسود من مادة البرونز شاهدين على فترة مهمة من تاريخ مصر الحديث في القرن العشرين و القرن الواحد والعشرين الذي نعيش فيه لم يكن يتوقع الخديوي اسماعيل أن المصرين سيعبرون فوق هذا الجسر مباركين لثورة ٢٣ يوليو التي أطاحت بآخر سلالة ملكية من نسله ولم يكن يحلم أن المصرين سيرشون الكنافة في العاشر من رمضان منتصرين معنويا بعودة الأرض بعد حرب ٧٣ ولم يكن يخيل له أن المصري سيهتف ضد الرئيس الراحل #محمد_أنور_السادات لغلاء الأسعار ولم يخطر في بال الخديوي أن هذا الجسر سيكون ممر عبور للمصرين بهتاف ضج العالم بشعاره "الشعب يريد اسقاط النظام" هذا الشعار غير أبجديات السياسة الحديثة بحيث خرج المواطن العربي من أبجدية "عاش الملك مات الملك" إلى أبجدية "عيش حرية عدالة إجتماعية" ماتت الخديوية بما لها وما عليها وماتت السلطنة بما لها وما عليها وماتت المملكة بما لها وما عليها وما زالت الجمهورية في منتصف عمرها الآن عليها لأن ما لها لا يذكر إلا بعد تشكيل الوعي الذي نتج عنها "عيش حرية عدالة اجتماعية" هل نستطيع اطلاق لقب "حدث غامض" على ثورة ٢٣ يوليو بعيدا عن الأدلجة؟! ...
في شهادة لدكتور الرائع #مصطفى_الفقي سكرتير الرئيس السابق #محمد_حسني_مبارك للمعلومات في فترة التسعينات في برنامجه #سنوات_الفرص_الضائعة قال في احدى حلقاته عن حيثية تسلم الملك #فاروق الأول لمقاليد الحكم في حينها كان رئيس الوزراء المصري الراحل #مصطفى_باشا_النحاس هو من يشهد حلفان اليمين الدستورية حيث ارسل النحاس بطلب الملك فاروق لحلف اليمين في البرلمان المصري إلا ان رغبة الملك فاروق كانت بأن يحلف اليمين الدستورية في القصر الملكي رفض النحاس باشا وقال إما يأتي بالطرق الدستورية أو بلا وقال النحاس باشا جملته الشهيرة "دي مصر يا حضرات" الرئيس المصري الانتقالي بين الرئيس السابق #محمد_مرسي والرئيس المصري الحالي #عبدالفتاح_السيسي وهو القاضي الهادئ المتوازن السيد #عدلي_منصور قال جملة شهيرة "في التاريخ المصري تحمل المصريون عقود من القهر السياسي وتحمل المصريون عقود من التردي المعيشي والاقتصادي ولكنهم لم يتحملوا تغير هوية مصر عام واحدا"،
لن يكون مقالي تاريخي أو مفصل عن ثورة ٢٣ يوليو ولكنني اريد تسليط الضوء على بعض الأحداث السابقة والتالية للثورة مما ثبت من أحداث قبل أن نذكر الأحداث لابد أن نقول بداية الحلم المصري برمته من أين جاءت مصر وإلى أين ذاهبة تسمية مصر بحد ذاتها حلم استطلاعي بحيث ان اسم مصر في اللغة العربية واللغات السامية الأخرى نسبة إلى مصرايم بن خام بن نوح وقالت عنه النصوص الأرامية السوريانية (مصرين) ويفسره البعض بأنه مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة) وقد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة،
بشروح شراع تفاصيل الأحداث فإنني سأذكر بعد المحطات المهمة من تاريخ يعود إلى ما قبل ٧ آلاف سنة قبل الميلاد فعندما نجوب بساط السندباد فإننا سنجد محطة ما قبل الأسر وصولا لعصر التأهيل السكاني فيما عرف بالأسر المبكرة وبعدها تشكل وعي مصر بضرورة الملكية المصرية القديمة التي تطورت لعصر الاضمحلال الأول ليبني عصر الملكية الوسطى ليتشكل عصر الاضمحلال الثاني لتصل حضارة هبة النيل كما وصفها الروائي الاغريقي #هيرودوتس المملكة المصرية الحديثة من ثم رأى من يسكن حوض النيل لوعي قاضي بتواجد فترة اضمحلال الثالث وصولا للعصر المتأخر الذي أسميه فاصلا أو انتقاليا بين مصر القديمة والفترة الوسطية بحيث جاءت الأخمينية و البطلمية التي جاءت الرومانية والبيزنطية وصولا للساسانية التي كانت مفصلية لوصول الخلافة الطولونية والأخشدية والفاطمية والأيوبية والمملوكية ولابد أن نقول بأن المملوكين رغم ازدهار الأفكار لديهم إلا أنهم ظلموا بقدون العثمانين الذي كان احتلالا حرفيا واسميت فترة العثمانيين على أنها حالة الموت السريري للمنطقة العربية وتحديدا مصر ورغم أن بعض العرب والمصريين يرون بأن الحملة الفرنسية احتلالا إلا أنها كانت جهاز الإنعاش الكهربائي للقلب المصري والتي أدت لفترة على باشا الألباني الذي أضعف الوجود العثماني والذي ازهر العصر المصري من جديد والعصر الخديوي هو العصر العلوي الذي استمر لثورة ٢٣ يوليو عام ٥٢،
عهد آخر ملوك مصر لغاية لحظتنا التاريخية الملك فاروق الأول رغم أنه كان في ظاهره منظما بأحزاب وبرلمان وهوية إلا أن ذلك لم يغير فكرة الملكية التي أرست ديمقراطية دستورية غير ممنهجة وحتى الوصف الذي أطلق على الملك فاروق بأنه الملك الكريمه قد يمزج مع القهوة ولكنها لن تكون أساسية في المشروب ومعنى ذلك الوصف بأن الملك فاروق رغم أنه حافظ على هوية جميلة للأرض المصرية ولكنه لم يرسي حكمه الخاص وهويته رغم شعبيته التي كانت مرتفعة ولم يستغلها اطلاقا شكل مصر أيام الملك فاروق كانت حزبية برلمانية رغم مركزية حكم القصر وهذا بالتحديد الذي فشل فيه الملك فاروق وحكومته بتحويل الرؤية الليبرالية التي تربى عليها كملك رغم أن اتفاقية ٣٦ الاتفاقية بحد ذاتها أنجزتها حكومة حزب الوفد الحاكم آنذاك بنظام برلماني جميل،
من مبادئ حزب الوفد المعلنة السياسية والاجتماعية:
تحقيق استقلال البلاد وحريتها وتحقيق الوحدة بين مصر والسودان.
التمسك بميثاق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
التمسك بعروبة فلسطين.
العمل على رفاهية الشعب وترقيته عن طريق النظام الليبرالي.
دعم النظام الدستوري الديمقراطي،
وربما كان حزب الوفد من ضمن الأبرز لأنه ليبرالي وأخذ شهرته من عدائه التاريخي مع حركة حسن البنا ببناء جماعة الإخوان المسلمين في عام ٢٨ ووشخصياته العريقة كالسيد #سعد_باشا_زغلول رئيس مجلس البرلمان و السيد مصطفى باشا النحاس رئيس مجلس الوزراء آنذاك لكن في المشهد المصري آنذاك عدة أحزاب أبرزها حزب الأمة والي اسسه السيد أحمد لطفي السيد في عام ١٩٠٧ والحزب الوطني الذي أسسه السيد مصطفى كامل وبعدها جاء حزب الاصلاح والحركة للإخوان المسلمين وربما كل الاحزاب السياسية آنذاك تشترك بفكرة الجلاء والتحرر من التدخل الخارجي وكان أبرزها الاحتلال البريطاني إلا حركة حسن البنا والتي عرفت لاحقا ب (#الإخوان_المسلمين) كانت رؤية هذا الحزب بالتطلع للعودة لفترة الخلافة العثمانية المقيتة وهي حركة اعتبرت من كل المؤسسات المصرية آنذاك حركة متشددة ولا تعبر عن الإسلام الصحيح ولذلك تشترك الفترة الملكية وفترة ما بعد ثورة ٢٣ يوليو برفض الإخوان من حيث مبدأ العمل السياسي (ولم يرفضوا حركة الدعوة) بشروط القانون الذي تفرضه المحكمة الدستورية ويصادق عليه البرلمان،
على أية حال ما نحن بصدد شرحه أنه ليس المهم عدد الأحزاب المهم هو نوعيتها وهذا ما تمتعت به الفترة الملكية حيث بعد ثورة ٥٢ البيضاء ولغاية ثورة يناير من عام ٢٠١١ وصل عدد الأحزاب في مصر ل ٨٤ حزبا ولم تعطي أي عمل يذكر من مساوئ ثورة الضباط الأحرار أنها أنهت حالة التعددية الفكرية النوعية في البلاد حيث حمل إرث العسكر لتشكيل الحزب الوطني الديمقراطية وهو مختلف عن الحزب الوطني الذي أسسه الرائع مصطفى كامل بحيث تحولت الدولة المصرية إلى دولة الحزب الواحد ومع تخبط العسكرية فمرة يستخدمون الديمقراطية الشكلية ومرات يتم التذرع بالتحول للاشتراكية والشيوعية وحتى تلك الصورة المشوهة للاشتراكية التي انتجت فكرا مشوها للاشتراكية الشيوعية ما سمي حينها بالبعث بالقرب الديموغرافي مع سوريا ومشروعها المشلول كما اسلفنا الذكر في فيلم #صرخة_نملة الذي انتج عام ٢٠١١ للمخرج المصري الرائع #سامح_عبدالعزيز من بطولة الفنان الكوميدي الجميل #عمرو_عبدالجليل حيث بادر البطل لأحد ابرز أعضاء البرلمان بطلب مظاهرة وقال النائب "عايزين مظاهرة ليه؟! فقال البطل: شقلبتونا يا حج ودوختونا كنا رأس ماليين قولتولنا إن الرأسمالية وحشة والاشتراكية جميلة وعبال ما حفزنا النشيد وفهمنا أن علي ابن البواب ممكن يتجوز إنجي بنت الباشا فجأة قولتلنا الاشتراكية وحشة والديمقراطية حلوة دوختونا يا حج" هذه الرؤية كانت نتيجة ان المتحكم بالقرار الأحادي في سياسة الدولة يدل على إنهاء حالة التعددية السياسية وان من يفهم فيها هو من يحكم،
من ينظر لمسوغات ثورة الضباط الأحرار وكان أبرزها خسارة حرب ال ٤٨ ضد الجانب الإسرائيلي والتدخل البريطاني في السياسة المصرية إلا انها لم تكن أفضل حالا من الملكية ومع ذلك الثورة خسرت حرب ال ٥٦ و ال ٦٧ تواليا ونجاحاتها كانت على مستوى محدد رغم أن أول رئيس للجمهورية المصرية السيد الراحل #محمد_نجيب حينما اجتمع مع القيادة العسكرية قال جملته الشهيرة "نحن يا اخوتي عملنا إلي علينا دلوقتي شغل أجهزة دستورية ويجب علينا تسليم السلطة لها" في ذلك الاجتماع حضر أبرز قادة مصر الرئيس الراحل #عبد_الناصر ورفيقه المقرب المشير #عبدالحكيم_عامر والرئيس الرحل #محمد_أنور_السادات ورغم موافقة الأخير على كلام الرئيس نجيب إلا أن هذا الحال لم يعجب الرئيس الكارزماتي عبدالناصر الرئيس المعزول نجيب كان أفضل من قرأ الواقع ولكن ضعف الناحية الأكاديمية للرئيس الكارزماتي عبدالناصر وعبدالناصر من الشخصيات ذات الفكر القومي التي كانت تحلم بوطن قومي موسع ولذلك انشغل عن الداخل المصري كثيرا،
بنهاية الأمر ومن فلسفة عميف لا توجد فترة سيئة بالمطلق ولا جيدة بالمطلق هناك فترات نضيعها وفترات نستغلها تبقى الرؤيا الحالية والسؤال الجوهري ماذا نريد وكيف سنشكل ذاك المستقبل؟! ...
لربما نعي و نتعلم يوما.
🇪🇬🇪🇬🇪🇬
No comments:
Post a Comment