لم ترشحها ألمانيا ولايوجد لها قاعدة شعبية في بروكسل ومع ذلك نجحت السيدة أورسولا فون دير لاين وزيرة الدفاع الألمانية السابقة الطبيبة الأم ل ٧ أبناء وبنات بقيادة أعلى منصب في تكتل القارة الأوروبية "المفوضية الأوروبية" لتكون السيدة التي ضربت رقمين قياسيين بكونها أول وزيرة دفاع ألمانية وأول رئيس إمرأة للمفوضية الأوروبية،
بالعودة للتفاصيل فهناك أكثر من ٦ مصافحات تاريخية بين الزعماء الألمان والفرنسيين على حد سواء بدأت عام ١٩٦٣ في قصر #الإيليزيه (قصر الحكم الفرنسي) بين أول مستشار ألماني بعد الحرب العالمية الثانية السيد #كونراد_أدناور والرئيس الفرنسي الجنرال #شارل_ديغول جاءت إتفاقية الإيليزيه التاريخية بإنهاء عقود من العداء بين الجانبين وفي الغرف المغلقة قال المستشار الألماني موجها كلامه للجنرال ديغول أننا كنا طرفي صراع أدخلنا لندن وواشنطن لقارتنا وبعد اتفاقية الحديد والصلب أوجبنا بضرورة العودة لتاريخنا المشترك والمعمق كان الرئيس ديغول يواجه احتجاجات داخلية في باريس وكان أبرز من قاد هذه الاحتجاجات الطلابية والعمالية على حد سواء الفيلسوفين الفرنسين #جان_بول_سارتر و #ميشيل_فوكو حيث كانا يتبنيان الفكر الإشتراكي الديمقراطي التي تتشارك فيه برلين في تكتلها الحكومي في حينها وحتى لحظتنا الدقيقة لم يمر عقد من الزمان من اتفاقية الإيليزيه الاستثنائية حتى التقي الرئيس الفرنسي #فاليري_جيسكار_ديستان (يمين الوسط) والمستشار الألماني السيد #هيلموت_شميدت (اجتماعي ديمقراطي (يسار الوسط)) حيث اجتمعا مرتين مرة في باريس ومرة في النرويج حيث كان حدثا مميزا ان يجتمع يميني وسطي مع يساري وسطي وفي حينها وقع المستشار الألماني شميدت اتفاقية ٧٨ التي اعتبرت بداية نهاية الحرب الباردة بين واشنطن وموسكو واستمرت الشراكة الفرنسية الألمانية في عام ٨٤ عندما اجتمع زعيما باريس وبرلين السيد #هيلموت_كول والسيد #فرانسوا_ميتيران حيث اعتبر الزعمان مهندان معاهدة #ماستريخت التي شكلت الإتحاد الأوروبي في معرض شهادة رئيسا الولايات المتحدة الأمريكية #بيل_كلنتون (الديمقراطي) و #جورج_بوش الأب (الجمهوري) أن المستشار الألماني السابق هيلموت كول "هو أعظم قائد أوروبي مر في تاريخ القارة العجوز" بين أرشيف الولايات المتحدة وتاريخ الإتحاد الأوروبي اعتبر لقاء كول وميتران هو الأقوى على الإطلاق عزز هذا اللقاء قوة كول في داخل ألمانيا حيث اتخذ القرار التاريخي الذي وحد الألمانيتين ضمن جمهورية ألمانيا الإتحادية،
في فترة التسعينات تحديدا دخلت السيدة أورسولا فون دير لاين من خلال ولاية ساكسونيا السفلى ومعها دخل أبرز سياسيين حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي التي تقوده السيدة #أنجيلا_ميركل كانت أبرزهم السيدة #يوليا_كلوكنر و السيدة #أنجريت_كارنباور (رئيسة حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي حاليا ووزيرة الدفاع الألمانية الحالية خلفا لفون دير لاين) واعتبر في حينها أن المستشار الألماني هيلموت كول ضرب ٣ عصافير بحجر واحد حيث أعلن اتفاقية ماستريخت المؤسسة للإتحاد الأوروبي ووحد الألمانيتين وأسس لجبهة ليبرالية جديدة داخل حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي (المحافظ في حينها) لكي يقلب موازين الحزب المحافظ لنقله لبوتقة يمين الوسط وغيرت شكل ألمانيا من التبعية التجاذبية بين الشرق والغرب لتعلن ألمانيا كقوة سياسية واقتصادية صلبة على حد سواء،
الفترة الانتقالية بين المستشار الفذ هيلموت كول ومرشحته المفضلة السيدة الحديدية #أنغيلا_ميركل هي فترة المستشار الألماني السيد #غيرهالد_شرودر حيث اجتمع شرودر بالرئيس الفرنسي #جاك_شيراك مرة في #باريس ومرة في #برلين وكانت هذه الثمرة الثالثة لإتفاقية الإيليزيه التاريخية في عام ٦٣ بعد النجاح الضئيل لسيدة ميركل في الفوز بمقعد المستشارة الألمانية على المستشار السابق شرودر برزت مشكلة اقتصادية بين الطرف الفرنسي والطرف الألماني حيث كانت ابرز تلك المشاكل سيطرة الصناعة الفرنسية المشتركة بين شركات بيجو ورينو وسيتروين على صناعة سيارات أوبل الألمانية وكانت واحدة من المشاكل التي جعلت هناك شبه صدام بين المراة الحديدية ميركل والرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي (اليميني المتطرف) ولكن سياسة ساركوزي الخاطئة داخل فرنسا وخارجها أدت لعدم فوزه في انتخابات ٢٠١٢ التي فاز بها الرئيس السابق فرانسوا هولاند ظلت العلاقات فاترة بين ألمانيا وفرنسا رغم تحسنها الطفيف في عهد هولاند إلى أن عادت مشكلة بيجو-أوبل للسطح مرة أخرى إلى أن ذلك تبدد تماما بعد فوز الرئيس #إيمانوييل_ماكرون (الليبرالي الديمقراطي)،
أورسولا فون دير لاين هي السياسية الوحيدة التي لم تفارق ميركل لا في حكومة الظل ولا العلن منذ توليها منصب مستشارة ألمانيا الفذه منذ عام ٢٠٠٥ التحديات التي واجهها الطرفين الفرنسي والألمانية هي اليمين المتطرف يرى اليمين المتطرف في برلين أن شراكة ال ٥٦ عام بين باريس وبرلين ستتحملها ألمانيا في دفع ديون وخسائر الاقتصاد الفرنسي أما اليمين في الطرف المقابل في باريس يرى بأن فرنسا ستكون تابعة للقرار السياسي في برلين كلا الشعارين لا أساس لهما من الصحة صحيح أن التكامل الاقتصادي بين الطرفين سيعطي الضوء الأخضر لبرلين سيعطي مؤشرا على ان برلين لن تسمح لباريس بالخضوع للقرار البنكي الدولي وصحيح أن باريس ملزمة بسن قوانين موائمة للرؤية الألمانية لكن ذلك يقع ضمن اتفاقيات سياسات مشتركة بين الطرفين،
دير لاين كانت المرشحة الأبرز لقيادة المبنى الحكومي في برلين لولا ترشح السيدة ميركل لولايتي ثالثة ورابعة على التوالي آراء السيدة أورسولا الفذة التي تحلم بإنشاء ولايات أوروبية متحدة وهي تعتبر الجانب الليبرالي بين الحزب المحافظ حيث ساندت السيدة ميركل في تحويل حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي من بوتقة اليمين إلى بوتقة الوسط اليميني "جاءت ثمرة إتفاق عميق بين الجانب الفرنسي والألماني" هذا كان رد الرئيس الفرنسي ماكرون على سؤال الصحافة على ترشح أورسولا لقيادة المفوضية رغم أن ألمانيا لم ترشحها ولكن السيدة ميركل ومكتبها الشخصي كان وراء دعم ملف ترشحها لهذا المنصب ميركل بالأمس قالت سوف أفقد وزيرة في حكومتي ولكنني سأكسب لي شريكا في بروكسل،
السؤال والتحدي الأبرز الذي سيبقى مفتوحا هل ستكون العلاقة الثنائية بين الفرنسيين والألمان (فيفا لا فرويندشافت) = (فلتحيا الصداقة الفرنسية الألمانية) على حساب مركزية قرار بروكسل خصوصا في ظل أزمات البريكست واللاجئين وسياسة الدفاع المشتركة والسياسات الاستراتيجية الأوروبية هذا ما ستطلعه علينا الأيام القادمة!!!،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#أوروبا
#فلتحيا_أوروبا
#EsLebeEuropa
#VivalEurope
#LongLiveEurope
🇪🇺🇪🇺🇪🇺
No comments:
Post a Comment