٢٢ اكتوبر ٢٠١٩
تشيلي هي اليوم واحدة من الدول الأكثر استقرارا وازدهارا في القارة اللاتينية وهو يؤدي دول أمريكا اللاتينية في التصنيف العالمي للتنمية البشرية والقدرة التنافسية ونصيب الفرد من الدخل والعولمة وحالة السلم والحرية الاقتصادية وإدراك انخفاض الفساد كما أنها تحتل المرتبة العالية إقليميا أيضا في استدامة الدولة والتطور الديمقراطي تشيلي هي أحد الأعضاء المؤسسين لللأمم المتحدة واتحاد دول أمريكا الجنوبية وتجمع دول أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي،
يقول الدبلوماسي التشيلي #أنطونيو_سكارميتا "كانت تشيلي في الخمسينيات والستينيات جمهورية تقدمية ومثال يحتذى به استثمرت الحكومة في مجالات الصحة و التعليم و الاقتصاد أمام هذا التقدم والاقتصاد المزدهر شعرت الشركات الأمريكية بالقلق الشديد وتهديد حقيقي لمصالحها ولكي تتمكن أمريكا من ضرب الاقتصاد التشيلي أبرمت جامعة شيكاغو اتفاقية مع الجامعة الكاثوليكية في تشيلي وعلى اثر الاتفاقية جاء عدد كبير من طلاب تشيلي للدراسة في شيكاغو عاد الطلاب لبلادهم ليعلموا غيرهم وهكذا يتم محو النظام الاقتصادي القائم واستبداله بالرأسمالية (خاصة مدرسة شيكاغو وهي ما تسمى بأفكار #المحافظين_الجدد) بالتدريج في هذه الأثناء خاض سلفادور انتخابات تشيلي و بالرغم من محاولات الـ CIA عرقلة فوزه إلا أنه فاز كان صاحب عقلية تحررية تهدف لتأميم اقتصاد بلاده فعملت أمريكا بكل طاقتها على زعزعت الاقتصاد تارة عن طريق طلاب فريدمان التشيليين وتارة بدعم الإضرابات العمالية وخلق الاضطرابات في البلد وانقلابات عسكرية فاشلة في ٢٩ يونيو ١٩٧٣ نجح الانقلاب العسكري بقيادة “#بينوشيه” وتم قتل سلفادور وألقى الفاشي “بينوشيه” بيان لخداع الشعب بانه انقذ البلد من خطر سلفادور وان البلاد تخوض حربا ضروس وان كل ما يفعله بدافع الوطنية وإنقاذ بلاده من سلفادور،
بعده انتشرت دبابات الجيش في كل مكان وقاموا باعتقال ١٣ ألف من معارضين الانقلاب وتم تعذيبهم في إستاد تشيلي في ظل الأجواء القمعية وصدمة الشعب بعد الانقلاب قام ”بينوشيه” بتطبيق أفكار فريدمان فأزال الرقابة عن الأسعار وباع الشركات المملوكة للدولة وأزال حواجز الاستيراد وخفض الإنفاق الحكومي أشاد فريدمان بتجربة تشيلي، التي تحولت عبر أفكاره من النظام الشيوعي إلى الرأسمالي (خاصة مدرسة شيكاغو فيما يعرف بأفكار اقتصاد المحافظين الجدد) ظهر فشل التجربة جليًا فبعد عام واحد بلغ التضخم ٣٧٥% وهو أعلى معدل في العالم زاد النظام الرأسمالي الأغنياء غنى والفقراء فقرًا أما الأسر متوسط الدخل فهي تنفق ٤٧% من دخلها على الخبز فقط كما ألغى “بينوشيه” توزيع الحليب المجاني في المدارس وأزداد اجر الحافلات والسلع حتى يقبل الشعب تلك الإجراءات الفاشية الظالمة التي لم يتعود عليها كان لابد وجود عدو للخوف منه قال “بينوشيه” في احد خطاباته ” أنا لا اعتقد أن هذا انتصارا،حقيقيا على الماركسية فالماركسية تبدو كالشبح من الصعب الإمساك به بل حتى الكشف عنه يبدو مستحيلا“
ولأن البلاد تخوض حالة حرب فمن حق السلطة الديكتاتورية الحاكمة أن تنتهك حقوق المواطنين كما يحلوا لها فقاموا باعتقال ١٠٠ ألف معتقل خلال ٣ سنوات فقط! ليبدو لرجل الشارع العادي أن الخطر كبير ظل الديكتاتور العسكري “بينوشيه” يحكم تشيلي لمدة ١٧ عام! بعد هذه التجربة الأولى المريرة لأفكار فريدمان تم منحه جائزة نوبل للاقتصاد!
اذا فعلينا أن نعي بأن تشيلي قبل عام ١٩٥٨ كانت دولة محكومة بطريقة مدنية عرفت الدولة كيف تنتج ديمقراطياتها الخاصة خاصة فترة حكم السياسي الليبرالي #أرتورو_ألساندري وطبعا الخلاف الذي نشب بينه وبين جنرالات العسكرية في تشيلي وتعطلت هذه الديمقراطية واستبدلت بالدكتاتورية إلى حين عام ١٩٨٠ حيث ولادة الدستور الجديد الذي بدأ العمل به في ١١ مارس ١٩٨١ وهي الفترة الثالثة بعد فترة ما قبل ٥٨ وفترة بين ٥٨ و ٨٠ وفترة ما بعد ٨٠ مدرسة شيكاغو كان هدفها الرئيس تفعيل أفكار فريدمان التي تهدف إلى خفض الانفاق الحكومي وتحويل كل ما هو عام إلى عمل مؤسساتي خاص،
اليوم في ٢٠١٩ تبعيات التحولات التي أثرت فيها مدرسة شيكاغو الاقتصادية والتي تؤدي لعدم استقرار واضح خصوصا في جوانب الانفاق العام و بالتالي جعلت الدولة التشيلية أمام سد جديد سيطرها في النهاية لتفكير بإنتاج خطة شاملة لإعادة البناء فهل سنعود للغطرسة الجزئية من #واشنطن؟!،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#تشيلي
🇨🇱🇨🇱🇨🇱
No comments:
Post a Comment