أعلنت المستشارة الألمانية السيدة #أنغيلا_ميركل منذ أيام بأنها لن تترشح مجددا لقيادة حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي (CDU) وهي التي ترأسته لمدة ١٨ عاما قالت ذلك في فترة إقتراب الإنتخابات الداخلية للحزب وسط دخول اليمين لملعب السياسة الخاص بألمانيا كقوة ثالثة متفوقة بذلك على الحزب اليساري التقليدي و الحزبين الجديدين الخضر و الديمقراطيين الأحرار و تعرضت السيدة ميركل لضغوط في ملف السياسة الخارجية مع قطبي الصراع في واشنطن و موسكو و ملف اللجوء (وهو الملف الذي ربما أدى لإنتقادات شديدة لإدارة السيدة ميركل داخل حزبها أيضا) مما رأت بأنه ليس وقته ان يكون صراع داخلي بوجود اليمين و بالتالي سيكون ترك المنصب لدماء جديدة مهم نظرا للتوقيت وضح ذلك جليا في الإنتخابات الأخيرة في أكبر ولايتين كانت تعول السيدة ميركل عليهما ولاية بافاريا و التي كان يسيطر فيها الحزب الشقيق لحزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي/الاجتماعي لمدة ٦٠ عام جاء زلزال أكتوبر ليقلب المعادلة من سيطرة تامة على ثاني أكبر مدن ألمانيا بعد برلين الى سيطرة نسبية تحتاج الى تحالف بالرغم من أن الحزب الفائز بالمركز الثاني و هو الخضر مناوئ لليمين و لكن نقطة النقد له بأنه لديه أفكار لا يمثلها على أرض الواقع السياسي و في ولاية هيسين وسط ألمانيا و هذه الولاية التي تحوي مدينة فرانكفورت ثالت أكبر مدن ألمانيا بعد برلين و ميونخ حيث تحوي البنك الأوروبي و تلقب بأنها مدينة الإقتصاد الأوروبية الأولى رغم ان الاتحاد المسيحي الديمقراطي فاز و بالمركز الاول إلا انه فاز بفارق ١٠ مقاعد فقط عن اقرب منافسيه الإشتراكيين الديمقراطيين و الخضر حلوا ثالثا و رابعا البديل من أجل ألمانيا (اليميني الشعبوي) بعد هذه الأرقام أصبحت تركة ميركل ثقيلة و على من يريد اقناع اعضاء الحزب هو من يوازن بين الواقع و المطلوب عمله،
استطاعت ميركل بناء قادة من بعدها سواء كانوا مؤيدين لها او مخالفين لها ٦ مرشحين للسيدة ميركل ٣ منهم نساء و ٣ رجال يكتسي ٣ شخصيات أهمية من الستة المرشحين أول هؤلاء المرشحين السيدة سترث أنغريت كرامب كارنباور ٥٦ عاما وهي التي توصف بأنها ميركل الثانية هي أمينة عام حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي كانت رئيسة وزراء ولاية سارلند على الحدود الفرنسية ضليعة في الشؤون الأوروبية كانت تعيد كلام السيدة ميركل في غالب الأحيان برنامجها في السياسة الخارجية تجاه الأمريكان هو مكمل لسياسة السيدة ميركل و قد زارت اجتماع لرؤساء الولايات في واشنطن و تبقى واشنطن ليست على وفاق مع السيدة كارنباور لأنها على أية حال ستكون بنفس روح السيدة ميركل أما في موضوع العلاقات مع روسيا بوتين (المراوغ) لم تفصح كارنباور عن خطتها بعد ولكن من المتوقع انها ستتعامل بحذر وحصافة كما السيدة ميركل وهو ما يعجب الروس لأن كارنباور و استاذتها ميركل تتعامل بحكمة و بالتاوزن القائم مع روسيا،
المرشح الثاني هو السيد المخضرم فريدريتش ميرتز عمره ٦٢ عام خبيرا اقتصاديا اختفى من العمل العام لمدة ١٠ سنوات دخل الحزب في نفس فترة ميركل ميرتز كان مقربا من المستشار السابق هيلموت كول و كان يأخذ جملة واحدة منه الحليف الأفضل لألمانيا هي أميركا و كان يتغاظى عن التوازن بالعلاقات مع روسيا ميرتز عاد للعمل السياسي و ترشح لقيادة الحزب لا يخالف ميركل بالنسبة لملف اللجوء و لكن يرى بتخفيف منسوبها و الاهتمام بالجرائم الداخلية الناتجة عن اللاجئيين اما بخصوص العلاقات الدولية (السياسة الخارجية) يؤيد ميرتز قوات الناتو و الحليف الأمريكي و يرى بأن روسيا علاقات ثانوية يكتسي ميرتز اهمية لأنه قديم في الحزب و علاقاته كثيرة و لكنه اختفى ١٠ سنوات و هذا ما أدى لانخفاض شعبيته،
المرشح الثالث يني شبان عمره ٣٨ عام تصفه مجلة شتيرن الألمانية بأنه مثلي الجنس و مثقف يعارض سياسة اللجوء بالمطلق و يرى بأن روسيا رديفه بإرهاب الجماعات الإسلامية و هذه قالها مرارا اميركا تهتم بهذا الشاب كثيرا كان اول من التقى السفير الأمريكي الجديد في برلين مطلع مايو الماضي ريتشارد غرينيل كما كان اول وزير صحة في ألمانيا يلتقى مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون في داخل الحزب هنا معارضة لتيار شبان أولا لعلاقاته الامريكية العميقة و ثانيا لانه حاد لا يستطيع المرونة و مع ذلك يبقى ضمن ٣ مرشحين الأبرز لقيادة الحزب و ربما قيادة مكتب المستشارية في انتخابات ٢٠٢١،
أما المرشحين الاقل حظا هم من ادارة ميركل و يعدوا من الأشخاص التقليديين و اعتقد بأنهم يفقدوا الكاريزما السياسية لقبول رأي الأعضاء الناخبين بيتر ألتيماير ٥٩ عام رئيس ديوان المستشارية و أورسولا فون دير لاين ٦٠ عام و هي أول وزيرة دفاع إمرأة في ألمانيا يوليا كلوكنر ٤٦ عام نائبة ميركل في الحزب بالنسبة لألتيماير ينتهج نفس نهج ميركل المقنن و كونه رئيس ديوانها فيرسم سياسات داخلية أما أورسولا فون دير لاين فهي تحمل شهادة دكتوراه في الصحة العامة تؤيد العمل العسكري الموحد كما أنها تفضل قوة الإتحاد بغض النظر عن الحليف خارج الإتحاد أما كلوكنر فهي محافظة راديكالية متشددة لديها آراء مخالفة لمعظم منتسبي الحزب كمناهضة الإجهاض في النهاية من سيفوز هو سيكسب معركة لكن الحرب هي محاولة ترتيب أوراق البيت الحزبي ثم عودة الأرقام سواء مباشرة او عن طريق حزب حليف في مجابهة اليمين الشعبوي،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#ألمانيا
#انتخابات_حزب_الاتحاد_المسيحي_الديمقراطي
#CDU
🇩🇪🇩🇪🇩🇪
No comments:
Post a Comment