"السؤال ليس فيما إذا كنا نغير و لكن السؤال هل تسير عملية التغيير بالسرعة المطلوبة" بوجه عملي و بذكاء دكاترة الكيمياء الفيزيائية و بعملية و مسؤولية القائد هكذا ردت السيدة #ميركل على سؤال دائر مناضرة إنتخابات شتاء شهر نوفمبر من عام ٢٠٠٥ بينها و بين الناخب الإشتراكي الديمقراطي غيرهارد شرودر في إنتخابات وصفت بأنها متعسرة نظرا لأن كلا الطرفين حصل على ٥٠% من الأصوات و لذلك لجئ القانون لمناظرة علنية نهائية بين الطرفين كان الفوز حليف السيدة الدكتورة الكيميائية (التي وصفت بالدقة) -كتبت عن السيدة ميركل مرارا و تكرارا في أكثر من طرح تاريخي و آني- ولكن السؤال الذي ظل يشغل وسائل الإعلام المحلية الألمانية و الأوروبية و حتى الدولية لماذا قررت الإعتزال السياسي إن جاز التعبير الآن مع أنها أعلنت سابقا نيتها بذلك وهل كانت خسارة حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي في إنتخابات الولايات المحلية سببا لذلك؟! و السؤال الأهم هل ينهار حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي و أخوه غير الشقيق الإجتماعي؟! و السؤال الملح من يقود إنتخابات ديسمبر القادم في حزبها و من يترأس مبنى المستشارية في إنتخابات ٢٠٢١؟!،
سأبدأ بالسؤال الأهم إن أي دولة ديمقراطية محترمة تكون دولة مؤسسات و دولة المؤسسات تعني دولة التنوع و قرار الكل لا الفرد ألمانيا ليست مجرد دولة عظمى مصنعة وحسب بل أنها دولة في طريقها لإجتياز هذه المعايير الأمريكية الأحادية بل هي دولة في طريقها نحو النظام العالمي السياسي الجديد الذي لم تدخله سوى قليل من دول العالم كاليابان و الدول الإسكندنافية مثلا و لذلك هي دولة مؤسسات قائمة على عدة أركان تمثلها السيدة ميركل كقائد و لكنها لا تعني أنها الحزب بأكمله (رغم قيادتها للحزب ١٨ عاما) و لا يعني أنها الدولة رغم أنها قضت وتقضي وستقضي في مكتب المستشارية قرابة ١٦ عشر عاما) و لكن قيادتها ولدت قيادات تحتها -وكنت أيضا كتبت في طرح سابق عن بدائل القيادات الوفيرة من بعدها- و لذلك رغم أن الإعلام يرى بأن حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي يخسر في الولايات المحلية إلا أنه تصدر قوائم الإنتخاب و لكنه لم يكن باكتساحا كما السابق و كأنه عاد لإنتخابات عام ٢٠٠٥ و بعض الأصوات الإعلامية الدولية كقناة ال (BBC) البريطانية لمحت و أن السيدة ميركل إعتزلت ليس برغبة منها و قدموا دليلا بأنها عملت ضمن فيديو دعائي للحزب بالإنتخاب في الإنتخابات المصغرة للولايات طبعا لأن البريطان (وهم بالمناسبة أقدم الديمقراطيات بلغتها الحديثة) لا يعلمون سوى قوتين إما حزب المحافظين (المتشددين) او العمال (البروليتاريين) و لكن الشكل الألماني دخل مستوى آخر فطول حكم السيدة ميركل لم يكن أبدا لتشديد و تقييد المجتمع الألماني بسلطوية حزبها بل دعم الأحزاب الشابة الجديدة كحزب الديمقراطيين الأحرار و قائده الشاب كريستيان ليندر الذي لم يتجاوز ال ٤٠ ربيعا و حسب الخضر و تجمع ٩٠ الذي يكتسح حاليا رأي الشارع بسياسته الخضراء الحداثية ليست المؤمنة بالطبيعة و ضرورة الحفاظ عليها وحسب بل بتشكيل تكنولوجيا متطلبات الظرفين المكاني و الزماني و أيضا تغير أساليب الأحزاب التقليدية ابتداءا من حزبها و أخوه غير الشقيق الإجتماعي مرورا باليساريين و إنتهاءا بحزب الإشتراكيين الديمقراطيين و هذا سر نجاح السيدة ميركل التي رفعت شعار الدقة في العمل و أن الوطن انا و انت و ليس انا أو أنت،
أما عمن سيقود إنتخابات الحزب الأكبر الباني في ألمانيا العظمى الإتحاد المسيحي الديمقراطي توجه الأنظار نحو متحدثة الحزب السيدة كارنباور كثيرا نظرا لخبرتها و علاقاتها الوطيدة بكافة أعضاء الحزب ليس في برلين وحسب بل في كل الولايات تقريبا و لكن السياسة تعتمد غالبا سياسة المتناقضات المفاجئة فالانظار بعيدة عن السيدة أورسولا فون دير لاين وزيرة الدفاع نظرا لشدتها و حزمها و هناك آخرين كثر و لكن التدقيق في السياسة الألمانية فإن العامل اليميني الشعبوي الذي بات دخيلا ليس على ألمانيا وحسب بل حتى على أعتى ديمقراطيات العالم الدول الإسكندنافية مثالا و التي تطبق الدستورية الملكية و الجمهورية الدستورية منذ منتصف القرن التاسع عشر قبل أن يعرف العالم معنى الديمقراطية و لكن توصف الحركات الراديكالية اليمينية الشعبوية بأنها مارقة حزب وصف الفيلسوف الألماني الرائع #كارل_ماركس ولكن وجب الحذر في نفس الوقت لأنها تؤخر عجلة التغيير و التقدم كما أشارت السيدة ميركل في أول إقتباس لها و لذلك ينظر لليمين بحذر و الجميل في الأمر أن حتى و إن فشل التحالف الأكبر في الدولة الألمانية بين أكبر أحزابها التقليدية فإن الأحزاب الجديدة تمقت فكر اليمين الشعبوي و تحد من سلطويته وضح ذلك جليا في حضور ٦٥ ألفا من سكان و زائري مدينة كيمنتس شرقي البلاد شارك بها الجميع و قاطعها اليمين و هنا يبرز الوعي المجتمعي الذي اوضح ماركس بأن الوعي هو من يحدد الوجود و ليس العكس،
أما عن قيادة مكتب المستشارية و المانيا ككل فهذا حمل ثقيل ظلت ألمانيا قرابة ٦ شهور لتشكيل حكومتها الأخيرة ليس لأن المنصب لا يغري بل لأن كل أحد يرشح يشعر بأنها مسؤولية و يحاسب عليها و تخيلوا معي بأن دولة كألمانيا العظمى جلست تشكل حكومة لمدة ٦ أشهر و لم نسمع عن فساد هنا و هناك،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#هنا_ألمانيا
🇩🇪🇩🇪🇩🇪
No comments:
Post a Comment