في دول الإتحاد الأوروبي و كندا و أستراليا و الولايات المتحدة الأمريكية عقب إنهيار الإتحاد السوفيتي شكلت أجهزة لدراسة طبيعة الدول الإسلامية و فكرها القائم في الصراع ما بين طوائفها و قومياتها الداخلية و الصراع القائم بينها و بين المسيحين المعتمدين على الفكر الصليبي المنتهي و هذا ليس كلامي بل جاء على لسان أكبر الرؤوس المؤسسة لهذا الفكر كعز الدين القسام و حسن البنا و سيد قطب و الغزالي و بعدها بعقود عبدالله عزام و هذا مسجل في مؤلفاتهم و محاضراتهم المسجلة علنا و الصراع القائم بين اليهود و المسلمين المعتمد على خلفية العهود التي كانت قد قامت بين يهود خيبر و النضير و بني قينقاع و حديثا الصراع العربي الإسرائيلي و لكن هذا الصراع كان هجينا جدا لأنه توقف في عهود السلاطين الإسلامية خصوصا في الحملات الصليبية التي كانت تقمع اليهود و المسلمين معا و بالتالي شكلت هذه الصراعات و تحديدا مع المسيحية الغربية دراسة بحث طويلة عنونت بالإسلاموفوبيا فيما نشب مفهومين اخطر و أشرس لدى المسلمين العرب بشقهم الشرقي (المصري) تحديدا و الأتراك بينما بقية المسلمين لم تشكل اليهود او ما أسميت طرحي به اليهودوفوبيا و دليل ذلك بقاء اليهود كمجتمعات دينية متواجدة في الشمال المغاربي كالمغرب و تونس و الجزائر و ليبيا بينما اضطهدت في كل من سوريا و الاردن و لبنان و العراق و فلسطين نفسها رغم أنهم كانوا متواجدين بقوة ليس في العصر الحديث وحسب بل من سقوط الأندلس بالتحديد أي من القرن الثالث عشر تحديدا،
عند إنقلاب السلطنة العثمانية على ما قبلها من الدول الإسلامية على أنقاض البيزنطيين كان اليهود يشكلون جزءا مهما من كل رقعة الدول العربية فكانت حاضرة بقوة في سوريا و هذا ليس تحليلا او توقعا بل أن حارات اليهود المنتشرة في كل المدن العربية و التي ما زالت شواهدها موجودة إلى يومنا الحالي ثقافة و حتى في الموروث سواء الثقافي أو الديني عندما أتى بن غوريون و بن زيفي من روسيا كانت هجرتهم رفقة جالات يهودية كثيرة بسبب القمع الحاصل عليهم من روسيا الإمبراطورية و بريطانيا الإمبراطورية و حتى من فرنسا و ألمانيا و أوكرانيا و غيرها الكثير كان اختيارهم للإمبراطورية العثمانية لأسباب كثيرة كان أبرزها لأن التواجد اليهودي كان قويا في الدويلات العثمانية و مصلحة لأن العثمانيين كانوا يعادوا المسيحية الأوروبية خصوصا و أن الإمبراطوريات الأوروبية كان تعادي المسلمين و اليهود معا و للمعلوم أبرز محطات تشكل هويات اليهود و تحديدا بن غوريون و بن زيفي في تركيا نفسها بل و كانوا مقربين من السلطان عبد الحميد الثاني كثيرا و كان ولائهم للعثمانيين مطلقا و عدائهم للبريطان و الفرنسيين كان يوازي ولائهم للعثمانيين و هذا الصراح وضح جليا في إزمير إبان الحروب العثمانية اليونانية على المناطق الحدودية أبرزها إزمير ولم يسعوا و هنا أقصد اليهود و على رأسهم بن غوريون و بن زيفي مطلقا لبناء دولة يهودية مناوءة للعثمانيين و كانوا مقاطعين للمؤتمرات اليهودية التي أقامها هريتزل مع بلفورد رئيس الوزراء البريطاني آنذاك وهذا أيضا ليس كلامي بل أنه ذكر في مذكرات كلا طرفي النزاع هيرتزل و بن غوريون،
عندما بدى مفهوم رجل أوروبا المريض تحالف اليهود بشقهم العربي الشرقي تحديدا و ذلك عندما ذهب بن غورين يطلب السماح له بالترشح لمجلس المستشارين للسلطان عبد الحميد الثاني و لكن طلبه قوبل بالرفض و ذلك لأسباب ذكرت في تقارير استخباراتية لعبد الحميد نفسه بأن هريتزل ينوي بناء دولة داخل امبراطوريته فخشي ان يكون بن غوريون عميلا لحركة هيرتزل فعندها تحرك بن غوريون للأقليات الكردية و العربية و الشركسية و الشيشانية و الأرمنية و العربية التي أيضا كانت تشكل جزءا مهما من سكان الامبراطورية العثمانية في حينها العرب كانت عبارة عن قبائلية ذات طابع موروثي مجتمعي و ليس ديني و بالتالي تحالفهم مع اليهود لم يأخذ طابعا للخيانة للدين و حصلت الثورة العربية الكبرى و علينا ان نعلم بأنها اخذت التسمية لأن قائدها عربي و لكنها كانت ثورة شاملة لكل الأعراق التي ذكرتها آنفا على القمع العثمانية على الأعراق الأخرى سواء كانت كردية او عربية او شركسية و شيشانية او تركمانية او يهودية او حتى المسيحية الشرقية العربية و وضح ذلك جليا بأنه إبان حرب عام ٤٨ حارب اليهود العرب مع المسلمين العرب وهذا أيضا موثق في حينها تعلم بن غوريون أنه لن تحمي المجتمعات اليهودية اي قومية أخرى سوى نفسها لذلك أراد التحالف جزئيا مع البريطان و الفرنسين و فيما بعد الأمريكان لماذا جزئيا لأن بن غوريون نفسه كان من مخلفات الإشتراكين و لا يتبع القومية الدينية و وضح ذلك جليا عندما اراد اقامية ليبرالية قائمة عن فصل الدين عن الدولة عزل بل و حاربته دولة إسرائيل الوليدة و مات منبوذا في صحراء النقب فيما احكم الأصولييون اليهود على دولة إسرائيل و تأسس الحزب اليميني المتطرف المقيت،
في وقتها ظهرت حركات يهودية مناوءة لدولة اسرائيل ليس في اوروبا فقط بل حتى في الدول العربية كانت أبرزها في دول الشمال المغاربي كانت أبرزهم الجمعية اليهودية التونسية في محافظة الجربة و كان احد أهم رؤسائها جوزيف الطرابلسي و عائلة الطرابلسي لها باع طويل في الصراع مع إسرائيل،
كانت هذه المقدمة بداية لما أردت الإدلاء به و هو تعيين السيد رينيه الطرابلسي اليهودي التونسي وزيرا للسياحة في تونس حيث شنت حركات الإسلام الأصولية حربا على هذا الرجل و ادعوا بأنه يحمل الجنسية الإسرائيلية و أنه عميلا لإسرائيل رغم أن رينيه الطرابلسي الذي يعيش في فرنسا و رجل أعمال يعمل في مجال السياحة منذ مدة طويلة في أوروبا و يرأس شركة رويال لطيران و كان يعزز هوية السياحة لبلده تونس في أوروبا و من زار معظم الدول الأوروبية و يتابع مكاتب السياحة سيرى بأن برامج السياحة لتونس و الدول الشمال مغاربية كان هو احد اهم اسبابها و وضح ذلك جليا ابان ثورات الخريف العربي عندما دمر النشاط السياحي كان يعمل كالمكوك لإعادة صورتها،
اختيار تونس جاء في مكانه السليم جدا أولا إيصال رسالة إلى الدول الأوروبية ليست عدائية للسامية و هي احد اهم القضايا التي تشغل ملفات وزارات الخارجية الأوروبية و ثانيا مهنيته العالية في مجال السياحة و معرفته للعقلية الدولية في استقطاب السياح من شتى بقاع العالم و تحديدا أوروبا مبروك لتونس و حصافة قيادتها بالإختيار و على من يروج لعمالة الرجل خصوصا من الأصول الإسلاميين أن لا يصدقوا نريد خطابا منطقيا لا خطابا عاطفيا،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#تونس
#السياحة
🇹🇳🇹🇳🇹🇳
No comments:
Post a Comment