قبل عام ٨٥ بالتحديد كانت الأنظمة المتواجدة في كل الدول التي صعدت في سلم الدول العشرين الأكثر نجاعة إقتصاديا تتسم بالعسكرية السلطوية المطلقة منزوعة الحريات و منزوعة القضاء الدستوري المنفصل دول ذات نظام أحادي القوة مستغلة بذلك قمع حركة الأحزاب المختلفة من أقصى اليسار حتى أقصى اليمين مرورا بالأحزاب الوسطية وصولها لحالة الغليان الإقتصادي تحديدا أدى لمفترق طرق فإما زيادة في التردي المعيشي كما هو الحاصل في دول كثيرة ككوبا و فنزويلا أو لتغيير هيكلي بالإدارة و الإنقلاب على النظام العسكري السلطوي و لكن ما أدى لما سماه الفيلسوف الألماني #كارل_ماركس بثورة البلوريتاريا (ثورة الجياع) بلغة الضاد و هذه بحد ذاتها عودة للمربع الأول و هو ظهور سلطة بوجهين سلطة الحكم و السلطة الشعبية و في العادة توصف السلطتين بأنهما دكتاتورية فتبرز حينها البراغماتية في القرار،
ما حصل في هنجاريا و تركيا و البرازيل في حالة سياسية مشابهة لبعضها البعض فقبل عام ٩٠ كانت هذه الدول تحت السيطرة العسكرية ففي هنجاريا كانت القوات السوفيتية مسيطرة على البلاد و قبل هذه الفترة لم تكن هناك قواعد حزبية ديمقراطية أكانت يسارية او يمينية و لذلك توصف فكرة الشعب المجري على السلطوية و في تركيا أيضا و في حالة مشابهة للمجر كانت العسكرية سيدة الموقف و لكن بفارق بسيط أن تنظيم حركة الخدمة بقيادة الداعية الإسلامي فتح الله غولن كان يمتلك سلطة شعبية شعبوية توصف بأنها وصلت لما أكثر من ثلثي الشعب التركي (و هو الذي أسس على أنقاض شعبيته السلطوية الحزب الحاكم في تركيا حزب العدالة و التنمية وهذا ليس كلامي بل أنه كلام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نفسه في عام ٢٠٠٠ حينما قال صراحة بأن الشيخ الجليل فتح الله غولن عرابي و أستاذي و صاحب الفضل علي) و في إنقلاب وصف بأنه مرتب في عام ٢٠١٦ عادت تركيا للمربع الأول بنظام جمهوري رئاسي أي أنه عاد بصيغة عسكرية جديدة و وضح ذلك جليا في فراغ الدولة من قرار الأحزاب الأخرى أما في البرازيل و في صورة تكرار لما حدث في كلا المثالين السابقين ظلت الدولة محكومة عسكرية لغاية عام ٨٥ حيث إستطاع الحزب الديمقراطي البرازيلي تغيير المعادلة نسبيا فقط و بقدوم الرئيس العمالي لولا دا سليفا تطورت البلاد كثيرا حاول جاهدا تمديد فترته الرئاسية لكنها قوبلت بالرفض رغم أن الدولة شبه ديمقراطية بنظام رئاسي فيدرالي ما أدى لوجود فراغ سياسي حزبي إستطاع من خلالها الرئيس المنتصر جيار بوليسرانو (العسكري السابق) اليميني الحالي و بالتالي و مع حلوله رئيسا في يناير المقبل ستعود البرازيل إلى المربع الأول العسكري لكن ما تفاصيل نجاح الثلاث رؤساء اليمينين السلطوين في إعتلاء سدة الحكم؟!،
في الدول النامية عندما يحدث تغيير و إجراء إصلاحات شاملة أهمها إقتصادية من الطبيعي تحسن الوضع بشكل ملحوظ و إرتفاع ملحوظ للأرقام و تحديدا النمو الإقتصادي و الإزدهار الديمقراطي و لكن بعد فترة من الزمن تصل هذه الدول لوضع (Peak Level) او مرحلة الركود بلغة الضاد و هنا تكون الدولة أمام طريقين الأول تعزيز العمل الحزبي و تنوعه و بالتالي تربية قادة جدد ليستمروا في حالة النمو المستدام و هذه وظيفة الحزب الحاكم و مؤسسات الدولة و بالتالي تتحول الدولة من نظام الصوت الواحد إلى دولة مؤسسات تنوعية و حتى من الممكن نوعية و هذا ما حصل تماما في كل من الهند جنوب إفريقيا و إثيوبيا و الطريق الآخر ستكون البراغماتية العاطفية للأحزاب اليمينية سواء أكانت دينية أو عسكرية أو من أصول عسكرية و هذا ما حصل تماما في كينيا البرازيل تركيا و المجر و بالتالي تعود هذه الدول في الغالب للمربع الأول العسكري السلطوي المقيت،
علينا أن نعي بأن الوصول للقمة رائع و لكن الأروع من ذلك هو الثبات عليها و محاولة تطويرها و هذا وضح جليا في كل من اليابان و كوريا الجنوبية الصين ألمانيا الدول الإسكندنافية الأمر الغاية في الخطورة أن دول مثل تركيا أو البرازيل او المجر أو اميركا بنظامها الجمهوري الحالي تشهد نظام إقتصاد البالون أي أنه نمو هوائي يبقى رهينة أي تصريح بسيط كما حدث في تركيا في أعقاب أزمة الليرة التركية الخطورة في الأمر أن إستخدام التجيش العاطفي هو فقاعة ينفجر فيها اقتصاد البالون الهوائي لتعود أسوء مما كانت عليه هذه الدول من قبل،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#الأنظمة_اليمينية_الشعبوية
#تركيا
#المجر
#البرازيل
🇧🇷🇹🇷🇭🇺
No comments:
Post a Comment