في القرن السابع عشر كانت قد نقلت أول تجربة ديمقراطية للمجالس المحلية في الولايات المتحدة الأمريكية على نمط مجلس البرلمان البريطاني أرادت بريطانيا في حينها تأسيس جبهة ديمقراطية حليفة لمبدائها المخالفة لسطوة الأوروبية الفرنسية منها و الألمانية بل و كانت تفكر بالأبعد (الإمبراطورية السلافية) السؤال المهم هنا لماذا أرادت بريطانيا ذلك و هي تعلم تمام العلم مجرد صناعة قوة حتى لو اعتبرتها حليفة ستهزمها يوما و تجعلها تنصاع لأوامرها أو خطتها على الأقل بل و قد تسبقها لقيادة العالم السياسي (وهذا ما حصل)؟!،
من يعود لعصور الفايكنج فإن الفايكنج قبائل جرمانية شمال أوروبية إستطاعت بفترة زمنية وجيزة بالسيطرة على بريطانيا و فرنسا و قيل في كتب كثيرة أنها تحالفت مع الأعراق السلافية (التي أسست العرق الروسي العتيد) و لو ننظر لعالمنا الحالي فإن الأعراق الأكثر صمودا هي المانديريان الصينية و السلافية الروسية و الجيرمانية الألمانية و الأمازيغ الشمال أفريقيين إستطاعت الحضارة الجيرمانية أن تنتشر بشكل مخيف و أسست بريطانيا الحالية و هي أعراق أنجلو سكسونية و أسست لها موضع قدم في الغرب الأوروبي عامة و تحالفت من السلافيين الروس في أكثر من موضع ليس فقط في أوروبا الشرقية متعلمة من أخطاء الإغريق اليونانيين و الرومان الإيطالين اللتين تفرقت أعراقهما بين اوروبا بشقيها الشرقية و الغربية و الروس السلافيين و الشعوب الشرق أوسطية،
كل ما ذكرته كان دلالة على خطة البريطان بصناعة قومية متنوعة مختلطة في مناطق بعيدة عن مراكز الحضارات في ظنها أنها تسطيع مجابهتها و هذا ليس في القارة الأمريكية فقط بل حتى في أستراليا و نيوزلندا و الهند و جنوب أفريقيا و الجزر المنفردة في المعمورة على أية حال نستطيع فهم المعادلة من خلال مقولة لأحد من كتاب الدستور الأمريكي الأول الفيلسوف الأمريكي الأوروبي الأصل #توماس_بين حينما ذكر في كتابه المؤسس للعقد الإجتماعي الأمريكي "إن من شأن السلطة أن تجعل حريتها آمنة يجب أن يحرس حتى عدوه من الاضطهاد لأنها إذا انتهكت هذا الواجب فإنه ينشئ سابقة ستصل إلى نفسها" على أية حال ظلت أميركا ملتزمة بهذه المعادلة من خلال التوازن القائم بين القوتين التقليديتين القوة الديمقراطية و القوة الجمهورية كان في ميزان المعادلة أن من يزرع هم الديمقراطيين و من يحصد هم الجمهوريين و لكن هذه المعادلة تقلبت كثيرا و لكن قلبتها كانت رأسا على عقب في فترة الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق #جورج_بوش الإبن و ذلك إبان أحداث أيلول سبتمبر عام ٢٠٠١ لماذا إقتلبت رأسا على عقب؟! لأن بعد الحادثة كانت الزراعة جمهورية وسط إمتعاظات ديمقراطية واسعة وحتى من بعض شخصيات جمهورية رغم أن إدارة الرئيس الذي تلاه #باراك_أوباما عملت جاهدة لكي تعود الخطة كما كانت خصوصا و أن العالم تغيير و مجرى الأحداث تلت لتجعل لعبة البوكر تقلب على الحظ الأمريكي و هناك مثل لمجتمع ولاية تكساس الشهير بالمقامرة قبل أن تقامر حافظ على أصولك في الخزنة و لا تقامر عليها،
في فترة الرئيس الأمريكي الجمهوري (الحر) الحالي #دونالد_ترامب و بعقلية التاجر المقامر ألعب بكل أوراقي فإما أنتصر أو انتصر بأي شكل كان لكن هذه المعادلة قد تنفع في صالات تكساس أو في وول ستريت ولكن في مكاتب السياسة الدولية الحالية التي صنعت جزءا مهما منها الولايات المتحدة الأمريكية تلقب السياسة بأنها فن الممكن أي أنه من الممكن أن يأتي الخطر من مأمنه إستنادا لكلام الفيلسوف بين فإن دونالد ترمب لم يحفظ خصومه و بالتالي تباعا سيصل البلل لرقبته و رقبة الدولة ككل،
الخطة (أ) التي إعتمد عليها ترمب هي إفساد سمعة الديمقراطيين داخليا من خلال تشويه عددا من أعضاء الديمقراطيين و لكنها فشلت فشلا ذريعا فأرقامه لم تبتعد بهذا الشكل النوعي المطلوب على الأقل بل و زادت من حدة الأزمات الداخلية سواء بحملات الكراهية للسود (والذين قيل بإحصاءات رسمية أمريكية سيصلون لنسبة تتجاوز ال ٦٠% من جملة الشعب الأمريكي المختلط الهوية) و أيضا ليس ببعيد عن السود فحملة الكراهية تجاه الأجانب و تحديدا اللاتينيين المكسيكان الذين يشكلون ما نسبته ١٥% و يشكلون أغلبية في الجنوب الأمريكي و تأججت اكثر بوصول أكثر من مليوني مهاجر من تلك الشعوب اللاتينية على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة و أدت هذه الأحداث لكثير من الإستقالات او (الإقالات) لشخصيات من أركان البيت الأبيض،
لذلك لجأ ترمب للخطة (ب) الخطة الثانية كانت تلعب على وتر الميزان التجاري مع دول العالم شهدت أميركا حروبا شرسة فشلت بترجمتها لنجاح دائم كانت مكاسبها آنية فقط فاستحالة هزم الصين جعلت أنظار إدارة ترامب لدول كتركيا و ايران و أوروبا (الحليف) التقليدي إستطاعت كسب قوة آنية و لكنها متأخرة و ليست دائمة و هذا نتيجة خلط الأوراق الداخلية و الدولية على حد سواء،
و بالتالي لم يبقى في رأي ترمب إلا الخطة (ج) وهي منطقة محظورة اللعب فيها لأنها حبيسة قرارت كثيرة أبرزها روسية صينية من جهة و اوروبية يابانية من جهة أخرى و بالتالي إطلاق الإعلام للخطة (ج) النووية كانت محض تلاعب لا أكثر حتى و إن شهدنا أكبر عمليتين عسكريتين نوعيتين سواء من الناتو (المختلف أصلا) أو من الحلف القديم الجديد الغير مبلور حلف وارسو،
عاد ترامب لمربعه الأول الخطة (أ) و لكن بتعديل بسيط كان حدثيها متناقضين قضية مقتل الصحفي السعودي الأستاذ جمال خاشقجي و حادثتي الطرود المفخخة و ضرب مقر كنيس يهودي في أميركا جيشت في حينها الجبهة الديمقراطية كل الشخصيات البارزة كان في وجه المدفع الرئيس السابق أوباما و لو تلاحظوا إستبعاد السيدة هيلاري كلينتون جزئيا لما يشوبها من ملفات فيما قد كسب ترامب معركة الحصول على قيادة أكبر و أهم معقل دستوري للبلاد و هو منصب قائد المحكمة الدستورية العليا بانتخاب الناخب الجمهوري كافانو و فيما يقود بنفسه حملة السيطرة على رأي مجلسي الكونغرس عمد ترامب إلى إستخدام الخطاب الشعبوي العنصري منتشيا بكسب الآراء العاطفية حتى و إن كانت أميركا دولة ديمقراطية فإن العاطفة و التربية الشعبوية كبير فيها كما وصفها الفيلسوف الأمريكي المعاصر نعوم تشومسكي و هو من حذر من وصول شخص ترمب للحكم لأنه سيكب معركة و سيخسر حرب سياسية دولية في محصلة الأحداث علينا أن نعي بأن إكتساح الجمهوريين في عدة أطراف في مكاتب واشنطن خطر على أميركا ككل،
لربما نعي و نتعلم يوما.
#الإنتخابات_النصفية_الأمريكية
#مجلس_الكونغرس
#أميركا
🇺🇸🇺🇸🇺🇸
No comments:
Post a Comment