Sunday, 15 September 2019

ضيعة ضايعة ...

١٥ سبتمبر ٢٠١٩ 


كلمة "Stop" يقولها مخرج العمل في العادة ليعلن عن نهاية المشهد وإنجاز العمل قبيل كلمة "Stop" يدخل الكلاكيت ويقول الماسك بها (١٥ مشهد النهاية أخر مرة) تصريح وزير الخارجية الروسي السيد #سيرغي_لافروف عن انخفاض الأزمات والتوترات المسلحة الخطيرة وانحسارها لمناطق محدودة خصوصا بعد أننا لن نرى سوريا في شريط الأخبار العاجل سوى في مرات قليلة في الشهر لكن كيف رسم مشهد النهاية؟! من كتبه وألفه؟! من مثله؟! من أنتجه؟! ومتى دخل دور العرض؟! هل انتهى مسلسل ما سمي بالثورة السورية على نجاح سوريا أم فشلها انتصار الأسد أم انكساره وخنوعه لحلفاءه هذه المرة؟! كيف توافقت القوى الكبرى على حلحلة الأزمة؟! سنحاول شرح المشهد المعقد الذي لا يبدو انه صور بطريقة حديثة سوى في بضعة مشاهد هابطة؟!،

بعد إعلان الرئيس السوري #بشار_الأسد العفو العام منذ قليل لما قبل لحظة ١٤ أيلول الخريفي ليطفئ بذلك آخر شمعة من شموع حرب أهلية دامت فيها البلاد قرابة ٨ سنوات ليقتنع جميع الأطراف بالجلوس أخيرا على طاولة الحوار بناءا على حيثيات الانتصار بعد ان كانت العراق سوريا لبنان الأردن هي مصادر الحدث من منطلق أنها اطراف أصبحت الآن كل هذه الأطراف منطلق الحدث ولكن هذه المرة عدة أطراف تخدم أجندا تارة إقليمية ودولية تارة اخرى لكن بداية دراسة المشهد الردىء لحظة ٢٠١١ هل كانت المنطقة بحاجة الربيع العربي؟! الجواب المنطقي بالطبع لأن الأنظمة أصبحت بحالة مزرية من الديكتاتورية الأوليغراشية حتى أن الملكات باتت تظهر بمظهر افضل من الجمهوريات حيث الرؤساء يورثوا أبناءهم الشرعيين وغير الشرعيين حتى سلطة خلط الدين بالسياسة واللعب على الأوراق المخابراتية دول ومجتمعات معطلة الإرادة والقرار وينظرون إلى الحاكم وكأنه إله وباعطائهم القليل من حقوقهم يفرحون وكأنها هبة أو انه يعطي من مال جيبه،

على أية حال الثورة السورية شأنها شأن كل الثورات العربية التي بدأت من تونس وتوالت لمصر ثم ليبيا ثم اليمن وعادت في الشارع السوري لتستحضر عصر تبديل الرؤساء وما اكثرهم رقميا في سوريا وحتى تلك الدول العربية التي لم تخرج فيها الانتفاضات الفعلية ضلت محتقنة حتى رأينا جولة أخرى من الربيع العربي في السودان والجزائر وتغيير سلمي نسبي في المغرب وكذلك الأمر في موريتانيا كل ثورة عربية تدخلت في اطراف المال والنفوذ فنحن نتحدث عن دول يطمع فيها الجميع في سوريا قمة الخنوع للنظام ولدت حركة شديدة التطرف بعكس التيار فأصبح الجماعات المعارضة التي شكلت الجيش الحر تنظر بعين او مبدأ "لا يهمني كيف اثور او اقتلع النظام حتى لو وضعت يدي بيد الشيطان" لو ننظر اليوم للخسائر المادية الأرقام التي يتحدث فيها البنك الدولي مخيفة فيتحدث عن أكثر من ٣٠٠ مليار دولار بنية تحتية وخسارة مليوني عامل آدمي بين مقتول ومعتقل ومخطوف ومختفي ونتحدث عن قرابة ٦ مليون لاجئ ونازح ومهجر النظام هو الأخر اتبع نفس اسلوب المعارض "لا يهم مع من اتحالف في سبيل الكرسي حتى لو وضعت يدي بيد الشيطان"،

في الحقيقة من ينظر لساحة الحرب السورية فهناك عدة شياطين لكن إبليس لم يتدخل بعد النظام استخدم شعار المقاومة تارة وشعارات روسية تارة أخرى فاللاعب الإيراني الذي لم يتغلغل بعمق الهوية السورية وحسب بل أنه همش صورة سوريا القوية التي عرفناها ولولا الإرادة الروسية واتفاق جوهري مصلحي بين الرئيسين بوتين-نتنياهو على إخراج إيران إلى أبعد نقطة ممكنة في الساحة السورية لكنا سنرى قاسم سليماني يعلن نفسه حاكما عاما على سوريا ويكون الأسد نائبا له على غرار التجربة الإسلامية في إيران بالمرشد الأعلى القائد والرئيس المنفذ لرؤية القائد لكن الحاكم العام الروسي لا يختلف كثيرا عن سليماني إلا أنه يحسب حسابات أخرى فيجب ان يكون دستور للبلاد وقوة لأنه في النهاية دخل هذه المعادلة لكي ينجح بإغواء قوى العالم بفخر صناعة السلاح الروسية ثم نتحدث عن لعبة الغاز في داخل الاراضي السورية ونتحدث عن واجهة مهمة في عمق المتوسط لشواطئ اوروبا وشمال افريقيا على حد سواء وتحديدا الثروات المدفونة في ليبيا صمت الروس واستخدامهم دعهم يتكلمون وانا انفذ ما انفذه مستغلين بذلك حمل الولايات المتحدة الأمريكية في حروبها المتعددة مع الصين وكوريا الشمالية وإيران وامور أخرى كفنزويلا ومصادر النفط التقليدية في الخليج كل ذلك يظهر في الصورة على انه انتصار روسي،

لكن تبقى أسئلة النقاش مفتوحة الدستور الذي تحدث عنه لافروف هل سيؤكد بقاء الاسد ام انه سيؤسس لمرحلة جديدة؟! كيف ستكون حدود الدولة فما زال هناك سطوة تركية على أجزاء الشمال السوري؟! ما مصير الأكراد الذين باتوا اليوم أكثر قوة في وجه النظام في دمشق؟! هل سيكون تقسيم الدولة بناءا على العودة للاجئيين أم ان سوريا ستبقى مفرغة وتتوالي العودات المهجرة؟! كل ذلك بحاجة للنظر مرة أخرى،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#سوريا

🇸🇾🇸🇾🇸🇾

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...