٢٩ سبتمبر ٢٠١٩
في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية حصل وأن تمت محاكمات العزل داخل أروقة غرفتي الكونغرس الأمريكي بحضور قضائي رفيع المستوى مرتين مرة شهدت نجاح بعزل رئيس الدولة وطاقمه من المكتب البيضاوي ومرة نظر على القضية على أنها خصومة سياسية واضحة من أعضاء الغرفة السفلى من الكونغرس الأمريكي تجاه الرئيس الأمريكي،
المحاولة الأولى لعزل رئيس الولايات المتحدة كانت في فبراير من العام ١٨٦٨ وكان حينها الرئيس الأمريكي هو الرئيس #أندريو_جونسون الرئيس ال ١٧ في البيت الأبيض (طبعا لا يمكن التعويل على هذه المحاكمة بالعزل لأن ظروفها مختلفة وزمنها مختلف تماما) حيث إجراءات العزل حينها تمت لأسباب تعامل إداري من الرئيس في داخل أروقة الدولة الأمريكية التي لم تكن بعد القوة الأولى عالميا بحيث كان لعزل ومحاكمة أندرو جونسون آثار سياسية مهمة على توازن السلطة التشريعية-التنفيذية الفيدرالية، حافظت على مبدأ أنه لا ينبغي للكونجرس إقالة الرئيس من منصبه لمجرد أن أعضائه اختلفوا معه بشأن السياسة والأسلوب وإدارة المنصب كما أدى ذلك إلى تضاؤل التأثير الرئاسي على السياسة العامة والسلطة العامة للحكم مما عزز نظام الحكم الذي أشار إليه #وودرو_ويلسون في سبعينيات القرن التاسع عشر باسم "حكومة الكونغرس"،
المحاولة الثانية لعزل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية كانت في أكتوبر من العام ١٩٩٨ وكان الرئيس في حينها الرئيس #بيل_كلينتون الرئيس ال ٤٢ في البيت الأبيض (يمكن التعويل على إسقاط نسبي على هذه المحاولة بالعزل ظروفها وزمنها نسبيا مشابهين) حيث المحاولة التي أقامها ممثلون الكونغرس في حينها جمهوريين ادعاءات بأن الرئيس قام بالتحرش الجنسي على السيدة #مونيكا_لوينسي أحد عاملات البيت الأبيض وهذا ما رفضته رئيسة المحكمة في حينها بحجة افتقار التساؤل المقدم للحجة القانونية في تلك الفترة كان الجمهوريين واثقين تماما بأنهم سيعزلون الرئيس كلينتون انتهى الأمر بخسارة مقاعدهم في الكونغرس في الانتخابات النصفية،
وبالعودة لدستور الولايات المتحدة الامريكية فإنه يقول:
"يكون لمجلس النواب في مجلسي الكونغرس سلطة الاقالة الوحيدة بحيث عرضت المواد الآتية نصوص العزل:
الفقرة الأولى القسم ٢ البند رقم ٥
يكون لمجلس الشيوخ السلطة الوحيدة لمحاكمة جميع الاتهامات عند الجلوس لهذا الغرض يجب أن يكونوا على القسم أو التأكيد عندما تتم محاكمة رئيس الولايات المتحدة يتولى رئيس المحكمة العليا رئاسة الجلسة: ولا يجوز إدانة أي شخص دون موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين ولا يجوز أن يمتد الحكم في حالات الإقالة إلى أبعد من الإقالة من منصبه وعدم أهلية شغل أي مكتب شرف أو ائتمان أو ربح والاستمتاع به بموجب الولايات المتحدة لكن الطرف المدان يكون مسؤولاً ومع ذلك خاضعاً للاتهام والمحاكمة والحكم والعقاب وفقاً للقانون،
الفقرة الأولى القسم ٣ الفقرتان ٦ و ٧
ي/تتمتع {الرئيس} بسلطة منح قرارات العفو والعفو عن الجرائم المرتكبة ضد الولايات المتحدة إلا في حالات المساءلة.
الفقرة الثانية القسم ٢
يجب إقالة الرئيس ونائب الرئيس وجميع الموظفين المدنيين في الولايات المتحدة من مكتب المساءلة عن جرائم الخيانة العظمى والجنح والإدانة عليها"
يحصر الدستور أسباب الإقالة بـ "الخيانة أو الرشوة أو غيرها من الجرائم الكبرى والجنح" ولكن لم يتم تعريف المعنى الدقيق لعبارة (الجرائم العالية والجنح) في الدستور نفسه،
كيف بدأ التفكير بعزل الرئيس #دونالد_ترامب؟! الرئيس ترمب ومنذ اليوم الأول لإعتلاء البيت الأبيض اصتدم بالعداء المستعر للديمقراطيين عشية انتخابات ٢٠١٦ قالت السيدة #نانسي_بيلوسي اول رئيسة إمراة لمجلس النواب الأمريكي إذا فازت السيدة #هيلاري_كلينتون سأعتزل العمل العام وبفوز ترمب تفعل العداء التاريخي والعميق بين الديمقراطيين والجمهوريين ومنذ اليوم الأول لم يستطع الديمقراطيين حصد الأصوات لعزل ترمب في شان مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات السابقة عام ٢٠١٦ وحتى مع تدخل ترمب مباشرة بإجراءات التحقيق والتي كان مسؤلا عنها #روبيرت_مولر ثم مزاعم الديمقراطيين بعدم السماح لهم بمسائلة الشهود وظهرت بعدها قضايا إقالات ترمب لعدة موظفين في البيت الأبيض ثم عودة قضية مولر من جديد وكل هذه المساعي لم تنجح،
مكالمة غير متوقعة من الرئيس ترمب للرئيس الاوكراني الجديد لتدخل في محاكمة نائب الرئيس السابق #جو_بايدن فيما قام به أثناء كونه نائبا للرئيس #باراك_اوباما إبان احداث ٢٠١٤ في العاصمة قلبت الطاولة واعطت الفتيل لممثلون الحزب الديمقراطي في الكونغرس على أن هذا الطلب من الرئيس ترمب خصوصا قبيل الانتخابات ٢٠٢٠ وبايدن المرشح الديمقراطي الأبرز المنافس لترمب كثير من المراقبين للبيت الأبيض يقولون أن ثقة الديمقراطين بعزل الرئيس ترمب كبيرة وهي مشابهة لثقة الجمهوريين في عام ٩٨ لعزل الرئيس كلينتون اي انهم سينهي بهم الحال بخسارة مقاعدهم في الانتخابات النصفية للكونغرس القضاء يقول انه يريد انجاز المحاكمات قبيل انتهاء العام لأن مدة الرئيس القانونية التي تنتهي في يناير للعام المقبل للتفرغ للانتخابات المقبلة،
ماذا سيقدم الديمقراطيين؟! المرجح ان الديمقراطين سيتغلون جملة (الخيانة العظمى والجنح) غير المعرفة بمكالمة الرئيس ترمب مع الرئيس الاوكراني وورقة أخرى بشأن تحقيقات المحقق مولر واعتقد بشكل متواضع أن القضاء لن يقبل الحججالقانونية مرة أخرى للتساؤل المقدم لأن فيها كيدية التنافس الجمهوري-الديمقراطي وعلى أية حال حتى لو قبلت الدعوى وتمت اقالة ترمب وطاقمه فإن الانتخابات الرئاسية القادمة ستكون ربما هي الأقوى في تاريخ الولايات المتحدة، فهل تعتقد بأن إجراءات عزل الرئيس ترمب سيتم قبولها؟! هذا ما سنتعرف عليه في الأيام المقبلة.
#عزل_الرئيس_ترمب
#امريكا
🇺🇸🇺🇸🇺🇸
No comments:
Post a Comment