Thursday, 5 September 2019

مهما كانت المسافة التي مضيتها في طريق خاطى قم بالعودة رسالة الغفران مرسومة بمؤلفين #علي_باباجان و #أحمد_داوود_أوغلو ...

٥ سبتمبر ٢٠١٩ 


يقول الرائع #زكي_نجيب_محمود من كتابه #قيم_من_التراث "الأصل في الفكر (إذا جرى مجراه الطبيعي المستقيم) هو أن يكون حواراً بين  (لا) و (نعم) وما يتوسطهما من ظلال وأطياف فلا الرفض المطلق الأعمى يعد فكراً ولا القبول المطلق الأعمى يعد فكراً ففي الأول عناد الأطفال وفي الثاني طاعة للعبيد" بالنظر لمسيرة المستشار الألماني الفذ الراحل السيد #هيلموت_كول فكثيرة هي الألقاب التي تقلدها فأحد سيناديه عمود الاقتصاد الألماني والآخر سيقول جنرال الوحدة بين الألمانيتين وهناك من سيقول أيضا مهندس الوحدة الأوروبية ... إلى أن نصل لمرتبة أعلى أعطيت للسيد كول تاجر الأمل والسعادة للأمة الألمانية وبالرغم أنه وصل لسماء النجومية في ساحة الساسة الخاصة بالماكينات الألمانية إلا أن هذا الرجل خرج من منصبه بأشبه بفضيحة تمويل خارجي لحزبه الحاكم الأقوى في ألمانيا واستقال على إثرها وبعدها اعتبر هذا الحدث سبب انعزاله عن العمل العام لكنك عندما شارع كلينغيل هوف شتراسه المبنى رقم ٨ في مدينة #برلين (وهو بالمناسبة مبنى حزب الإتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني والملعب ب #كونراد_ادناور_هاوس) ستجد هناك صورة وتكريم للراحل كول بل وان في يوم الوحدة الألماني والذي يوافق الثالث من اكتوبر من كل عام تكاد لا تخلو وسائل الإعلام من العمل الجبار الذي قام به الراحل العظيم كول رغم فضيحة تمويل الحزب الخارجي والتي لقبت "بتمويل المال الأسود" في ألمانيا،

علي باباجان أو ما يطلق عليه في تركيا جنرال الاقتصاد الصامت صاحب الفضل الأول على الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا في النهضة الاقتصادية التي لم تأخذ منه سوى سنتين حيث قفز بتركيا سلالم كبيرة وخطوات جبارة نحو القمة العشرينة للدول العظمى (G20) وهو الذي جعلت أوروبا تفكر مليا بإدخال تركيا كعضو دائم مشارك في الاتحاد الأوروبي ونستطيع تلخص هذا الرجل بأنه صاحب الهندسة الخاصة بالاقتصاد التركي منذ عام ٢٠٠٢ وحتى عمليا قرابة عام ٢٠١٧ وهو من الأعضاء المؤسسين لحزب العدالة والتنمية وصاحب افكاره الاقتصادية الفذة،

احمد داوود أوغلو عميد الدبلوماسيين الأتراك صاحب الأفكار السياسية الفذة صنفته صحيفة ال (Foreign Policy) الأمريكية المختصة بالشؤون السياسية والإحصاءات في عام ٢٠١٢ إن لم تخني الذاكرة من أفضل ٢٠ مفكر في العالم صاحب عقلية سياسية أسست لمعظم هياكل اللجان المؤسسية في حزب العدالة والتنمية ويكفي أن نقول بأن في عهدة رئاسة الوزراء ووزارة الخارجية كانت تتمتع تركيا بعلاقات جيدة للغاية حتى مع تلك الدول التي تمتلك حساسية العداء النمطي مع تركيا وأفكار حزبها الحاكم يستطيع الموازنة والمرونة مع الأطراف جميعها ولا يحب فكرة الندية والحدة في العلاقات خصوصات تلك المتعلقة بالاستراتيجيات،

من خلال عرض مبسط لكلا الشخصيتين نستطيع فهم أن أردوغان لم يكن يستطيع فعل أي شيء دون ٣ محركات رئيسية بهدوء عبدالله غول الرئيس السابق لتركيا وعلي باباجان جنرال الاقتصاد واحمد داوود اوغلو رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق قبيل الاستفتاء على النظام الرئاسي في تركيا عام ٢٠١٧/٢٠١٦ وبعيد حادثة "الإنقلاب" المزعومة التي يتكشف عنها حالة الإبهام وعن طريق أشخاص رافقوا أردوغان منذ صعوده سلم القيادة الحزبية البلدية البرلمانية الحكومية والحكم المطلق اي منذ ١٨ عام في تلك اللحظة الحاسمة التي تراجعت فيها تركيا فكرا واقتصادا وسياسة قام بعزل أصدقائه المهنيين الحزبيين لحساب أقارب -منهم صهره وزوج ابنته البيرق والذي عينه وزيرا للخزانة فشتان بين باباجان وبين مراهق الاقتصاد البيرق الذي يشبه الى حد ما بفارق الفكر مستشار الرئيس الأمريكي السيد #جارد_كوشنر- ولحساب أشخاص سياسيين محافظين متشددين إلى حد التطرف -منهم السيد بن علي يلديرم الذي يشيد دائما باستخدام القبضة الحديدية الاستخباراتية على المواطنين بدل الانفتاح لابد من الانغلاق اتهم مرارا بالعنصرية وكمثال آخر وزير خارجية كمولد تشاويش أوغلو الذي يؤمن بمبدأ الحدة والصراع لفرض الرأي بقوة النظام او (العصا)-،

كل ذلك جعلت شعبية أردوغان الذي بدا يتخذ منابر الجوامع ليستجر عاطفة الكهولة إليه أردوغان يمثل طبقة السياسي الغير مثقف لبس ثوب العلمانية تحت دهاء رجال كانوا داعمين قريبين تشير بعض الصحف المقربة من احمد داوود اوغلو وعلي باباجان أن كلاهما أرادا كشف ملابستين خطيرتين ستشعل النار في الديمقراطية التركية أولها كانت (مسرحية الإنقلاب) الذي وقع عام ٢٠١٦ والأخرى كشف ملابسات العلاقات التركية الروسية التي شهدت توازنا قبل الإنقلاب الذي وصف بتطهر عرقي سياسي عسكري إن جاز التعبير فأردوغان نزع ثوب العلمانية والديمقراطية وبدأ بالسلطوية والغرور الشخصي الذي يصل بصاحبه غالبا إلى الهاوية حزب العدالة ينظر له اليوم انه حزب غدر أكثر طرفيين مؤسسين كاتبيين لقرار السياسة والاقتصاد فلربما تطلعنا الأيام القادمة على أخبار أكثر إثارة،

لربما نعي و نتعلم يوما.

#السياسة

💡💡💡

No comments:

Post a Comment

Das Schweigen von Bundeskanzlerin Merkel ist ebenso traurig wie es ein Spiegelbild dessen ist, was ich die dunkle Seite von Merkels politischer Persönlichkeit nenne!

Vor drei Jahren verließ die ehemalige Bundeskanzlerin Angela Merkel scheinbar freiwillig, aber nicht ganz so freiwillig Merkel hinterließ de...